TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > القلب يعشق كل جميل

القلب يعشق كل جميل

نشر في: 21 يوليو, 2013: 10:01 م

قبل قرابة شهر من يوم   30/6  كنت أتمشى في شارع جامعة الدول العربية بالقاهرة فاستوقفني شاب وشابة مصريان. عرضا عليّ التوقيع على ورقة لسحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي فأخبرتهما إنني لست مصريا. اعتذرا مني، لكنهما لم يفوتا الفرصة ليشرحا لي مسعى "تمرد" السلمي نحو التغيير. كان في عينيهما بريق جعلني أحدس من تلك اللحظة بأن حركة "تمرد" ستنجح.
مرت الأيام وجاء يوم  30 / 6 ثم حل يوم عزل مرسي. في الصباح التالي ليوم العزل نهضت مبكرا لأرى شكل الصباح الذي يشهد سقوط طاغية، فوجدته فعلا، كما وصفه شاعر ألماني، من اجمل الصباحات. أصوات مثل زغاريد الحب، كانت تمطر من كل صوب: أحبك يا مصر .. حبيبتي يا مصر .. عظيمة يا مصر.
جاء العصر وخفّت حرارة الجو فخرجنا نتمشى أنا وصاحبي " "المشّاء" أبو يوسف، كما يصفه صديقنا احمد المهنا. وجدتها فرصة للمرور على الحلاق. جلس صاحبي في المقهى بينما كنت تحت موس الحلاق. فجأة وجدت أبو يوسف بجانبي. ها؟ صارت عركة بين الإخوان والثوار. أصوات وطقطقة حجارة تتطاير. خرجت معه لنكتشف حقيقة ما يجري فوجدنا مجموعة من الشباب تطارد جمعا من أنصار مرسي الذين جلهم من الملتحين والمحجبات والمنقبات. الشباب يضربونهم بالحجارة ويهتفون: كفّار .. كفّار. تقدم شاب من "تمرد" كان بين الجالسين بالمقهى رافعا يديه احتجاجا: لا .. لا يصح .. إنهم ليسوا كفارا .. هؤلاء مصريون ومن حقهم ان يعبروا عن تأييدهم أو محبتهم لمن شاءوا. عاتب الجمع المهاجم بلغة ساحرة أرغمتهم على رمي الحجر من أيديهم والرجوع إلى من حيث أتوا. تنفس مناصرو مرسي الصعداء فلم نسمع منهم غير صوت فتاة جميلة تردد بأسى: والله يا زمن! هل تصدقون ان قلبي انكسر عليها؟ اخبرني هذا القلب بأن في هؤلاء البسطاء صادقين يتظاهرون عن قناعة وليس عن طمع مادي كما يتصور بعض المعارضين لتظاهراتهم.
شاءت الصدف ان أجد اغلب الفضائيات، أو كلها، حين تستعرض تظاهرات مصر، تضع لقطة جماعة رابعة العدوية (أنصار مرسي) على اليمين، ومعارضوه في ميدان التحرير على يسار الشاشة. البارحة جلست أمام إحدى تلك الشاشات لأختبر عواطفي تجاه الناس المتظاهرين، وليس الحكومة أو الإخوان، فحلت الأمر إلى قلبي. جاء جوابه كما قال الشاعر كاظم الركابي:
اسألت كلبي .. شرت كلبي
الكيت كلبي .. يودي دمه اعله اليسار وما يودي اعله اليمين
لكن لماذا؟ هل لأن الذين، أو اللواتي، في اليسار أجمل وأن القلب يعشق كل جميل؟ ربما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram