أحياء متفرقة في العاصمة بغداد ، ومحافظات أخرى ، كعادتها في ان تكون دوماً ضحية سوء إدارة الملف الأمني، شهدت يوم أمس الاثنين حلقة جديدة من المسلسل الرمضاني العراقي : تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ، أسفرت عن سقوط ضحايا بالمئات ، فيما فضل المسؤولون الأمنيون غلق هواتفهم أمام وسائل الإعلام للحصول على تصريح رسمي ، من جنرال او من مستشار او ناطق او متحدث او من احد أعضاء لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب ، في وقت التزمت ما تسمى فضائية الدولة الصمت ، ولم تكلف نفسها في نشر الأخبار العاجلة عن أماكن حدوث الانفجارات ، واكتفت بعرض برامج معادة للحديث عن تربية الأسماك للحفاظ على الكطان والبني والشبوط من الانقراض.
دماء بغداد لاتثير اهتمام احد ، فالمشهد اصبح يوميا وربما على مدار الساعة ، ولاعزاء لأهالي العاصمة الخاضعين منذ سنوات لسلطة العسكر من قبل جنرالات الدمج، وعباقرة المنطقة الخضراء غير رفع طلبات الى " الصداميين والتكفيريين" تتضمن المناشدة ، بان يكونوا اكثر رحمة بهم في حال ، امتلكوا هذه الصفة ،ومن المخجل جدا الطلب من القتلة ان يتعلموا درساً في التعامل الإنساني ، مقابل ذلك من المستحيل ان يصدق من يتعرض أمنه الشخصي للتهديد اليومي تصريحات القادة الأمنيين وانهم سيبقون "عيوناً ساهرة " لحفظ الأمن وضمان استقراره .
أثناء الحرب العراقية الإيرانية صدر مرسوم جمهوري يقضي بمنح المقاتلين من منتسبي لواء مشاة أنواط شجاعة لمواقفهم البطولية في الدفاع عن الوطن ،لما بذلوه من فعل قتالي متميز جعل الأعداء يجرون أذيال الخيبة ، ومن بين المشمولين بالنوط الجندي الاحتياط هاشم حسين كركوش من سكنة قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار ، وأثناء مراجعة حفيد كركوش دائرة المراتب في منطقة الأعظمية مع آخرين من أصحاب الأنواط ، صادفهم "قفاص" وعرض عليهم إنجاز معاملاتهم بمبلغ 500 دينار من كل واحد منهم ، مقابل ضمان حصولهم على ثمن سيارة البرازيلي البالغ 5000 الاف دينار ، كجزء من امتيازات نوط الشجاعة ، ولم تمر ساعة حتى تعرض الصناديد الى" كبسة " فاعتقلوا من قبل عناصر الاستخبارات العسكرية ، وصدرت بحقهم احكام بالسجن لمخالفتهم القوانين المرعية في انجاز المعاملات العسكرية ، فظل حفيد كركوش ورفاقه الصناديد في سجن ابو غريب قرابة سنة كاملة ، وضاع منهم النوط والامتيازات ، وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية خرجوا من المعتقل فاستقبلهم الأهالي والأقارب والمعارف بحفاوة لانهم حصلوا على "سوط شجاعة" ، ونوط من هذا النوع يستحقه اليوم من يقف وراء تجاهل دماء بغداد ومحافظات أخرى وصل بها الحال الى فقدان القدرة حتى على البكاء.
من حق العراقيين اليوم ان يطلبوا من مجلس النواب استدعاء عناصر قوات جيش محمد العاكول لقدرتهم على ضبط الحدود بقيادة عبود وكعود وسعود وصيهود ولشمود وفرهود ، لتمتعهم بخبرة متوارثة في ملاحقة القجقجية ، ستحد من دخول المتسللين الى الاراضي العراقية ، وحلو نوط الشجاعة يلوك لصدور جنود العاكول.
سَوط الشجاعة
[post-views]
نشر في: 29 يوليو, 2013: 10:01 م