اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > احفاد الكرخي يؤكدون: الملا عبود.. حي يزرق

احفاد الكرخي يؤكدون: الملا عبود.. حي يزرق

نشر في: 4 نوفمبر, 2009: 03:00 م

نادرا جدا من لايحفظ من العراقيين شعرا للشاعر البغدادي الملا عبود الكرخي ونادرا جدا من لايدرك مبلغ تأثير شعره في الاحداث الوطنية بعد الحرب العالمية الاولى وما تلاها. فالرجل ناصب الاتراك العداء عند اندلاع ثورة الشريف الحسين بن علي وانضمامه الى صفوفها بعد مغادرته سرا الحملة على الحدود الايرانية - الافغانية - الروسية سنة 1916 والتحاقه بالمجاهدين وهو ناصب الانكليز العداء بعد احتلالهم بغداد
ولاقى منهم صنوف الارهاق ومصادرة مزرعتين كان قد انشأهما في منطقة المحمودية بالقرب من العاصمة بغداد. وفي بواكير الحكم الوطني، طبقت شهرته الافاق واخذت الصحف العراقية يومئذ تنشر له قصائده اللاذعة النارية والمحرضة وفي العام 1927 اصدر جريدة (الكرخ) وبسبب اشعاره تعرض للعنت والاعتقال وسيق الى المحاكم واغلقت الجريدة ست عشرة مرة فاضطر الى اصدار عدة صحف جميعها تستنبط معنى لقبه الكرخي مثل: صدى الكرخ والمزمار والكرخي والملا.. وصدر اول ديوان له عام 1933 وكان يتمتع بمنزلة لدى المغفور له الملك فيصل الاول والملك غازي اسمعه الملك فيصل غير مرة، اعجابا بشعره وبشخصيته وسار غازي على طريق والده. واشتهر الكرخي في ملحمته الذائعة الصيت المجرشة وفي شعره السياسي والاجتماعي والانتقادي الذي انشد كثيرا من منظومات راديو قصر الزهور الذي كان يشرف عليه الملك غازي شخصيا كما اشتهر بالشعر الغنائي حيث سجلت مقاطيعه في اسطوانات وقد اذاع راديو دلهي قصائد عديدة له، وترجمت قصيدته المجرشة الى الفارسية وترجمها الى الفرنسية المستشرق سيمون جارجي عام 1977 ونشرت دائرة المعارف الاميركية عام 1948 ترجمة وافية لحياته في مجلدها الخاص باعلام الادب في العالم واعجب بشاعريته المستشرقون الاجانب كالاستاذ ماسينيون الفرنسي واشتريك البافاري كما اشاد به اعلام الادب واللغة والفلسفة في العراق والبلاد العربية كالاب انستاس ماري الكرملي واوغسطين مرمرجي الدومينيكي والبروفيسور مكارثي والبروفيسور سارجنت رئيس القسم العربي في جامعة لندن. وعندما توفي الكرخي في 17/ 11/ 1946 ترك وراءه ارثا ادبيا يمثل عيون الشعر الشعبي العراقي في شتى المواضيع ولاسيما مقارعة الظلم والاحتلال الاجنبي فكان شارك بشعره الى جانب الشاعر العراقي الراحل معروف الرصافي بدعم ثورة ايار (مايو) 1941 التي قادها عدد من الضباط العراقيين ضد الوجود الانكليزي ولما فشلت وسيق اصحابها الى السجون كان الكرخي معهم وفي الاعوام 1955، و 1967، و 1987 طبعت دواوينه الشعرية الباقية على التوالي. واذا كانت هذه التركة حافلة بجلائل المواقف فان تركة الكرخي الاجتماعية والاسرية هي الاخرى تحمل ما يؤكد خلود الملا في الحياة اليومية البغدادية على صعيد الصحافة وعلى صعيد الفن كذلك فله في الاول حفيد اكمل مسيرة جده بامتهان الكتابة والاعداد البرامجي الاذاعي، وله في الثاني حفيدة نالت الماجستير في الموسيقى من الاتحاد السوفياتي وتواصل مهمة شغلت لب اهتمام (الكرخي) الجد وهو الفولكلور. فماذا يتذكر الحفيد حسين حاتم عبود الكرخي من مواقف جده الراحل صاحب (السدارة) غطاء للرأس التي لاتفارق رأسه؟ يقول: ادركت جدي الملا عبود الكرخي وانا في الرابعة من العمر، يوم عبر بي وببعض اولاده جسر بغداد القديم (الشهداء حاليا) من الكرخ الى الرصافة لالتقاط صورة جماعية، وحين جلسنا امام آلة التصوير، وضع يده فوق يدي حبا وحنوا، واذكر ان المصور كان يسلط ضوء الشمس داخل الاستوديو من خلال ستائر في السقف بدلا من (البروجكتورات) التي لم تكن معروفة عهد ذاك اي في عام 1930. واذكر انه وجميع اولاده واحفاده يسكنون في بيت واحد، على عادة الناس ايام زمان، وانه غالبا ماكان يستدعيني في قيلولته، وهو نائم في (السرداب) صيفا، ويطلب ان اهفي (اروح) له بمروحة الخوص اليدوية طوال الوقت الذي يقضيه في النوم، فاذا توقفت عن تعب، انتبه وصاح بي (هفي)؟! وهكذا الى ان يستيقظ. وكم كان يطلب ان انفخ في جمر غرشته (نركيلته) عندما يخمد وهو يردد مبتسما:يالشاذرة كلبي (قلبي) شذر واحيانا كان يأمرني بتلميع سيفه، يوم خروجه على راس التظاهرات الوطنية والقومية فافعل، وكالمأخوذ كنت اسير وراءه مع الناس، من جانب الكرخ الى شارع التظاهرات (الرشيد) وهو محمول على الاعناق. بمرور الزمن ازددت تقريبا منه اكثر فاكثر، واعتبرته مثلي الاعلى، لا لانه جدي بل لصفات الفرسان التي تميز بها من رجولة ونخوة وجرأة، وعطف على المظلومين والفقراء والتي فرضت علي وعلى غيري حبه واحترامه واحيانا الخشية منه. وان انسى لا انسى كيف ان عميدنا كان اذا دخل البيت ساد صمت رهيب، واسرعت النسوة الى ارتداء عباءاتهن تهيبا واحتراما وفي هذا البيت تفتحت عيناي على اول مجلس ادبي انعقد فيه فقد اولم مرة وليمة لزميله وصديقه بالروح نوري ثابت، صاحب جريدة (حبزبوز) لتصفية جو تعكر بينهما حضرها عدد من الصحافيين والادباء واصدقاء الطرفين وكيف انها تحولت الى مجلس ادب وشعر وفكاهة عز نظيره، واذكر انه فيما بعد اتخذ بيتا مستقلا له يقع في الزقاق القريب من مبنى (التدريب الاذاعي) والذي توفي فيه عام 1946، وقد جعل من احد اجنحته ادارة لجريدته، ليكون وسطا بين (دار الاذاعة) ومطبعته التي انشأها في الارض التي تقع عليها دائرة الري حاليا، على ضفة دجلة في الصالحية. وكانت غرف الادارة، وحديقة الدار منتدى ادبيا، يحضره العديد من الصحافيي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

"مشروع 2025".. طموح ترامب يتحول لسلاح بيد بايدن

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram