الوقائع على الارض في محافظة ديالى، تؤكد ان الوضع خطير جدا ، ويتطلب وقفة جادة لايقاف التدهور الامني ، ومنع التهجير القسري ، وبصريح العبارة الامر وصل الى النزاع العشائري ، فقام الشيعة بتهجير السُنة من قضاء المقدادية ، وفشلت وساطة وفد برلماني حكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في نزع فتيل الازمة ، واعادة المياه الى مجاريها الطبيعية ، والصلاة الموحدة في بغداد لم تصل رسالتها بعد الى عشائر المحافظة للتخلي عن السلاح ، ولاسيما ان العراق الجديد يعرف اليوم ببلد العشرين مليون تفاك ، والجميع مستعد لتلبية نداء الوطن ، والدفاع عن المكتسبات والمنجزات بالتخندق في المتاريس المذهبية.
ملف المقدادية ينذر بعواقب وخيمة ، في حال عجزت الجهات الرسمية عن معالجته في اسرع وقت ممكن ، وخطورة الملف استخدامه من قبل بعض الاطراف المشاركة في الحكومة فهذا الطرف يقول ان التهجير تم على يد ميليشيات مدعومة من الجيش والشرطة ، والطرف الاخر يقول ان الاسر التي تركت منازلها في القضاء تضم اشخاصا مطلوبين على حد تصريح النائب عن دولة القانون عباس البياتي ، فيما ذكر النائب عن جبهة المطلك رعد الدهلكي انهم منعوا من بث شريط مصور يثبت بالدليل القاطع تورط قوات عسكرية رسمية بالتهجير.
على ايقاع تصريحات البياتي والدهلكي ، وبطريقة "واحد يجر بالعرض والاخر بالطول" انشغل اعضاء مجلس النواب بالسجال المستمر منذ اعلان تشكيل الحكومة الحالية ، ولم يتبلور بعد موقف موحد لمعالجة القتل اليومي، لان رؤساء الكتل وخلال شهر رمضان لايفضلون الخوض في قضايا مهمة ، منتظرين توقيع وثيقة الشرف بعد عيد الفطر المطروحة من قبل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، لتسوية الخلاف على جميع الملفات العالقة ، ثم ضمان استقرار الاوضاع الامنية بالقضاء على جميع المجاميع الارهابية ، وحتى حلول موعد التوقيع وباحتفال رسمي وشعبي على غرار احتفالية خروج العراق من الفصل السابع ، ستبقى محافظة ديالى "ارض حرام " وقد تمتد الى بغداد وكركوك وصلاح الدين .
عمليات تفجير المفخخات والعبوات شبه اليومية، تستهدف حقول الدواجن ، في محاولة خائبة للتاثير في معنويات الصناديد الاشاوس المدافعين عن المنطقة الخضراء المحصنة ، هذا التصور تبناه المسؤولون الامنيون فهم بافواج حماياتهم وسياراتهم المدرعة يعتقدون بان الارهاب يستهدف افراخ الدجاج وليس العراقيين ، مساء السبت والاحد شهدت العاصمة بغداد سلسلة تفجيرات فسرها البعض بانها رسالة موجهة الى القادة العسكريين من اصحاب الرتب العالية تفيد بان خططهم وعقولهم بحاجة الى مراجعة ، لتشخيص الخلل ومكامن الضعف ، لانقاذ حقول الدواجن من القصف اليومي حتى يوقع الساسة على و"ثيقة شرف" الخزاعي وزف البشرى لابناء الشعب العراقي .
العراق باكمله سيكون ارضاً حراماً ، ومحافظة ديالى تنتظر من ينقذها من واقعها الحالي باجراءات سريعة وليس بتصريحات اعضاء مجلس النواب والمستشارين ودفان المصالحة الوطنية ، وفضائيات "الشتم على الهوية ".
ديالى.. ارض حرام
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2013: 10:01 م