اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضايا في القانون..علم الحشرات والتحقيق الجنائي

قضايا في القانون..علم الحشرات والتحقيق الجنائي

نشر في: 28 يوليو, 2013: 10:01 م

إذا كان (عِلم الحشرات) يعني دراسة الحشرات بصفة عامة، تصنيفاتها ودورة حياتها وبيئة وجودها ومنافعها وأضرارها وسبل مكافحتها، فإن عِلم (الحشرات الجنائي) يعد اختصاصاً دقيقاً متفرعاً منه، ويختص بالتطبيقات الجنائية لهذا العِلْم، وتشمل تطبيقاته ثلاثة مجالات:

إذا كان (عِلم الحشرات) يعني دراسة الحشرات بصفة عامة، تصنيفاتها ودورة حياتها وبيئة وجودها ومنافعها وأضرارها وسبل مكافحتها، فإن عِلم (الحشرات الجنائي) يعد اختصاصاً دقيقاً متفرعاً منه، ويختص بالتطبيقات الجنائية لهذا العِلْم، وتشمل تطبيقاته ثلاثة مجالات: مجال الطب الشرعي؛ ويقتصر على الحشرات التي تتغذى على جثامين الموتى، والمجال المدني الذي يشمل الحشرات التي تؤثر في صحة الإنسان من حيث نقل الأمراض بشكل مباشر؛ ويدل وجودها على أجسام الأطفال وأماكن نومهم على سوء العناية وعدم الاهتمام، والمجال الثالث يُعنى بالحشرات التي تفسد المحاصيل والمواد الغذائية المخزنة، ويلتقي هذا الجانب بالقانون في قضايا الإهمال في التخزين وفساد الأغذية وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري

ولا يتفرغ المتخصصون في علم الحشرات للعمل في المجال الجنائي بل يمارسون ذلك النشاط إلى جانب عملهم المعتاد الذي يشمل علم الحشرات بصفة عامة؛ وفي الدول المتقدمة يكونون أساتذة في قسم الحشرات بكليات العلوم بالجامعات، ويُستعان بهم في المسائل التي تتطلب خبراتهم. ولا يكون من المجدي اقتصادياً ولا عملياً تفريغ متخصص في علم الحشرات ليعمل حصرياً في المجالات الجنائية؛ فعدد القضايا التي تحتاج فعلاً لهذه الخبرات قليل جداً بحيث لا يبرر توظيف خبير متخصص ينتظر أن ترد إليه بضع حالات سنوياً .
وأهم استخدامات علم الحشرات في الطب الشرعي يتمثل في تقدير الوقت الذي مضى على الوفاة في جرائم القتل من خلال نوع الحشرات الموجودة على الجثمان ومرحلة دورة حياتها. ويستطيع المتخصص في علم الحشرات أو الطبيب الشرعي المهتم بتطبيقاته، أن يقدّر الوقت المنقضي على بداية غزو أو استعمار الحشرات للجثمان، وذلك لا يساوي بالضرورة الوقت الذي انقضى على الوفاة، وعلى الطبيب الشرعي أن يستخدم هذه المعلومة مع المؤشرات الأخرى التي يعرفها لتحديد مدى زمني يمكن أن تكون الوفاة حدثت خلاله .
ويستعين المتخصص في علم الحشرات بعدة مؤشرات لتقدير ساعة بداية استعمار الجثمان، منها تمييز أنواع الحشرات من خلال يرقاتها، ومعرفته بأنسب الأوقات لتوافد أنواع الحشرات المختلفة على الجثمان، وتحديد عمر يرقات الحشرات عن طريق وزنها وطولها وسائر خصائصها. كما يمكنه معرفة إن كان الجثمان قد مكث في الخارج قبل إدخاله إلى المبنى الذي وجد فيه أو أنه كان بداخل مبنى ثم نُقل إلى الخارج من خلال معرفته بطبيعة الحشرات التي وضعت بيضها على الجثمان؛ حيث إن بعض الحشرات تتصف بكونها (خارجية) أي تعيش وتضع بيضها في العراء، وبعضها (داخلية) أي تعيش وتتكاثر داخل المباني والمنازل. فإذا عثر على جثمان في العراء وكانت عليه يرقات حشرات تعيش في الأماكن المغلقة فقد يدل ذلك على أن الجسد ظل في مكان مغلق لمدة ثم نقل إلى العراء. كما يشير عدم وجود الحشرات أو بيضها على الجثمان إلى عدة احتمالات، منها أن يكون الجسد قد حُفظ في ثلاجة لمدة معينة، أو في حاوية محكمة الإغلاق، أو أنه كان مدفوناً في قبر عميق لا تصله الحشرات .
 ومعظم الحشرات تمر بدورة حياة تبدأ من البيضة التي تفقس لتخرج منها اليرقة التي تتغذى على الجسد المتحلل وتساعد على تحلله في الوقت نفسه، ثم تمر بعدة مراحل أو أطوار، تنتهي بتكوين قشرة صلبة حولها تسمى الحورية التي تتطور لاحقاً إلى الحشرة الكاملة .
ويوظف المتخصصون حقيقة أن الحشرات المختلفة تغزو الجسد على مراحل متعاقبة بعد حدوث الوفاة، أي أن بعض الذباب يضع بيضه بعد الوفاة مباشرة، والبعض الآخر لا يغزو الجسد إلاّ بعد بدء التعفن. أما الخنافس فتغزو الجسد في مرحلة لاحقة عندما يهترئ الجسد ويتحلل. فإذا صنفت الحشرات من خلال يرقاتها إلى أنواع مختلفة أمكن للمتخصصين تتبع دورة حياة كل منها، وتقصيها بأثر رجعي، وتحديد العمر التطوري ومرحلة الغزو، وبناءً على ذلك تقدير الوقت الذي مضى على حدوث الوفاة .
ومن استخدامات الحشرات في الطب الشرعي الاستعانة بها في معرفة البصمة الوراثية للجسد المتحلل، حيث تظل بعض الخلايا في اليرقات التي تتغذى على الجثمان، كما يمكن الكشف الكيميائي عن السموم باستخدام الحشرات ويرقاتها .
وتبحث الحشرات المهاجمة للجثمان عن موضع مناسب لوضع بيضها بحيث يتوافر به الغذاء، وفي الأحوال الطبيعية تتمثل تلك المواضع في فتحات الجسم الخارجية كالفم والأنف والشرج وغيرها. أما في حالة وجود جروح مفتوحة على الجسد فستضع الحشرات بيضها عليها، وعليه فإن وجود اليرقات بكثافة على مناطق خارج الفتحات الطبيعية في الجسد المتحلل يدل على مواضع جروح .
كما يمكن تحديد الأماكن التي وردتها سيارة معينة عن طريق أنواع الحشرات الميتة التي تلتصق بمقدم السيارة. ويمكن كذلك تحديد المناطق التي جلبت منها شحنات المواد المخدرة العشبية مثل الحشيش والماريجوانا والبانجو عن طريق الحشرات التي قد تكون بالشحنة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. zahra

    شكرا جزيلا على هده المعلومات القيمة لكن ينقصها طريقة التعليب قبل ارسالها الى المختبر للدراسة و وجوب تسجيل الوقت و التاريخ و الظروف المناخية لثناء التعليب وفقنا الله لما فيه خير البلاد و العباد

  2. ali alkikli

    شكرا علي معلومة القيمة

  3. amira

    ارجو وضع امثله لقضايا مختلفه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram