في عدد سابق من مجلة (حوار سبورت) أدلى الأمين المالي للجنة الاولمبية الوطنية سمير الموسوي بحديث مهم كشف اسباب خروج البعثة الرياضية ( صفر اليدين ) من اولمبياد لندن، وكانت شهادته لنا قد أكدت ان العلة ليست بالرياضيين، بل بمَن يقودهم نحو منزلقات اليأس والفشل والهزائم بسبب تمركز عدد كبير من رؤساء الاتحادات على مقاعدهم الوثيرة منذ سنين طوال بعد ان بسطوا سياسة تكميم أفواه الهيئة العامة للحيلولة دون فتح جبهة طرح الثقة من خلال ترفيههم في سفرات خارجية بموافقة اللجنة الاولمبية على صرف مبالغ طائلة لوفود رياضية أدمنت المساج والترويح وأمّنت المساءلة!
إن هناك محاور مهمة ، بل وخطيرة كشف عنها الموسوي سنعيد نشرها غداً الخميس لم يتم التحقيق بشأنها بهدف إعادة رسم عملية التصحيح للحركة الأولمبية ومسارها نحو تحقيق أحد أهدافها " التنافس الشريف والنزيه " وأجد مسؤولية مجلس النواب هنا مطلوبة في مسك ملف اللجنة الاولمبية وقراءة اعترافات الأمين المالي بدقة من اجل مساءلة مَن تكاسل وأسهم في تراجع رياضتنا الى الحضيض خلال سنوات تسنمهم المهمة ، ومن بين ابرز اعترافات الموسوي : ( ان الاولمبية والمكتب التنفيذي لا يتدخلان في تسمية الوفود الرياضية ، فالأمر عائد الى الاتحاد المعني وفي حالة وجود الخروقات أو الترهل الإداري في الوفد من واجب الهيئة العامة للاتحاد التدخل لإيقاف ذلك ولكن جميع الامور حدثت بالاتفاقات والتراضي لإسكات الاصوات المطالبة بالإصلاح من خلال الوعود بالايفادات ، لذلك تخفت اصوات المطالبات بحل الاتحاد او طرح الثقة عنه) ، (هناك تأثيرات وضغوط في صناعة القرار من بعض الاتحادات الرياضية يتعرض لها رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي) ، (أن يكون للمكتب التنفيذي الصوت الرادع والمؤثر الذي يعمل على ان تكون المشاركات للرياضيين وليس بوابة لمغادرة الإداريين للسفر والسياحة!!) ، (المشكلة الأكبر ان الاتحادات تعمل وفق أهوائها وهي خارجة عن نطاق سيطرة الأولمبية ونبقى بحاجة ماسة الى قوة القرار الرياضي لان عملنا من دونه لا فائدة منه وسيكون إصدار القرارات مضيعة للوقت ونقطة سلبية في إدارة المرفق الأولمبي!!)
تلك أبرز تصريحات الموسوي ولا ننسى في الوقت نفسه انه لم يكن أي متشائم لمشاركات البعثات الرياضية في الدورات العربية والآسيوية والاولمبية لديه أدنى شك بان الرياضيين المرشحين لتمثيل العراق فيها يواجهون صعوبات دائمة امام ابطال في فعاليات الملاكمة والقوس والسهم ورفع الاثقال والسباحة والرماية والعاب القوى والمصارعة بسبب ضعف الإعداد وسوء التحضير لمثل هكذا دورات كبيرة ، لكن اعتقد ان خيبة الأمل الكبرى هي الاختيار الفاضح لعدد من المرشحين ممن لا خبرة لهم ولم يجرِ تقييمهم فنياً من لجنة خاصة قبل ان تتورط بعض الاتحادات بزجهم في نار المنافسة القارية والعالمية، ومن المضحك ان يخرج علينا مسؤولوهم بتبريرات غير منطقية تؤكد فشلهم في تولي عملية التخطيط والمتابعة والتكهن بما ستؤول اليه مشاركة أولئك الرياضيين.
صراحة ان رئيس اللجنة الاولمبية واعضاء المكتب التنفيذي يتحملون المسؤولية مباشرة وعليهم ان يعترفوا بتقصيرهم في عدم برمجة إعداد الرياضيين المؤهلين للمشاركة بالرغم من مجانيتها ! فما اُنفق على مستلزمات التحضير لهذه الدورات من معسكرات وبطولات تسبق احداثها بأشهر عدة شكـّل هدراً للمال العام لأنه لم يوظف بما ينفع الرياضة العراقية، بل أن هناك إمعاناً واضحاً في إلحاق الضرر بسمعتها بعد ان تمت موافقة المكتب التنفيذي على قائمة بعثة الدورة الاولمبية في لندن على سبيل المثال بضمها شخصيات مسؤولة ارتضت المرافقة تحت مسمى "إداري" وهو ما لم تشهده بعثات العراق في دورات سابقة لاحترام الجميع مناصبهم وانسيابية تشكيل البعثات آنذاك من دون تدخل العلاقات الشخصية مثلما أسهمت سلبياً في تحديد شكل الوفد "السائح" الى عاصمة الضباب !
ونأمل ان تكون تحقيقات البرلمان جادة هذه المرة لتقصي اسباب خيبة الأمل العراقية في كل تجمع دولي كبير ، فمن غير المعقول ان تنتهي المشاركة بتصريحات خجولة تسوّف الهدف من زج الرياضيين في تلك الدورات بدلاً من تحمّل المسؤولية كاملة تقديراً لثقة الهيئات العامة في منظومة الأولمبية وقبلهم مشاعر العراقيين جمعاء ممن صُدِموا لتواضع امكانية الرياضي في المحفل العربي والقاري والاولمبي بالرغم من تنعّم البلد بميزانية كبيرة لو خُصصت لنظيره في الدول الأفريقية لأعتلى منصات الذهب في أكثر من فعالية!
وفود.. للنزهة والتسوّق!
[post-views]
نشر في: 23 يوليو, 2013: 10:01 م