TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تصريح رئيس الوزراء

تصريح رئيس الوزراء

نشر في: 21 يوليو, 2013: 10:01 م

رد فعل السيد رئيس مجلس الوزراء على عمليات إغلاق المقاهي التي حدثت في منطقة الكرادة، يثير الارتياح في النفس، وإصداره أوامر باعتقال المسؤولين عن هذه العمليات، يؤكد الاحاديث التي نقلها بعض السياسيين عن أن دولة القانون بدأت عملية مراجعة جادة لجملة خطواتها في المرحلة السابقة، على هامش نتائج انتخابات مجالس المحافظات. أغلب المراقبين يعتقدون أن رد الفعل هذا واقع في إطار الصراع المستمر بين التيار الصدري ودولة القانون، الأمر الذي يرجح أن يكون مجرد تصريح لن تعقبه أية إجراءات، لكن أليس التصريح بحد ذاته حدث، وله تأثيرات على أرض الواقع؟
إن أي اختلاف على معنى وحدود الحريات المدنية داخل فضاء تيارات الإسلام السياسي هو اختلاف مرحب به، ليس لأنه يؤدي إلى ضعف هذه التيارات، أبداً، بل لأنه يستطيع أن ينقل الجدل حول ملف الحريات من كونه جدلا مفتوحا بين العلمانيين والإسلاميين إلى كونه جدلا مفتوحا بين الإسلاميين أيضاً، وهو أمر من شأنه أن يعيد بلورة المفاهيم المتعلقة بالموضوع داخل فضائهم، خاصّة وأن الذين نتحدث عنهم من الإسلاميين هم من يفترض بهم أن يكونوا رجال دولة، وهؤلاء مسؤولون عن تحقيق انسجام ضروري بين ما يؤمنون به من جهة، وبين ما يفترض بهم ان يراعوه من الخيارات الإيمانية للناس الذين يختلفون عنهم، ويقعون في مساحة مسؤولياتهم.
إن العمق الحقيقي لصراع تيارات الإسلام السياسي العراقية هو الجماهير، فهذه التيارات تسعى لكسب المزيد من أصوات الناخبين، وبالتالي فيجب عليها أن تحسم رؤيتها المتعلقة بمطالب الجماهير المتعلقة بهذه الحريات، وتحدد نتيجة لهذا الحسم طبيعة السكة التي يجب أن تسير عليها. شخصياً أعتقد بأن عليها السعي تجاه إعادة النظر بموقفها من الحريات، بل يجب عليها تطويع جماهيرها المتشددة في سياق هذا السعي. فمحاولات تطويق الحريات بالسياج الديني الإسلامي، لم تنجح لا في السعودية ولا في إيران، على الرغم من أن الظروف في كلا الحالتين مواتية أكثر من ظروف العراق. كما أن تجربة الإخوان المسلمين والتجربة التونسية تثبتان من جهة أخرى بأن الخطوات العاطفية ذات المنطلقات الأيديولوجية/ الدينية، غير قادرة على حسم الصراع لصالح الإسلام السياسي المتشدد.
وبالعودة إلى تصريح رئيس مجلس الوزراء، فإنني ادعو بمزيد من التفاؤل إلى أن تتم ترجمته بخطوات وإجراءات تعيد هيبة القانون وتجعله الحد الفاصل فيما يجوز وما لا يجوز، من أجل أن لا تأتي الإجراءان لصالح جهة على حساب جهة أخرى، ما يبقيناً محبوسين في دوامة لا تنتهي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram