TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما الذي يبقيكم عاطلين؟

ما الذي يبقيكم عاطلين؟

نشر في: 30 يوليو, 2013: 10:01 م

يُخادِعنا أغلب ساسة العراق هذه الأيام، فبعد أن بدأ السيد المالكي يعترف، بشكل غير مباشر، بفشله، يبدو أن القوم قرروا ركوب الموجة، في محاولة للبقاء بعيداً عن غضب الجماهير ومساءلتها، وعزل رئيس مجلس الوزراء، وكتلته، في ساحة المسؤولية وحدهم. وفي هذا السلوك ما فيه من تضليل للرأي العام ومزيد من استثمار دماء الأبرياء والضحك على ذقونهم. ومن هنا لا بد من كلمة حق، لا تستهدف إنقاذ المالكي، ولكن توزيع المسؤولية بشكل منصف، لكي لا تأتي حلولنا مشوهة، ونقع بذات الأخطاء من جديد.
وزراء، (الكهرباء والزراعة والصناعة والتربية) ليسوا من دولة القانون، فماذا فعلوا للبلد؟ وربما أن إخفاقات وزراء الزراعة والصناعة ليست محسوسة، لكن ماذا عن وزير الكهرباء؟ ماذا عن وزير التربية؟ ماذا فعل وزراء: الإسكان والتخطيط والعمل والشؤون الاجتماعية، وغيرهم من بقية الوزراء الموزعين على سائر الكتل؟ إذا كان هناك فشل فهو فشل الحكومة بأجمعها، وإذا كان هناك تستر على الخلل، في الأداء، فهو تستر يتحمل مسؤوليته كل قائد كتلة لديه وزراء في الحكومة. لذلك لا يتبجح علينا أحد، ويصور نفسه وكأنه منقذ البلاد وراعي مصالح عبادها.
مَنْ مِن الكتل ليس لديها ممثل في لجنة النزاهة بمجلس النواب؟ فماذا فعل هؤلاء العاطلون، في مكافحة الفساد والحدِّ منه؟ حتى يخرج علينا قادتهم ليلعنوا فساد الحكومة ويتبرأوا منه؟ عجيب والله! وفعلاً: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"!
مَنْ مِن الكتل السياسية ليس لديها ضرع حلوب في قوى الأمن ـ من كبار الضباط والقادة أو وكلاء الوزارات أو المدراء العامين فيها ـ يدرُّ عليها ملايين من أموال الفساد ولا تسأله؛ من أين لك هذا؟ وقبل هذا وذاك، ماذا فعل مجلس نوابنا الموقر، وكلهم مُمَثّلون فيه، للحد من هدر الدماء وموت الآلاف، ومكافحة الفساد بمساءلة الحكومة؟ ماذا فعلوا لمحاسبة القادة الأمنيين وفي مقدمتهم القائد العام للقوات المسلحة؟ يقولون إن المالكي يحول بينهم وبين أداء دورهم، وهذا العذر اقبح، بما لا يطاق، من ذنبهم الكبير، فكيف يمكن للسلطة التنفيذية أن تسيطر على السلطة التشريعية، إن لم يكن لدى الأولى ما تهدد به الأخيرة وتبقيها خرساء؟
كفوا عن هذا التهريج رجاء، فثمّة دماء على المحك، وهي دماء أهلكم، وإذا كنتم حريصين على هذه الدماء وصادقين بمواجهة الأزمة والشروع بحلها، فليقدم كل منكم فاسديه إلى القضاء. إذا كنتم تخافون الله ولا تريدون أن تشتركوا مع الإرهاب في جرائمه، فليكف كل منكم عن حماية القتلة ممن يلوذون به ويلوذ بهم. أو اخجلوا على الأقل من بيعنا لدول الجوار بابخس الأثمان!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. عمار الحلي

    لأفض فوك ا.سعدون كنت والله منصفا .........

  2. شموع الفرات

    مع احترامي وتقديري لك ولكتاباتك الرائعه استاذ سعدون,هل تعلم انه لوكان لدى اي فرد من الحكومه ذره من الاحساس بالمسؤليه اوبقاياضميربماتقول لما وصلنا لما نحن فيه!ماذاتعني كلمة دماء الاهل بالنسبه لهم؟(لاشيئ)اكيد.يخافون الله؟هذه نكته لديهم.الخجل؟الارهاب؟حماية ا

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram