TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > رسالةمفتوحةإلى ذوي الشأن في المسألةالعراقيةوعِوَرِها:تشكيل حكومةإنقاذ وطني مهمّةملحّةلا تقبل التأجيل

رسالةمفتوحةإلى ذوي الشأن في المسألةالعراقيةوعِوَرِها:تشكيل حكومةإنقاذ وطني مهمّةملحّةلا تقبل التأجيل

نشر في: 23 يوليو, 2013: 10:01 م

لقد صحوت أمس على قرع طبول الإرهاب، وهو ينذرنا بأن بإمكانه أن يطال كل مرفق في دولتنا، بل إن يده قد تمتد إلى ما توهمنا حتى الآن، انه تحت حماية الرحمن. لم أعد مهتماً بتجاوز البلايا والرزايا التي أصبحنا فيها على يد السيد نوري المالكي ورهطه، واقسم إنني

لقد صحوت أمس على قرع طبول الإرهاب، وهو ينذرنا بأن بإمكانه أن يطال كل مرفق في دولتنا، بل إن يده قد تمتد إلى ما توهمنا حتى الآن، انه تحت حماية الرحمن. لم أعد مهتماً بتجاوز البلايا والرزايا التي أصبحنا فيها على يد السيد نوري المالكي ورهطه، واقسم إنني لا انطلق، فيما أراه اليوم، من عداوة شخصية معه، ولم تكن مواقفي، منذ انتبهت إلى انه يتوجه بالبلاد خلافاً لما تعهد والتزم به. وأكاد أقول لأول مرة، إن علاقاتي على الصعيد الشخصي معه كانت أكثـر من دافئة. وبمعايير الربح والانتفاع، وهو ما لم افكر به معه وغيره، كانت العلاقة أكثـر من مثمرة..!

وأذكر أن صديقي الحميم، الذي أتطلع بقلبي النابض بمحبته لعودة متعافية قريبة له، تمنى ان اتجاوز مراراتي واحافظ على العلاقة مع المالكي، افتراضاً انها ستكون نافعة، تخدم الوجهة التي اسعى لتحقيقها. وقد استدركت اكثر من مرة في سياق هذا النقاش، ان من الصعب عليّ التزام الصمت بدعوى الفائدة العامة. فما يجري من استدراج للعملية السياسية والوطن وتشوفاتنا التي اكلت سني أعمارنا، يندفع نحو مرحلة الخطورة، بل يضعنا جميعا، ومعنا المالكي وحزبه ومسايروه، على شفا هاوية سحيقة لا تبقي لنا فسحة من أمل، للحيلولة دون انهيار الدولة التي جعل منها "لا دولة"، وافرط مع جماعته في جعلها اكثر من فاشلة، تغرق في أوحال الفقر والتخلف والفساد وضياع المروءة، وقاع الضياع .

كانت نوايا الرئيس، الغائب الحاضر، تنحاز إلى ما كان يراه خيراً للعراق، فهل يمكن ان يظل على ما كان عليه، لو أطل معنا اليوم على مشهد مأساوي لا يستقيم مع تبرير أو مداورة؟ هل يستطيع قادتنا المبجلون، من زعماء التحالف الوطني والكتل الأخرى، أن يروا في ما وصلنا إليه من هوان ومذلة، مجرد خطأٍ في التقدير، أو محض زعمٍ لمؤامرة خارجية، بينما قادة القاعدة وقتلتها ينظمون عملية استباحة لخطوط دفاعاتنا الأمنية والعسكرية، ويحررون سجناءهم عبر مشاهد بزَّت من حيث دقتها وتوقيت تنفيذها واندفاعتها، أبرع مشاهد أفلام الجريمة وعصابات المافيا، التي تحققت امام ابصار الجميع وفي وضح النهار!
إن دعاوانا واسترحامات شعبنا، في كل ما انطوت عليه من مطالب في انتشالها من العوز والخدمات وما اليها، صارت من باب البطر وسوء النوايا . إننا جميعاً نرفع الأيدي بالدعاء لكي لا نؤخذ على حين غرّة، وان لا يصبح الوطن، وما تبقى من هيبة الدولة المقصّية، أثراً بعد عين، ولا تتحول الدعوات بحسن العاقبة، الى مجرد أنين ووجع واغترابٍ، وحسرة، على ذُلِّ ماضٍ نستعيد مرارتها وكأنها عسلٌ ونعمة ربانية.! 
لست في وارد الاصطياد بالماء العكر وتصفية الحساب مع المالكي، وليس لي معه من حساب خاص، وكنت أتمنى في قرارة نفسي حين أحاورها، ان ينهض المالكي من حيث كبا، وان نتعلم منه الصبر بعد طول انتظار، وهو يسترجع المبادرة وينقلب على نفسه ويستعيد التوازن، وهو يرى مصائر جبابرة وحكام دانت لهم بلدانهم، بثرواتها وبشرها ومكانتها، ولو على كراهةٍ منهم وقسر، وكيف انتهى بهم الحال إلى شّر مصيرٍ، لا يتمناه المرء لدوابه وأعدائه .
كنت أتمنى ان يتبصر مشهد القذافي، وهو يبكي ويتوسل ويتمرغ في وحل المجاري، ويساق مثل البهيمة الى مذبحه اللا إنساني. كنت أتمنى ان يتبصر حال مبارك وهو في قفص الاتهام محاطاً بولديه واتباعه المخلصين. وكنت أتطلع ان يأخذ عبرة من مصير علي عبد الله صالح، الذي استنفد كل جهدٍ واستكبار ورذائل، وكيف صارت أحواله وهو يحتمي بضماناتٍ خليجية، تكف عنه شر ملاحقة شعبه في قابل أيامه .
ومع انني قبلت الخسارة في الرهان، اذا قام ونهض معافى، متنازلاً عن كل الإغراءات التي صار لها أسيراً، ولم يُقْدِمْ على ما كنت اتمناه، فسأظل أُمنّي نفسي بالخسارة، لعل وطننا يتجنب مخاضاً عسيراً، لا شفاعة لنا بعده بشفاء عاجل. وسأبقى اتمنى ان يلتفت صوب سورية ويتخذ مما يجري فيها مثلاً وقدوة، فهل من عارٍ بعد "خراب البصرة ."
لقد بلغ السيل الزبى، أيها الصديق المتنحي عن فروض الصداقة والوفاء، ولن تنفع المكابرة. ولن يتشفّى بك متربصٌ أو لدود متحامل، اذا ما سجّلت سابقة تاريخية وأعلنت التنحي، مضحياً حتى بقناعة شخصية توحي لك بالقدرة على التجاوز وإعادة الأحوال الى ما يصحح المسار ويسترضي الضمائر. 
إن ما اصبحنا عليه بعد ما جرى أول من أمس، لا يقبل حلاً دون رحيلك، مهما سمعت من همسٍ منافق ممن هم حولك. ولن يصبح ممكناً الا اذا بادرت انت، خلافاً لاي ارادة اخرى، امام البرلمان والملأ لطلب تشكيل حكومة إنقاذ وطني، من كفاءات وطنية تضم الجميع وفقاً للاستحقاقات الحالية، لكي لا يبدو الأمر انقلاباً على الإرادة التي عبر عنها الاقتراع الوطني. 
اما اذا واصلت التشبث بما انت فيه من إمعانٍ في انتهاك حرمات الوطن والمواطنين، ووضع اقدارهما امام محن تفيض عن قدرة التحمل، فليس لنا إلا ان نمني انفسنا بصحوة ضمائر قادة التحالف الوطني، صاحب السطوة والقرار، ومعهم كل من له ضمير، قابل لتحمل صدمة الصحوة، ليتساموا على ذواتهم ومصالحهم الضيقة واعتباراتهم الطائفية والفئوية، ويتخلوا، بعد شبعٍ، عن بقايا امتيازات، لإعلان نفير عام والإقدام بجرأة وجسارة تقتضيها المصالح الوطنية العليا، على تشكيل حكومة انقاذ وطني، والدعوة لمصالحة وطنية حقيقية، تؤمّن أوسع تعبئة وطنية، يصبح فيها الوطن كله، بكل ما يضمه من كتل ومكونات، خيمةً تحفظ البلاد مما يُكتب لها، وتضعها على طريق السلامة والبناء والتطور.
وقد يبدو التساؤل دون شكوك او تعريض، مشروعا. ترى أين المرجعية، المهمومة بصمت، والحال يوجعها ربما اكثر مما ينال منا، بل ويأكل من رصيدها بين من يستجير ولا من مجيب..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. تحسين المنذري

    وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram