منذ قرون والإنسان يتعامل مع الغابات بقسوة، مع انها تعد من عوامل بقاء الإنسان، وقد لاحظ احد الإخصائيين، ان غابة الصنوبر في مونتانا، قد تحولت من اللون الأخضر الى البني، وانها تعرضت للفناء إثر تعرضها لهجوم الخنافس، وفصول الشتاء التي أصبحت اكثر دفئاً في
منذ قرون والإنسان يتعامل مع الغابات بقسوة، مع انها تعد من عوامل بقاء الإنسان، وقد لاحظ احد الإخصائيين، ان غابة الصنوبر في مونتانا، قد تحولت من اللون الأخضر الى البني، وانها تعرضت للفناء إثر تعرضها لهجوم الخنافس، وفصول الشتاء التي أصبحت اكثر دفئاً في منطقة جبال روكي، لم تعد تقتل حشرات البق، بل تساعدها على التكاثر تلقائياً.
ومنذ ذلك الحين، ولكون الكاتب يعمل في الصفحة العلمية لصحيفة نيويورك تايمز، فقد كتب العديد من المقالات عن الاشجار التي تتعرض للموت، وان العديد من الغابات على طول وعرض جبال الروكي قد اضمحلت خلال العقد الاخير من الزمن.كما ان معظم اجزاء الغابات في كولومبيا البريطانية قد اختفت، بسبب تغيّر المناخ والحشرات.
ومن المعلوم ان الصنوبر الامريكي هي من اقدم الأشجار في العالم، وقدر عمرها بأكثر من 4000 سنة- وهي ستضمحل وتموت خلال بضعة اعوام، بسبب الخنافس والامراض الفطرية التي بدأت تتكاثر بسرعة بسبب التغيير المناخي الذي يحصل في الولايات المتحدة الامريكية، حيث اثبتت الدراسات ان الاعوام الـ 50 الاخيرة كانت الاكثر حرارة خلال الاعوام 3،700 الاخيرة التي مرّت على الكرة الارضية.ويبدو ان الاشجار في مختلف انحاء العالم تموت بسبب الامراض الفطرية وان السبب لا يكمن فقط في زيادة حرارة الجو في العالم، ولقد اساء الانسان معاملة الاشجار منذ عدة قرون، دون اي تفكير في مدى تأثير ذلك الامر على العالم بشكل عام وعلى البيئة بشكل خاص، وقد حوّل الانسان الغابات الشاسعة الى مساحات صغيرة، مقتطعاً من مساحاتها، لتحويلها الى اغراض اخرى، كما قام الانسان باختيار افضل الاشجار نوعاً، وزرعها في اماكن غير صالحة لها، دون ان يأبه بموتها بعد ذلك، كما ان تلوث الهواء والتربة عاملان مهمّان في الموضوع.
ويعترف العلماء، بشكل عام، ان الاشجار والغابات لم تدرس من قبل العلماء بشكل كافٍ والانسان يعرف القليل جداً في هذا المجال، كما قال احد الخبراء.
ومع قلة المعلومات، فان ما نعرفه من القليل يفيد بمدى اهمية الاشجار بالنسبة للانسان وبيئته، فهي الغطاء الواقي للانسان من حرارة الجو بـ10 درجات تقريباً، وتمنع الاشعة فوق البنفسجية المسببّة للسرطان، وهي ايضاً بمثابة مرشحات آلية للهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه، وتمتص ايضاً دايوكسيد الكربون من الجو، الذي بسبب الحرارة، كما ان الاشجار تقلل من خطورة الفيضان، والفيضانات الكبرى التي تحدث حالياً، هي بسبب قضاء الانسان على الغابات.إن هذه الامور معروفة بالنسبة للباحثين، ولكن للاشجار ادوار اخرى، وقد توصل كيميائي ياباني في جامعة هاكايدو، الى اهمية تأثير اوراق الاشجار الساقطة في توفير مادة غذائية للحيوانات وخاصة تلك التي تعيش في البحار، وقد شجع هذا الامر مواطناً يابانياً الى تنظيم حملة بعنوان (الغابات حبيبة البحر)، وأدت تلك الحملة الى زرع الاشجار على طول السواحل والأنهار التي تحتوي الاسماك وأنواعا مختلفة من المحار.
وفي اليابان ايضاً بدأت مؤخراً تنظيم جولات الى الغابات، حيث تكون الاجواء افضل والهواء نقياً، مما يخفّف من درجات التوتر للانسان ويؤدي الى زيادة خلايا معينة في الجسم، تقاوم الأورام والفايروسات.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: ما الذي يمكن زراعته، والذي يقاوم تغييرات المناخ في العالم! وفي المملكة المتحدة، مجموعة اطلقت على نفسها، (رعاية اشجار المستقبل)، وهي تكاثر اشجار اكثر مقاومة، وفي الولايات المتحدة، فلاح يدعى ديفيد ميلارج، يقوم بنسخ أنواع من أقدم وأضخم الاشجار من غابات ريد وودز في كاليفورنيا، وأشجار البلوط والسنديان في إيرلندا، كي تكون مستقبلاً جزءاً من غابات المستقبل، ويتحدث عن ذلك قائلاً: (انها أشجار لا مثيل لها وقد قاومت اختبارات الزمن).
عن: الغارديان