اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأسواق اللندنية تستقبل رمضان والمناسبات الأخرى بتخفيض الأسعار

الأسواق اللندنية تستقبل رمضان والمناسبات الأخرى بتخفيض الأسعار

نشر في: 30 يوليو, 2013: 10:01 م

الطقس لدى الإنكليز مناسبة لكل شيء، فهم يسعدون بهطول الثلج ويبتئسون إذا حل الكرسمس من دون ثلج، لكن الاحتفال بهذا العيد الشهير لا يتأثر، والكرسمس ليس مناسبة للاحتفال بطبق ديك الحبش (الفسيفس) متوسطاً مائدة العائلة وضيوفها، فقط، إنما هو اختبار عاطفي أيضا

الطقس لدى الإنكليز مناسبة لكل شيء، فهم يسعدون بهطول الثلج ويبتئسون إذا حل الكرسمس من دون ثلج، لكن الاحتفال بهذا العيد الشهير لا يتأثر، والكرسمس ليس مناسبة للاحتفال بطبق ديك الحبش (الفسيفس) متوسطاً مائدة العائلة وضيوفها، فقط، إنما هو اختبار عاطفي أيضاً لمن يتذكر أبويه أو بناته البعيدين، أو أجداده أو أحفاده.

الأسعار تنخفض بالمناسبات الدينية

من المعروف أن الإنكليز قوم محافظون، لكن هذا الوصف لا ينطبق على الكثيرين، فالشبان، منهم لم يعودوا كذلك، بسبب الاختلاط وتعايش الثقافات، وبالتالي تغير الحساسية الثقافية إزاء الآخر، الغريب، فأنت كثيراً ما تجد أناساً ودودين، متفهمين، متعاطفين، إلى جانب أولئك المتحسبين، المحترسين، مقابل أي فكرة جديدة أو اقتراح غير مجرب، وهم إلى ذلك يخططون لأبسط الأمور حتى مشوار التسوق اليومي، وبالمناسبة، كمثال، خصصت بعض كبريات الأسواق ومجمعات البيع الشهيرة، مثل (التيسكو والسينزبري وأسدا )أجنحة خاصة بالمسلمين، احتفاء بشهر رمضان، وعرضت المأكولات العربية التقليدية كالحمص والمحاشي والكرزات تعلوها إعلانات باللغتين العربية والإنكليزية تهنئ بحلول شهر الصيام وتتمنى للمسلمين أياماً سعيدة، أما الأسعار فهي لا ترتفع في المناسبات الدينية والأعياد، بل بالعكس انها تنخفض، بخلاف أسواقنا التي تثقل أسعارها الباهظة جيوب الناس، وشاهدت في إحدى الفضائيات عراقياً لم يتمكن من شراء شيء للإفطار بسبب جشع الباعة.
عراة وماهم بعراة
كان الأسبوع الماضي صيفاً لندنياً نادراً، ترى تأثيراته في الإعلام البريطاني بأنواعه الثلاثة، فحملت الأخبار أن درجات الحرارة (٣١ سنتيغراد ) يوم السبت الماضي وهي أعلى درجة حرارة سجلت منذ سبع سنوات وهو طقس يعد بارداً، أو لطيفاً قياساً بأيامنا العراقية اللاهبة، وبلدان الخليج المجاورة.
تعرض الصحافة، التابلويد الشعبية والرصينة، سواء، صوراً للمصطافين حتى في حدائقهم المنزلية وما يبتكرون من وسائل مائية بسيطة لتبريد الأجواء، وأخرى تنقل أحوال الباقين في السواحل والمتنزهات وقد تخففوا مما يثقل على نفوسهم من ثياب، فتراهم عراة وما هم بعراة، والأغلبية من الطبقة المتوسطة والفقيرة، يكتفون بقنينة بيرة باردة وكتاب أو قنينة ماء وجريدة، يفترشون العشب زرافات ووحداناً، وبعضهم اصطحب معه الآيباد ليتصفح أو ليستمع إلى الموسيقى، شريطة أن لا تزعج القريبين منك.
الحرية من المقدسات
كلهم يتمتعون، لأن الحرية كالطقس الجميل، كما قيل، من حق الجميع أن يمتع بها، من دون إزعاجات أو تدخلات من أي كان ومهما كان مستواه، فالحرية الفردية، على وفق القانون، قانونهم طبعاً، من المقدسات، وتمظهرات الجسد البشري حال تلقائية لا تثير حفيظة أحد ولا يمكن لأحد أن يحملق بأحد فهذا من الكبائر، وقد يعترض أحدهم أو إحداهن بغضب: لماذا تحملق بي هكذا، وأغلب من يحملقون هم (ربعنا) من العرب والمسلمين ومنهم أئمة جوامع ودعاة حركيين من قارات الشرق المكبوت جنسياً، والنشاز، هنا، ليس أن يتخفف الناس من ملابسهم، إنما هو أن تتطلع إليهم بقصد وسبق إصرار وترصد ما يدخل في باب انتهاك الخصوصية.
قراءات للصيف وأخرى للشتاء
تزدهر في وسائل الإعلام، هنا، إعلانات الكتب المخصصة للصيف، فثمة قراءات للشتاء وأخرى للصيف، والثانية تقتصر على روايات خفيفة، مثل روايات الكوميديا والعائليات والرومانس، وتفرد الصحافة أقساماً خاصة بما تقترحه عليك للقراءة الصيفية. 
الصيف فرصة الإنكليزي للخروج إلى العالم، بدءاً من حديقته المنزلية أو المتنزه العام وصولاً إلى العالم الخارجي، لكن هذه الفرصة ليست متوفرة للجميع، ففقراء بريطانيا، إنكليز أو من أصول أخرى، يكتفون بأقل القليل فيما يخص البهجة والتمتع بالسفر والرحلات والسهرات التي تكلف غالياً، ونسبة كبيرة جداً من الشبان يقترون على أنفسهم لأسبوع أو أسبوعين كي يحظوا بكأس أو أكثر في حانة المحلة.
التدخين ممنوع
الحانات هي من بين الأماكن الأثيرة للندنيين صيفاً، خصوصاً للمدخنين منهم، ففي الشتاء يتوجب على زبون الحانة، أو المقهى أو المطعم، الخروج كي يستمتع بسيجارته، لأن التدخين ممنوع، قطعاً، في الأماكن المغلقة، وهذا قانون يسري على الجميع، من الأمير إلى الغفير.
الطقس، أخيراً، مناسبة للتعارف والهروب من الوحدة، فالإنكليزي يبادرك إلى الحديث عن الطقس محاولةً للتعارف أو للدخول في حوار ممتع أو غير ممتع.
في الصيف المشمس، لا الصيف الغائم الممطر، تصبح الحياة اليومية ألطف وأكثر وداً بين البريطانيين، وتتغير أمزجة الناس نحو الأجمل والأكثر قابلية للتفاهم والأريحية، وبعد كأس من البيرة في فترة الغداء، وهو تقليد راسخ، تتيسر الأمور وتمضي المعاملات الرسمية والتجارية في طريقة أقل تعقيداً، حتى أن دراسة بريطانية توصلت إلى أن التقليد البريطاني في تناول الموظفين للبيرة أو النبيذ خلال فترة الغداء والعودة إلى العمل يكلف الخزينة الحكومية بعض الخسائر المالية بعد أن يعود الموظف، كبيراً أو صغيراً، إلى مكتبه بمزاج رائق فلا يدقق كثيراً في المعاملات التي على مكتبه ويتساهل مع من لا يتساهل معه قبل الغداء المنقوع بالنبيذ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram