TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ليس انتصارا بل "ولية"

ليس انتصارا بل "ولية"

نشر في: 30 يوليو, 2013: 10:01 م

حتى اشد المدافعين عن السلطان، الذي ترك الشعب يقتل بثمن بخس ولا نصير له، واكثرهم صلافة، سكت مثلما تسكت الططوة، أمام ارتفاع أصوات الإرهابيين وهم يقرعون طبول النصر بما حققوه في غزوة ابو غريب وما تلاها من مذابح يومية بحق الشعب. أكان يفرح هؤلاء لو كان في هذا البلد حاكم حريص على دماء شعبه كحرصه على دم أولاده؟ ما يفتّ الكبد حقا ان تجد إرهابيا يعد نجاحه في ذبح العراقيين انتصارا. والله الذي لا اله الا هو ما كان لهؤلاء ان يفرحوا لو ان شعب العراق يقوده حاكم "حوك".
ايها القتلة السفاحون: انه ليس انتصارا بل ولية. لقد وجدتم في ضعف الحاكم وقلة معرفته بأبسط قواعد حماية الناس من شركم فرصة فصيّركم حبه للسلطة، أبطالا. قد اصدّق من يقول ان دجلة يجري من الجنوب الى الشمال لكني، ومثلي كثيرون، لا أصدقكم حين تظنون بان قتلكم لأبنائنا سيسقط الحكومة او النظام. انكم قطعا تعلمون علم اليقين، ان كان في رأس احدكم ذرة من عقل، ان "دولته"، لو ذبحتم شعب العراق عن بكرة أبيه، لن يترك كرسيه. لن يتركه حتى لو بقى حيا هو واولاده وبناته ومقربيه ومقرباته فقط.
انه حظكم، وهنيالكم على هالحظ، قد وفر لكم بلدا يحكمه من بيده قيادة القوات المسلحة والامن والداخلية والدفاع وهو لا يعرف حتى معنى الامن، فلعبتم على راحتكم. اتحداكم ان تفعلوا واحدا بالمئة، من الذي تفعلونه اليوم بالعراق، في اي بلد يحكمه حاكم مقتدر. هذه السعودية التي زجت بالمئات من اتباعكم بالسجون، فاذهبوا وأطلقوا سراح واحد منهم بالقوة ان كنتم شجعانا كما تدعون. لا بل هذه افغانستان أمامكم، والتي أتانا بعضكم منها وقد حكمتموها من قبل، ولكم في سجونها من اصحابكم اضعاف ما يوجد منكم في سجون العراق، فحرروهم انك كنتم قادرين او فجروا بها ربع ما تفجرونه بالعراق.
اعرف انكم نجحتم في تشخيص مرض التشبث بالسلطة عند "دولته" فصرتم تذبحون العراقيين على راحتكم. لا اشك في شيطنتكم لانكم درستم نفسيته جيدا وادركتم انكم كلما قتلتم الناس اكثر ستضمنون بقاءه في السلطة اطول وستتمتعون بحرية لا مثيل لها كي تشبعوا غريزة عطشكم لدماء العراقيين متى اردتم. اعترف لكم بانكم خير من يعرف بانه لو رحل قد يأتيكم من يحرمكم من "نعمة" الذبح والتفجير متى احببتم. نعم انكم في نعمة تحت ظل أرباب "دولة القانون". لكني اذكركم واذكرهم بان كل نعمة زوّالة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حازم فريد

    مرحبا اتمنى عليك ان تعطيني فكرتك عمن سيحكم العراق بعد المالكي ومن هو الذي سيطعي العراقيين الأمان والخير والسعادة حينها سأكون اول من يؤيدك فيما تقول اما كلامك هذا فهو ترويج لشباط جديدأخر تتنماه للعراق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram