اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المجاميع الإرهابية تستخف بالحكومة وتصدر عفواً لسجناء القاعدة

المجاميع الإرهابية تستخف بالحكومة وتصدر عفواً لسجناء القاعدة

نشر في: 23 يوليو, 2013: 10:01 م

البغداديون لم تفاجئهم الانفجارات لأنها أصبحت كخبزهم اليومي فقد امتلأت شوارعهم بالمفخخين والمفخخات والمصيبة ان امراء الفتنة غيروا في توقيتات انفجاراتهم فتحول عملهم الصباحي الى ليلي مع دخول شهر رمضان البيوت العراقية، لان ساسة وكلاء الموت يدركون بان ن

البغداديون لم تفاجئهم الانفجارات لأنها أصبحت كخبزهم اليومي فقد امتلأت شوارعهم بالمفخخين والمفخخات والمصيبة ان امراء الفتنة غيروا في توقيتات انفجاراتهم فتحول عملهم الصباحي الى ليلي مع دخول شهر رمضان البيوت العراقية، لان ساسة وكلاء الموت يدركون بان نهار رمضان يخلو من وجود الصائمين مقارنة بليل ما بعد الافطار ، مثلما كان الحزن يعتصر القلوب فأجواء الألم خيمت على المدينة التي أغلقت معظم محالها التجارية ، بعد ان اصبح المواطنون وسط تزاحم الخيبات وتلاشي آمالهم التي كانت تصبو جزافا بعدم عودة أمواج الدم الى شوارع مدنهم المنكوبة أصلا.
لقد اصبح شاغل البغداديين بالذات هو لملمة آثار موجة العنف الدامية التي ضربت مدينتهم رغم اننا نسمع كل يوم تصريحات تؤكد بان هناك العديد من التغييرات التي طالت القيادات الأمنية التي تبين لقادة البلد بعد فوات الاوان انها لم تكن بالمستوى المطلوب وهذا ما أدى الى تراجع واضح وكبير في الوضع الأمني .

حصاد الأرواح

نساء ورجال ،شباب وشيوخ، صبيان و أطفال ينتظرون بتوجس وداع عزيز ما وقريب ما على قلوبهم فلا يوجد ضمان للحياة في العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص ،العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والأسلحة الكاتمة أصبحت (حاصودة ) تحصد أرواح الأبرياء ،وسؤالهم اليومي ماذا نفعل؟ أين نذهب؟ متى ننعم بالسلام المفقود منذ أعوام، كلمات سريعة ولكنها معبرة تسبق الأفواه التي لاتريد ان تكمم مرة أخرى ، المواطن البغدادي متذمر من هذه الحكومة التي يسألها ماذا فعلت له (الشراكة الوطنية ) سوى القتل والدمار والتهجير وسوء في الخدمات كافة، أين الوطنية؟ هذا ما علق به المواطن فارس حسن من سكنة منطقة حي الجهاد ويعمل سائق سيارة أجرة حيث قال : نخاف السير في الشارع لان دوي أصوات الانفجارات يراودنا دائما ،فلا توجد منطقة في العاصمة لم يسمع فيها انفجار هنا وهناك ،مضيفا حتى الاحياء منا عبارة عن أشلاء لأجساد تنتظر موعدها مع الموت الجماعي الذي تعود الفتك بالأبرياء، وبالرغم من ذلك كما يقول حسن: أذرع شوارع العاصمة كل يوم من اجل ان اطعم عائلتي بالرزق الحلال ،وبين حسن بانه قبل الخروج من البيت الى العمل يقوم بتوديعهم خشية ان تطاله احدى التفجيرات الإرهابية دون ان يحظى بفرصة وداع الأهل كما يقول حسن .
يسرقون أرواح الناس وأموالهم
بينما علقت نبراس محمد موظفة قائلة :عندما نذهب الى وزارتنا لا نضمن العودة الى بيوتنا، فالإرهاب يستطيع الوصول الينا وهذا ليس بشي غريب فحدثت خروقات أمنية كثيرة لعدد من الوزارات وآخرها السجون المحصنة فاين نضمن سلامة حياتنا ،لقد مللنا من هذه الحكومة لأن السياسيين لا يهتمون إلا بكراسيهم ومصالحهم الشخصية، على حساب مصلحة الشعب الذي يسمع كل يوم ان امواله تسرق وما نشر على الملاء من قبل لجنة النزاهة البرلمانية ان 130 مليار دولار هربت خلال 10 أعوام ونلاحق 120 مسؤولاً متورطاً ،من هم المتورطين والمسؤولين ؟هم يعلمونهم ويتستر بعضهم على بعض فبدلا من توفير البطاقة التموينية يوفرون سيارات مفخخة تحصد أرواح الناس .
اما ابو سجاد الرجل الخمسيني يعمل مهندسا في احدى الشركات الأهلية كان يقف حائرا وهو ينظر الى ابنه الذي فقد جزءا من ساقه اليسرى في احد الانفجارات التي طالت منطقة البياع قبل شهرين ،عجيب غريب أمور قضية فقضيتنا لن تحل لاننا شعب لا نرغب بالحياة والا لكنا تكاتفنا وانتفضنا ضد هذه الحكومة التي لن نجني منها غير الموت والخراب فما ذنب ابني البالغ من العمر 12سنة ان يفقد سائقه والان ابحث عمن يساعدني من الأطباء لإيجاد وتركيب قدم اصطناعية له ماذا فعلت الحكومة لنا لاشي ،واين الجيش والشرطة مما يجري اليوم بالعراق؟ انهيار امني كامل وتفجيرات بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة او اغتيالات بكاتم الصوت بشكل يومي والكل يتفرج وهذا المشهد يذكرنا بعام 2007 هل الضعف الأمني السبب أم القاعدة وبكل صراحة هذه الحكومة وقواتها الأمنية لا تستطيع حماية نفسها، فكيف تستطيع حماية الناس.
ارحل غير مرغوب فيك
بينما قال سنان باسل من سكنة منطقة الطوبجي صاحب محل :الشارع مزدحم واغلب الناس يخرجون بعد الفطور لشراء احتياجات شهر رمضان وإكمال مستلزمات أولادهم من ملابس العيد، والمنطقة توجد فيها سيطرة امنية ومدخل رئيسي واحد وهذا ما يطرح السؤال التالي كيف دخلت السيارات الى منطقتنا ؟لا احد يعلم، ولا احد تلقى عليه المسؤولية ومن يتحمل المأساة ،وما ذنب الناس ان تفقد أولادها وأحبتها و ذنبهم الوحيد انهم التزموا الصمت اتجاه هذه الحكومة ونحن لانفهم ما هذه الحكومة التي يشغل فيها رئيس الوزراء نصف الوزارات وكالة ومن غير جدوى ، لماذا لا يأتي المسؤولون ليشاهدوا سرادق العزاء ،ليشعروا بحسرات الأرامل وعويل الأيتام وصراخ الاحبة بعدما حصدت السيارات المفخخة العشرات من الأبرياء واعاقة من غير تمييز العديد من أحبتهم .الدماء واشلاء الشهداء اختلطت مع حطام المحال التجارية وبقايا السيارات المتفحمة وبرك الدماء وملابس الضحايا الممزقة التي أصبحت خاوية من اشلاء اجساد الضحايا. لسان حال الضحايا يصيح ويندب ويتهم ولكن يبقى السؤال من يسمع وقد سبقتها حوادث اكثر رعبا ومأساة ولكن لامعين ولا مجيب من قبل حكومة تعودنا في حكمها الصمت على ما يجري من مآسٍ.
1480شهيداً في شهرين
يذكر ان العراق شهد موجة عنف جديدة تستهدف المقاهي التي يرتادها الشباب خصوصاً بعد موعد الإفطار في رمضان، وملاعب كرة القدم، في هجمات دامية قتل وأصيب فيها العشرات على مدى أسابيع حيث كانت ممثلية الأمم المتحدة في العراق عن ارتفاع معدلات العنف في البلد خلال الشهر الماضي حزيران ،وذكر بيان للمكتب الإعلامي ليونامي " ان عدد القتلى المدنيين بلغ 685 قتيلاً من بينهم 131 فرداً من الشرطة أما عدد المُصابين من المدنيين فقد بلغ الفا و610 من ضمنهم 221فرداً من الشرطة كما لقي 76 فرداً من قوات الأمن العراقية حتفهم وأصيب161 آخرون بجروح، و ان محافظة بغداد كانت الأكثر تأثراً بأعمال العنف، إذ بلغت الخسائر البشرية في صفوف المدنيين950 ، تلتها محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى والأنبار (الأرقام بالمئات)،أما كركوك وبابل وواسط والبصرة والنجف فتُشير التقارير إلى وقوع خسائر بشرية (الأرقام بالعشرات، اما في شهر تموز عام 2013 بلغ العدد نحو 530 شخصًا .
لا أسواق لا ملاعب لا مساجد
اغلب الأسواق في العاصمة بغداد أصبحت خاوية من الناس لان المواطنين يحاولون قدر الإمكان تفادي الاماكن المزدحمة بسبب التفجيرات الأخيرة التي استهدفت التجمعات ان كانت في الأسواق او المقاهي وملاعب كرة القدم والمساجد ويحجم كثير من العراقيين عن الخروج للصلاة في المساجد وعن ارتياد أماكن الترفيه منذ تدهور الوضع الأمني فلا يوجد مكان آمن في العاصمة حتى في البيوت فالموت اصبح زائرا مواظبا على الحضور وسط العراقيين اينما جلسوا او قاموا، نعم لقد اصبح الموت زبونا دائما للتبضع من سوق أرواح العراقيين. 
ام بلابل كانت تبكي وهي ترتب ملابس ابنها الذي فقدته في انفجار مقهى في منطقة الكرادة ،و ذنبه الوحيد حسب تعبيرها انه اراد ان يعيش أوقات سعادة لكن الموت سرق شبابه ،الإرهاب مزق صدره ،القوات الأمنية لم تحمه رغم انه كان يشجع منتخب شباب العراقي ماذا فعل ابني وأصدقاؤه كانوا يحملون علم العراق ويهتفون للعراق لكن الإرهاب يرفض ذلك ،لا يريدون الشعب ان يتوحد وان يجني شيئا من الفرح والاستقرار ،لكنهم وتقصد (ام بلابل )المتولين على السلطة مرادهم ان يملأوا قلوبنا حزنا واعيننا دمعا حتى لانبحث عن خفايا فسادهم فهم سراق أموال الشعب، ولا يختلفون عن الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح العراقيين بحسب قولها، مبينة بانهم وجهان لعملة واحدة. 
الناس والسجناء والخوف
استفاق البغداديون على خبر هروب( 500 الى1000 ) سجين حسب ما أعلنته لجنة الأمن والدفاع وعلى لسان النائب حاكم الزاملي ومعظم الهاربين كما بين الزاملي هم من تنظيم القاعدة كما أكدت ذلك مصادر حكومية على لسان مسؤولي السجون، فضلا عن كون اغلب الهاربين هم من المحكومين بالإعدام ومعظمهم من المجرمين العتاة ، فالانفجارات التي تطال المواطنين لم تشبع أهواء القتلة ولم يكتفوا بالمجازر التي حصلت ،ليذهبوا الى ابعد من ذلك بضرب الدولة بالصميم من خلال ضربهم لسجني التاجي وابو غريب وتحرير عتاة المجرمين من تنظيم القاعدة ،ليسرحوا ويمرحوا على الارض من غير رادع، هروب السجناء أعطى دليلا واضحا للمواطن البسيط بان قواتنا الامنية مخترقة وان العفو العام الذي رفضته الدولة أصدرته المجاميع الإرهابية بالضد من الدولة، وهذا ما يجعل المواطن يركن الى دائرة الخوف والقلق من أيام سود مقبلة لا محالة، في ظل المئات من الإرهابيين الذين اطلق سراحهم بأوامر من أبناء جلدتهم بالقتل وعلى مسمع ومرأى الحكومة التي رفضت ان تطلق سراحهم باي عفو وهي محقة لكونهم من القتلة الذين لطخت أيديهم بدماء العراقيين.
الأوضاع نحو الأسوأ
العفو عن القتلة جاء من مجاميعهم الإرهابية وهم الآن يتبجحون امام الجميع ولسان حالهم يقول نقتل متى ما نشاء؟، وحتى لو تعرضنا للسجن نخرج منه متى ما نشاء، المتابع لأوضاع العراق المأساوية يقول سوف تصبح أيام الأسبوع جميعها دامية ،فالمواطنين في حالة خوف ،واحاديثهم اختلفت بين من يقول ان الأوضاع سوف تسير نحو الاسوأ بعد عملية الهروب، وآخرين يتساءلون ماذا نفعل؟ حتى وجودنا في المنازل لم يعد آمنا ،والسؤال الكبير من أين نعيش والحياة تريد منا كل شيء ، كيف نأمن على أولادنا زوجتنا ومنازلنا ، ماذا نفعل من اجل السلام والأمان في حكومة لا تستطيع حماية الا نفسها وتسكن في بيوت محصنة في المنطقة الخضراء متى ينتهي هذا البلاء الذي مس حياة الشعب العراقي .
رأي طبي نفسي
يقول الطبيب مرتضى منصور طبيب عام : مشاهد مروعة حيث القتل والذبح والتفجير العشوائي وتخريب المؤسسات الحكومية التي ذهب ضحيتها أناس أبرياء كانوا المستهدفين في هذه العملية فأصبح المواطن يشك في عدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الأمن ويشعر ان حياته وحقوقه تسلب منه بدم بارد، ولا يجد من يوفر له الحماية، الحالة النفسية للعراقيين أصبحت متعبة والتوتر يسيطر على اغلب تصرفات المواطنين، حيث أشارت نتائج أول إحصاء علمي اجري للأمراض النفسية في العراق تم عام 2006 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى أن نسبة الأمراض النفسية في البلاد بلغت 18.6 بالمئة فاذا احتسبنا عدد نفوس العراقيين (32 مليونا) فان نسبة المصابين بالأمراض النفسية (سته ملايين) ولو أخذنا المصابين منهم بـ (بفصام العقل) وهم حسب النسب العالمية 85% بالمئة فسيكون رقما مفزعا 'ثلاثمئة الف مريض بفصام العقل'.
هذا فضلا عما لا يقل عن 40% من المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة هم بالأساس يعانون من مرض نفسي لا يرغبون بالبوح به او يظهر على شكل أعراض جسمانية متعددة عدا عن مرتادي العلاج الشعبي بالأساليب الروحانية والطقوس الدينية والسحر
اللجنة الأمنية تحذر مجددا
كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن جهاد عن توقعات اللجنة من ازدياد التدهور الأمني خلال شهر رمضان المبارك "،وقال جهاد، النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية "ان اللجنة الأمنية تقيم الوضع الأمني بانه غير جيد ، نتيجة استمرار العمليات الإرهابية وسقوط العشرات من الضحايا دون أي رادع او جهد حقيقي لإيقاف هذه العمليات ". واشار الى " ان التدهور الأمني الأخير، وتكرار استهداف الأحياء الشعبية والملاعب الرياضية ، دليل واضح على فقدان المعلومة الاستخبارية وعدم وجود خطط محكمة للقضاء على الإرهاب". احتمالات حدوث تدهور امني جديد وتصاعد في وتيرة العنف وشهدت بغداد وعدد من المحافظات خلال الأيام الأخيرة الماضية تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أحياءً سكنية ومقاهي شعبية وملاعب رياضية أدت إلى مقتل وإصابة المئات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram