يوم الاحد الفائت ، مررت بما يشبه التخشب الروحي، أو بحالة فقدان الاهتمام بالاشياء كما يسميها علماء النفس. اعرف ان هذا عرض من أعراض الكآبة التي، بالنسبة لي، لا يخلصني منها الا حدث قوي يضحكني او أن الحظ يسعفني ببطران يبيع براسي كشكوليات على الفيسبوك تجعلني الطم على رأسي. كنت اقلب الانترنت من وره خشمي، كما يقولون، من شدة اليأس. واذا بالفرج ياتيني بخبر حكومي ما كان يخطر في البال. صدك ربك ما يكطع، كما كان يقول ابو عباس الكرادي الذي دولبه الحظ ليصبح جايجيا في قطاع 13 بمدينة الثورة وسط السبعينات. كان يقولها ولا ندري لماذا. لكننا نشعر بان الله اما انتقم له من أحد أو جاءه برزق من حيث لا يحتسب. لم يتعلم أبو عباس من لهجة اهل المدينة غير الهوسات التي يفقدها الكثير من وقعها حين ينطقها بلهجته الكرادية المميزة. الخبر الحكومي يا سادة يا كرام كشف لي بان حكومتنا، تعرف تسوي كشكوليات. يعني تتكشكل. أي تنكت.
بالمناسبة اغلب الاسلاميين يعتبرون الضحك في اقل الاحوال مكروه شرعا، ان لم يعتبروه في سرهم حراما. يتذكر بعض الاصدقاء بلندن اننا سعينا ذات يوم لتشكيل تجمع اكاديمي في بداية التسعينات. طبعا كنا من ذلك اليوم نفكر بالمحاصصة لا شعوريا ودون ان يفرضها أحد علينا. سولة. لذا كان لا بد من ان تضم ادارة التجمع بعضا من الشيوعيين والاكراد والاسلاميين. في احد اللقاءات وبعد ان تعبنا من النقاشات انتقلنا لقول النكات. قلت، في لحطتها، نكتة قوية كانت قد وصلتني توا من العراق. ضحك الجميع الا الدكتور الاسلامي الذي رد عليّ بالفصحى من دون أن يضحك: انها فعلا نكتة قوية جدا!
المهم تعالوا لنقرأ نكتة الحكومة التي جاءت في بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء يقول إن "الأمانة وجهت بتشكيل لجنة تتولى وضع دراسة وافية للجمالية والكمالية والذوقية في المجتمع العراقي ورصد مكامن الشكوى والخلل فيه". دراسة واضح انها ستكون على وزن "ناطقية" و "مظلومية" و "تاريخانية". من يكون جادا في البحث عن الجمال، أما يفترض به ان يختار احلى الكلمات؟ ألم اقل لكم انها كشكوليات؟ ثم، بربكم لجنة مثل هذه اما يفترض ان ترأسها امرأة عراقية صبوحة الوجه كما وجه بغداد قبل ان يغيبه المستبدون والظلاميون القدامى والجدد؟ أطبيب يداوي الناس وهو عليل؟
ومن هذا الذي يريدون كشف مكامن الشكوى والخلل فيه؟ هل المجتمع؟ هلا .. هلا ومليون هلا. يعني مجلس الوزراء لحد اليوم ما يعرف شكاوى الناس ولا المصايب اللي توكع على راسهم كل صباح ومساء؟
زين وهاي "الكمالية" شنو؟ هل هي مأخوذة من الكمال الذي نقول انه لله وحده؟ أم من منطقة "الكمالية"؟ اذا الاخيرة هم رحمة!
بصراحة ينتابني هاجس وخوف ايضا من ان المقصود بها احياء تعاليم وممارسات وافكار كمال الزيدي فقالوا عنها "كمالية".
أقول؟ اشو فد شي بداخلي يقول لي: لا هاي "حسجة" لان اصلها "مالكية" وقلبت "كمالية" للضرورة الشعرية.
عمي فعلا احتاج الى ابو عباس الجايجي ليخبرني ماذا افعل "لو صارت هيج"؟ ولو اعرف انه سيقولها بكسر الياء بدل من فتحها.
لو صارت هيـَج .....
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2013: 10:01 م