TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ديالى.. ارض حرام

ديالى.. ارض حرام

نشر في: 22 يوليو, 2013: 10:01 م

الوقائع على الارض في محافظة ديالى، تؤكد ان الوضع خطير جدا ، ويتطلب وقفة جادة لايقاف التدهور الامني ، ومنع التهجير القسري ، وبصريح العبارة الامر وصل الى النزاع العشائري ، فقام الشيعة بتهجير السُنة من قضاء المقدادية ، وفشلت وساطة وفد برلماني حكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في نزع فتيل الازمة ، واعادة المياه الى مجاريها الطبيعية ، والصلاة الموحدة في بغداد لم تصل رسالتها بعد الى عشائر المحافظة للتخلي عن السلاح ، ولاسيما ان العراق الجديد يعرف اليوم ببلد العشرين مليون تفاك ، والجميع مستعد لتلبية نداء الوطن ، والدفاع عن المكتسبات والمنجزات بالتخندق في المتاريس المذهبية.
ملف المقدادية ينذر بعواقب وخيمة ، في حال عجزت الجهات الرسمية عن معالجته في اسرع وقت ممكن ، وخطورة الملف استخدامه من قبل بعض الاطراف المشاركة في الحكومة فهذا الطرف يقول ان التهجير تم على يد ميليشيات مدعومة من الجيش والشرطة ، والطرف الاخر يقول ان الاسر التي تركت منازلها في القضاء تضم اشخاصا مطلوبين على حد تصريح النائب عن دولة القانون عباس البياتي ، فيما ذكر النائب عن جبهة المطلك رعد الدهلكي انهم منعوا من بث شريط مصور يثبت بالدليل القاطع تورط قوات عسكرية رسمية بالتهجير.
على ايقاع تصريحات البياتي والدهلكي ، وبطريقة "واحد يجر بالعرض والاخر بالطول" انشغل اعضاء مجلس النواب بالسجال المستمر منذ اعلان تشكيل الحكومة الحالية ، ولم يتبلور بعد موقف موحد لمعالجة القتل اليومي، لان رؤساء الكتل وخلال شهر رمضان لايفضلون الخوض في قضايا مهمة ، منتظرين توقيع وثيقة الشرف بعد عيد الفطر المطروحة من قبل نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، لتسوية الخلاف على جميع الملفات العالقة ، ثم ضمان استقرار الاوضاع الامنية بالقضاء على جميع المجاميع الارهابية ، وحتى حلول موعد التوقيع وباحتفال رسمي وشعبي على غرار احتفالية خروج العراق من الفصل السابع ، ستبقى محافظة ديالى "ارض حرام " وقد تمتد الى بغداد وكركوك وصلاح الدين .
عمليات تفجير المفخخات والعبوات شبه اليومية، تستهدف حقول الدواجن ، في محاولة خائبة للتاثير في معنويات الصناديد الاشاوس المدافعين عن المنطقة الخضراء المحصنة ، هذا التصور تبناه المسؤولون الامنيون فهم بافواج حماياتهم وسياراتهم المدرعة يعتقدون بان الارهاب يستهدف افراخ الدجاج وليس العراقيين ، مساء السبت والاحد شهدت العاصمة بغداد سلسلة تفجيرات فسرها البعض بانها رسالة موجهة الى القادة العسكريين من اصحاب الرتب العالية تفيد بان خططهم وعقولهم بحاجة الى مراجعة ، لتشخيص الخلل ومكامن الضعف ، لانقاذ حقول الدواجن من القصف اليومي حتى يوقع الساسة على و"ثيقة شرف" الخزاعي وزف البشرى لابناء الشعب العراقي .
العراق باكمله سيكون ارضاً حراماً ، ومحافظة ديالى تنتظر من ينقذها من واقعها الحالي باجراءات سريعة وليس بتصريحات اعضاء مجلس النواب والمستشارين ودفان المصالحة الوطنية ، وفضائيات "الشتم على الهوية ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram