اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ( المدى ) تكشف أسرار معركة "مقاهي الكرادة"

( المدى ) تكشف أسرار معركة "مقاهي الكرادة"

نشر في: 21 يوليو, 2013: 10:01 م

* أحد الشيوخ يصدر أوامره : المقاهي تغلق .. والأحرار تبرئ المحافظ للعراق مواسم للقتل ولكل موسم خاصية اختيار الضحية حسب المواصفات التي جند من أجلها القاتل ،والمصيبة ان الضحية قصدي المواطن ليس له علم مسبق بعنوان الضحية المقصودة ،ولا بمرجعية القات

* أحد الشيوخ يصدر أوامره : المقاهي تغلق .. والأحرار تبرئ المحافظ 

للعراق مواسم للقتل ولكل موسم خاصية اختيار الضحية حسب المواصفات التي جند من أجلها القاتل ،والمصيبة ان الضحية قصدي المواطن ليس له علم مسبق بعنوان الضحية المقصودة ،ولا بمرجعية القاتل والكيفية التي تتم فيها الجريمة ولا مكان وزمان حدوثها ،بعد ان تحولت العمليات الإرهابية من الجولة النهارية الى الليلية.
الجميع يتذكر لأنها حكايات مريرة لايمكن ان تنسى، بأن الإرهاب المنظم وليس الأعمى كما يقولون استهدف في فترة من فتراته تجمعات عمال البناء ولعل ابرزها التفجير الإرهابي الذي طال عمال البناء في تجمع ساحة الطيران ،ثم انتقل الى استهداف اصحاب مهنة اخرى وهم الحلاقين وذهب جراء ذلك العديد من الشباب الذين يمارسون تلك المهنة الحرة والشريفة، بعدها تحولت أهداف الإرهاب ومجاميعه الظلامية الى أصحاب محال الصاغة ليبطش بأصحاب تلك المهنة بأقبح أنواع الإجرام.

تصريحات مزيفة

ومع استمرارية تلك العمليات كانت الحلول التي تأتينا من قبل قيادة عمليات بغداد هي مجرد تصريحات تهدئة مفادها ان الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة او شعارهم المزيف والمخيف بنفس الوقت " يذهبون ونبقى" ،ولكن ما نشاهده على ارض الواقع هو بالعكس تماما وكأن لسان حاله يقول "باقون ونمضي" ،نعم ليس لقيادة عمليات بغداد غير التصريحات المزيفة التي تذكرنا ببيانات القيادة العسكرية ابان الحرب العراقية الايرانية، ولم ننعم من تلك الوعود بسوى معرفة موقع الانفجار وعدد القتلى ومنذ عشر سنوات والعراقيون يسمعون نفس الموال الحكومي على عكس الموال الإرهابي الذي يتحول من مقام اجرامي الى آخر يختلف بالاساليب ولكنه يحقق ذات الهدف، فمن استهداف الحلاقين الى باعة الثلج، تحت ذريعة ان الرسول (ص)لم يتنعم بتلك النعمة وغيرها من الفتاوى المضحكة المبكية.
استهداف ملاعب الكرة
كرة القدم التي أصبحت رافد الفرح الوحيد للعراقيين كانت على موعد مع الظلاميين لتأخذ حصتها من جرذان الكهوف التي ابتلينا بها، فمع انطلاق انتصارات منتخبنا الشبابي في كأس العالم للشباب المقامة في تركيا، انطلقت قوى الظلام ببث أدوات موتها على شبابنا في ساحات كرة القدم، وللاسف قواتنا الامنية كحلت عيون القتلة بالاعتداء على مدرب كربلاء الشهيد محمد عباس الذي وافته المنية اثر الإصابات التي تلقاها على أيدي قوات سوات، وهذا ما دفع الاهالي الى منع اولادهم من الذهاب الى ساحات اللعب حتى في الملاعب الشعبية القريبة من محال سكناهم ،ومع الحالة التصاعدية لانتصارات منتخبنا الشبابي تصاعد الحضور الشبابي في المقاهي الشعبية لتشجيع المنتخب لما تعطيه طقوس المقهى للمشجعين من حافز نفسي فضلا عن الحس الوطني ومحبة ان يكون الجميع في خانة العراق الموحد بعيدا عن التخندقات والانتماءات الضيقة.
عناق الدم والشاي
التواجد في المقاهي والشعور بالزهو والفرح الذي اجتاح الشارع العراقي لم يرق للذين يحاولون اعادة العراق واهله للعصور المظلمة، فسارعوا بضمائر سود وحقد احلك سوادا في حصد العشرات من شباب العراق في المقاهي الشعبية ،وباساليب قذرة ليس لها دلالة غير ان من يفعلون ذلك ما هم الا حيوانات مسيرة ومخدرة، ففي الخميس السابع والعشرين من حزيران الماضي اكدت القوات الامنية ان انفجارين وقعا في مقهيين بشمال العاصمة وتحديدا في منطقة الاعظمية والآخر في جنوب بغداد بحي المعالف، وسط تجمع شبابي غايته مشاهدة مباراة منتخبنا الشبابي واسفرت التفجيرات عن استشهاد ثمانية شباب، وفي اليوم نفسه استهدف انفجاران مقهيين في بعقوبة مما ادى الى استشهاد عشرة اشخاص، وادى انفجار عبوة ناسفة قرب مقهى في ناحية جبلة مما ادى الى استشهاد وجرح العديد من المواطنين،هذا وكان تسعة من مشجعي منتخبنا الشبابي قد استشهدوا يوم الأربعاء الماضي اثناء متابعتهم مباراة فريقنا الوطني مع شباب مصر على كأس شباب العالم ، حين انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة مقهى شعبيا في حي المعلمين في الدورة،وتعاقبت الانفجارات في كل من محافظات كركوك وبغداد وبابل والناصرية وجميعها استهدفت المقاهي.
الأمر بالمعروف والنهي 
عن المنكر
في الوقت الذي يعاني العراقيون من هول صدمة المقاهي وما رافقها من خسائر بشرية ومادية ذهل المواطن من خبر مفاده ان محافظ بغداد الجديد علي التميمي شكل فوجا للطوارئ الغرض منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبدأ المهمة بأغلاق محال الكوفي شوب في منطقة الكرادة كما ورد على لسان المستشار الإعلامي لمحافظ بغداد صبار الساعدي، ولمعرفة الحقيقة سارعت المدى بوجودها في مكان الحدث لمعرفة الحقيقة لاسيما وان كتلة الأحرار التي ينتمي لها المحافظ كذبت الموضوع جملة وتفصيلا جاء ذلك على خلفية الاعتراضات الواسعة التي أبداها مثقفون وناشطون مدنيون عراقيون، داخل البلاد وخارجها، على إثرها والتي اعتبرها التيار المدني "مخالفة للقوانين العراقية وروح الدستور، وللطابع التعددي والثقافي والتاريخي للعاصمة".
الأحرار تنفي تورط المحافظ
وقال الأمين العام لكتلة الأحرار، ضياء الأسدي، في حديث إلى جريدة (المدى)، إن من الضروري "استيعاب درس الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي أراد التفرد بإدارة بلاده ومني بخسارة رهيبة"، مشيراً إلى أن "كتلة الأحرار وقيادة التيار الصدري تلتزمان بمبدأ الشراكة في صناعة السياسات والقرارات، ونبذ التفرد، وأن إدارة العاصمة لن تشذ عن هذا المبدأ، ولن يكون الصدريون طرفاً متفرداً في اتخاذ القرارات، سواءً في ملف الحريات أم غيره".
ونفى الأسدي، أن يكون "محافظ بغداد قد شكل فوجاً للطوارئ وظيفته التعامل مع ملف الآداب"، عاداً أن أي "تصريحات بهذا الشأن يمكن أن تكون قد فهمت خطأ"، ونقل الأمين العام لكتلة الأحرار، ضياء الأسدي، عن "محافظ بغداد علي التميمي، تأكيده عدم صلته بما حصل في منطقة الكرادة"، مبيناً أن "مسؤولية المنطقة تقع على عاتق أمانة بغداد والقوى الأمنية".
الكوفي شوبات تتحول 
الى ركام
مقهى البغدادي في منطقة الكرادة داخل اغلب رواده من الأدباء والفنانين ومن كلا الجنسين وجدناه مغلقا، وفي الوقت الذي اشيع بان شرطة المحافظة مدعومة بعناصر من الشرطة الاتحادية قامت بإغلاقه ،تبين ومن خلال تصريحات صاحب المقهى بأنه قام بأغلاقه لوجود بعض العاملين الكسالى في المقهى بحسب قوله، ولكن الحقيقة التي عرفناها من احد الزبائن بان صاحب المقهى يخشى ان يتكرر في مقهاه ما حصل في كوفي شوب (كلاسيكو) وكوفي شوب( عش البلابل)حيث اصبحا عبارة عن ركام على ايدي بعض الاهالي بحسب قول المواطن، الذين يرفضون وجود الكوفي شوبات في مناطقهم ،حتى لو كان العمل في تلك المحال بعد الفطور ،عادين وجود تلك المحال التي اغلب عامليها من البنات ،واصفين تلك المحال ببيوت الدعارة كما بين احد المواطنين.
كلمات نابية
العاملون في تلك المحال اكدوا للمدى ان الحادث بدأ في الساعة التاسعة من مساء السابع عشر من تموز عندما قام احد شيوخ المنطقة واسمه(ش.ص) (الاسم تتحفظ المدى على ذكره لحين إتمام القضية من قبل القضاء)بمعية العشرات من الشباب بالتجمهر امام كوفي شوب (كلاسيكو) وقاموا بالكتابة على واجهة الكوفي بالاصباغ (المحل مغلق طوال شهر رمضان)،علما ان جميع المطاعم ومحال الكوفي شوب تفتح ابوابها امام الزبائن بعد الفطور مباشرة وهذا الامر متعارف عليه ومعمول به منذ عقود كما يقول احد العاملين، وحين خرج اليهم صاحب المحل معاتبا بدأ المدعو (ش.ص)والذين معه بالسب والقذف واستخدام كلمات نابية مثل (كواوويد)،(هاي موكهاوي هاي بيوت دعاره)،(شروكيه)،لكون صاحب الكوفي هو من اهل مدينة الصدر كما يقول العامل الذي رفض ذكر اسمه، ونحن نورد هذا الحدث لكون هذه الحكاية تكررت على لسان اكثر من مصدر ولكن جميعهم رفضوا ذكر أسمائهم الحقيقية ليس خوفا من الجهات الامنية فقط ،بل حتى من اهالي المنطقة الذين قد يقاضوهم عشائريا.
استشهاد الشاب موسى
للأمانة نقولها ان جميع من التقيناهم شهدوا ببراءة المحافظة والحكومة مما حصل، والجميع اتفقوا بأن خسارة الشاب موسى سببها محاولة اهالي الكرادة فرض قوانين وتشريعات خاصة بتقاليدهم دون الالتفات للقانون العراقي.
احد المنتسبين الذي رفض ذكر اسمه قال ان الطلقة الاولى صدرت من المتظاهرين بعدها حدث رمي عشوائي من قبل الطرفين ليسقط اثر تلك العملية استشهاد شاب وجرح العديد من المارة، وبعد ان وصل خبر استشهاد الشاب موسى فتاح عبد الامير العلوجي الذي كان يقف مع صديقه علي صاحب كشك لبيع العطور والذي اصيب ايضا بعيارات نارية نقل على اثرها للمستشفى واصابته خطرة جدا حاول ابناء الكرادة احراق محال الكوفي شوب كلاسيكو عش البلابل وارادن وآخر قرب الاورزدي كما يقول المنتسب، ومن هنا جاء تدخل القوات الامنية حيث قامت بتطويق المكان ومنع اية خروقات امنية قد يسببها الحادث، مؤكدا كما اكد لنا عدد من المواطنين بأنه لاتوجد اية تبليغات رسمية سواء من المحافظ او جهة اخرى بغلق محال الكوفي شوب بعد الافطار، فتعليمات المنع واضحة بانها تمنع فتح المطاعم والمقاهي في شهر رمضان في ساعات الصوم فقط بحسب قول المنتسب الامني، واضاف المنتسب ان القوات الامنية قامت بالقاء القبض على العديد من المتهمين الذين قاموا بالاعتداء ومن بينهم المحرض الاول للهجوم(ش.ص)و(ح.ص)و(ش.م) وغيرهم والجميع في قبضة العدالة موضحا انه بعد حصول التصادم قام صاحب كوفي شوب كلاسيكو بالاتصال ببعض الميليشيات المعروفة طالبا النجدة وبالفعل حضرت واستعرضت متوعدة الاهالي لكن القوات الامنية طوقت المكان ومنعت التصادم بحسب قول المنتسب.
المدى مع عائلة الشهيد
بعد ان استمعنا الى اكثر من مصدر والجميع اكد لنا بانه لا توجد تعليمات من المحافظ بغلق المقاهي والكوفي شوبات، كان لزاما علينا ان نلتقي بعائلة الشهيد موسى، وبعد جهد مميز من فريق المدى المتمثل بي والزميلين محمود رؤوف وعلي مهدي استطعنا الحصول على عنوان البيت المفجوع بالشاب الذي لم يكن له ناقة او جمل فيما حصل، طرقنا الباب الخشبي فخرج علينا شابان هما ضرغام ومصطفى شقيقا الشهيد موسى وبعد ان قدمنا التعازي لهم طلبنا ان نلتقي بوالد المرحوم ،رفضا ذلك بمبرر ان اليوم هو الثالث والوقت غير مناسب، ونحن نهم بالانصراف دعانا ضرغام الى الدخول بناءً على رغبة والد الشهيد.
جلسنا في غرفة الضيوف بعد قراءة سورة الفاتحة، وبين لحظة واخرى ينفجر الاب بالبكاء على آخر العنقود من اولاده، مستذكرا أخلاقه وأدبه الجم ،والتزامه الديني وصلاته وصيامه ومساعدة المعوزين من جيرانه وخلقه العالي، وتلك الصفات نعرفها من خلال ما يرويه اهل الكرادة عن أدب هذا الشاب البريء الذي طالته رصاصات طائشة اثر صدام بين الاهالي واصحاب الكوفي شوب.
الأم تصرخ (أريد ابني)
اكد الحاج فتاح عبد الامير العلوجي ان ولده بعد الفطور مباشرة يخرج من البيت الى كشك صديقه علي بائع العطور، وفي تلك الليلة المشؤومة ارتدى ملابسا جديدة ورأيته وكأنه في ليلة عرسه(كان يتحدث ويبكي)،وبعد الساعة التاسعة سمعنا صوت اطلاقات نارية شعرت كأب كأنها في قلبي، حتى جاءنا الخبر (موسى انجرح)هرعنا الى المستشفى فوجدناه قد فارق الحياة اثر اصابته بطلقتين وصديقه علي في حالة خطرة جدا كما يقول الوالد و اثناء الحديث دخلت علينا ام موسى بثياب الحزن صارخة بوجوهنا جميعا "أريد أبني"، لا اخفيكم كنت ابكي معها ملتفتا الى آلاف الامهات العراقيات وهن يرددن معها بنفس العويل وبحزن لم يتحمله احد غيرهن "أريد أبني".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. علاء الكاووشي

    في الحقيقة ان ما يجري من احداث تولد عندنا القطع بان المستهدف هو الانسان العراقى ؛ المستهدف هو الوضع العراقى ،لا كما يصورها البعض بانها بين السنة والشيعة .ها هي نار الفصائل الظلامية تلتهم الانسان العراقي في البيت مع افراد عائلته في المقهى في دور العلمفي

  2. سامي العبيدي

    الى صحيفة المدى و الى فريق العمل الذي اعد هذا التقرير انا من شهود العيان على الاحداث و ساكن في منطقة الكرادة الشرقية ... طبعا التقرير احداثه صحيحة لكن الحقيقة ليست كاملة فيه! نعم , انا اؤكد ان نصف الحيقة غائبة و انا لأحضت ان التقرير قد شوه سمعة اهالي الكر

  3. زيد الحسني

    الموضوع قديم ومنذ عام 2008 قام اهالي الكرادة بجمع تواقيع ائمة المساجد والحسينيات (سنة وشيعة)والكنايس ووجهاء المنطقة وكباراتهاوتوجهو الى السياسين السكنين فيها والى وزارة الداخلية والى محفظة بغداد والى مراجع الدين في النجف الاشرف وفق كافة السياقات القانونية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram