بغداد / المدىالقسم الأخير لحظات ووصلت (ف) الى بيت أمها التي "جاوزت السبعين عاما ... عنفت الام ابنتها فلم تكن راضية عن هذا الزواج منذ اليوم الاول ... طلبت من (ف) ان تثأر لكرامتها وتلملم حاجياتها وتأتي بها من منزلها الى بيت اهلها .. وحذرتها من ان تست
بغداد / المدى
القسم الأخير
لحظات ووصلت (ف) الى بيت أمها التي "جاوزت السبعين عاما ... عنفت الام ابنتها فلم تكن راضية عن هذا الزواج منذ اليوم الاول ... طلبت من (ف) ان تثأر لكرامتها وتلملم حاجياتها وتأتي بها من منزلها الى بيت اهلها .. وحذرتها من ان تستمر في هذا المسلسل السخيف الذي قد ينتهي بفضيحة مدوية ، فماذا ستفعل لو أتى (س) برؤية جديدة تتهمها بالخيانة !؟! تمر ساعات ثقيلة ويتوغل الليل ... يعود (س) الى بيته فلا يجد زوجته ... هاتفها المحمول لا يرد والكنتور خال من ملابسها ... حتى صورتها بجوار السرير لم تعد موجودة ... اسرع اليها في بيت امها ... بادرته بطلب الطلاق .. طمأنها الى ان قلبه ارتاح لحل أخير ... وانه سوف ينتظر الرؤية الثالثة ولن يترك والده يمضي حتى يسأله عن اسباب رغبته في الطلاق ! ثارت (ف) وصاحت في وجه (س) لاول مرة تتهمه بالجنون ... حاول تهدئتها ... اقترحت عليه ان تذهب به الى طبيب نفسي ... ثار وانصرف وهو يتمتم بكلمات اقرب الى الشتائم ! أقامت (ف) دعوى طلاق ولم تتراجع عنها ... حكت قصتها للقاضي فلم ينكرها الزوج بل اكد انه ابن يحترم إرادة والده وينفذها حيا او ميتا !... وفي النهاية قضت المحكمة بتطليق (ف) باعتبار ان الرؤية في المنام لا تحقق أحكاما شرعية ... وأرسلت (ف) الى (س) تنازلا عن جميع حقوقها الشرعية وتنازلت له عن البيت بعد ان وثقته في دائرة التسجيل العقاري ! وتقدم لـ(ف) الكثير من الرجال ليتزوجوا بها ... رفضتهم الواحد بعد الآخر ... تفرغت لعملها وهوايتها القديمة في رسم اللوحات الزيتية ... لكنها كانت حريصة على متابعة أخبار (س) وهي في قمة الحزن ، ساءت صحته ، اصابه الاكتئاب اعتكف في بيته ... اوقف مشروعاته التجارية ... ثم اغلقها تماما مثلما اغلق جميع هواتفه النقالة ... وباب بيته ! ذات صباح استيقظت (ف) على خبر لم يخطر على بالها ... مات (س) ... افترت بها الأرض ... تقدمت الى الجنازة ... وبينما حملوه الى القبر فوجئ الجميع بها ترتمي فوق التابوت وتفيض دموعها فوق الكفن الابيض وهي تسأله في هستيريا .. ( ليش تركتني وحيدة ... وانت تعرف زين أني ما عندي غيرك في هذه الدنيه ... ليش خليتني وحيدة ... بهذه الدنية الغريبة )! ابعدوها عن الجثمان بصعوبة وظلت تنادي (س) ليرد عليها ونست ان الاموات لا يتكلمون ! وبعد انتهاء مراسيم الفاتحة فجر محاميه المفاجأة زار (ف) وسلمها وصية (س) التي نقل فيها ثروته كاملة اليها ومن بينها رصيده في البنك وبيته الذي يسكنه ! عادت بعد ايام (ف) الى بيتها القديم وحيدة ... حزينة بقدر الثروة التي ألت اليها ... وخلال شهور قليلة افتتحت معرضها الشخصي في عمان شمل لوحاتها القديمة والجديدة التي رسمتها بعد وفاة (س) وتفرغت لتقديم اول لوحة سوف تعرضها للجمهور ... لوحة رسمت فيها بعناية وجه والد زوجها (س) ... واطلقت على اللوحة اسم الرؤية ! نالت اللوحة إعجاب الجمهور ... لكن احدا لم يعرف القصة الحقيقية وراء الصورة منذ الليلة التي بكى فيها الزوجان على فراش الزوجية وحتى لحظة عرض اللوحة للجمهور ! وكانت المفاجأة ان شخصية خليجية طلبت شراء اللوحة بشيك مفتوح ... رغم انه هو الاخر لم يكن يعلم قصة هذه اللوحة رفضت (ف) ان تبيع اللوحة للثري العربي ... وبعد ذهابه ... جلست تبكي في جانب من المعرض الذي لا يزال يحتفظ بقطعة غالية من اجمل ذكريات عمرها ... وأكثرها حباً وألماً .!