TOP

جريدة المدى > سينما > المخرجة الإيرانية مانيا أكبري: السينما تهدد الحكومة

المخرجة الإيرانية مانيا أكبري: السينما تهدد الحكومة

نشر في: 31 يوليو, 2013: 10:01 م

أقام معهد الفيلم البريطاني في لندن معرضاً احتفائياً للمخرجة الإيرانية مانيا أكبري بعنوان" من طهران مع الحب: سينما مانيا أكبري" واستمرّ حتى الثامن والعشرين من تموز. التقى توم سيمور من صحيفة الغارديان المخرجة التي تحدثت عن قضايا السينما والرقابة والمرأ

أقام معهد الفيلم البريطاني في لندن معرضاً احتفائياً للمخرجة الإيرانية مانيا أكبري بعنوان" من طهران مع الحب: سينما مانيا أكبري" واستمرّ حتى الثامن والعشرين من تموز. التقى توم سيمور من صحيفة الغارديان المخرجة التي تحدثت عن قضايا السينما والرقابة والمرأة والمشهد السياسي في إيران:

بين الكمبيوترات المحمولة وأكواب القهوة بالحليب في بهو معهد الفيلم البريطاني في الوست بانك في لندن تجلس منشقة ومنفية. هربت المخرجة "مانيا أكبري" من مدينتها طهران في الصيف الماضي. وهي عازمة على تحري قضايا الزواج والإجهاض والزنى والسحاق في وطنها إيران. لقد تحرت عما يحدث في حالة فقدان الثدي نتيجة السرطان. وصنعت أفلاماً أزعجت وصدمت المؤسسة الدينية. والآن بعد خمس عشرة سنة من الرقابة و"العيش في حالة الخوف والإحباط" ترى أكبري أخيرا أفلامها تعرض بشكل تجاري لأول مرة. 
إن وجود هذه الممثلة والكاتبة والمخرجة التي تبلغ التاسعة والثلاثين في المملكة المتحدة ليس بمحض إرادتها. فخلال إنتاج فيلمها الأخير" من طهران إلى لندن" والذي عنوانه أصلاً:" نساء بلا أثداء" تم القبض على طاقم الفيلم من قبل السلطات الإيرانية مفترضين أن الفيلم قد جرى تصويره دون موافقات رسمية. ولخشيتها أيضاً من السجن فإن أكبري هربت من طهران إلى لندن. تقول بالفارسية:" هجرت مسقط رأسي وأنا أحمل الأسى والخوف والإحباط. لكني مغتربة ومنعزلة. لم أستطع أن أحصل على إجازة صنع الأفلام أو عرضها. ما زلت أحب إيران. ومازلت مفتونة بها. لقد منحتني الإبداع. لكني مضطرة إلى المغادرة". 
افتتح الفيلم الرئيس في موسم أعمال أكبري في معهد الفيلم البريطاني بعنوان" من طهران إلى لندن" بإهداء مشحون سياسياً إلى "كل صناع الأفلام في إيران الذين تعرضوا لأحكام بالسجن وإلى الذين ما زالوا فيه". ومع ذلك فإن أفلام أكبري لا تدعو إلى حمل السلاح. ولكونها عصامية فقد صنعت خمسة أفلام طويلة – وكلها صنعت بشكل سرّي وبميزانية قليلة- في عشر سنوات بينما كانت تعمل كذلك كمصورة فوتوغرافية ورسامة. وقد عرضت أفلامها في أكثر من 40 مهرجاناً؛ أول أفلامها "عشرون اصبعاً" فاز بأحسن فيلم في مهرجان البندقية السينمائي في فئة الأفلام الرقمية. أما أفلامها الوثائقية فهي تنغمر في السياسة أكثر من أفلامها الدرامية: في عام 2011 صنعت ما أطلقت عليه "فيلماً وثائقياً تحذيرياً حول الغضب والانتقام والعنف والقانون" حول طفل يدعى "بنهوود" تعرض للموت من قبل الدولة في إيران. 
لكن أفلامها الطويلة إنسانية على نحو راسخ: فهي دراسة قاسية وقوية للكفاح العائلي والصراع من أجل السعادة- والهيمنة- في العلاقات الجنسية. إن نساء أكبري اللاتي خلعن حجابهنّ يمكن أن يكنّ عاملات اجتماعيات في شفيلد أو مصففات شعر في جنوب لندن يتحدثن بشكل مرهق عن الصراع من أجل الأم العاملة والحب الذي تشكله الألفة. 
برزت أكبري في عام 2002 في دور رئيس في فيلم "عشرة" لعباس كياروستامي وهو فيلم يتكون بأكمله من أحاديث داخل سيارة. تقول:" علمني كياروستامي أن أتخلى عما يثبطني كي أستغرق تماماً في العمل وأن أكون في منتهى التجرد والكشف". في عام 2007 تم الكشف عن أصابتها بنوع خبيث من سرطان الثدي. في فيلمها "10+4" وهو أشبه بتكملة لفيلم كياروستامي، تتحرى فيه العيش في كل "من الحياة والموت". 
تقول:" السرطان ليس مجرد مرض بل يغير مظهرك كما يغير من ذاتك الداخلية. نحن نختفي وراء جلودنا. هذه هي إحدى مفاهيم الفن: أن يحدد المعاناة أو حتى الموت بشكل مختلف. أن يعطيه معنى جميلاً". 
إن تأثيراتها ليست محصورة بالسينما. فهي تصف فيلم "حب" الفائز بجائزة السعفة الذهبية كونه "رقصة بين الحياة والموت"- لكن أيضا "الأجساد المضطجعة لمنحوتات هنري مور وراقصي لوحات هنري ماتيس والكرسي الأحمر في لوحة بابلو بيكاسو". إن مشهداً واحداً من أفلام أكبري، تقطعه العاطفة أو الادعاء، دون لقطات كلوز آب أو مونتاج أو موسيقى نشطة، يمكن أن ينكشف بلا تحرير ما بين 10 إلى عشرين دقيقة. وتستطيع أن تشعر أنك تشاهد تقاطعاً ما بين الخيالي والوثائقي ومع ذلك تخطط أكبري وتتدرب على كل ثانية من أفلامها " أشهر مقدماً". إذا ما توقف رجل في منتصف الجملة كي يمسد خصلة من وجه زوجته فليس من الصدفة. تقول:" مع السينما تستطيع إن تأخذ جمهورك بأيديهم وتدلهم من خلال حياتك. أحمل كل تجربة كانت معي دائماً". 
من وجهة نظر غربية يمكن أن يكون من الصعب فهم السبب في أن الدولة الإيرانية ربما تنظر إلى أفلام أكبري كونها تحدياً لوجودها. لكنها تتحدث بشكل واقعي عن القضية قائلة:" السينما تستطيع أن تجعل الناس واعين لهذا فهي تهدد الحكومة. الحكومات تريد أن تفرض أيديولوجيتها على شعوبها". 
وحول انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني تقول أكبري أنها متفائلة بشأن هذا التقدم:" إننا نشاهد طاقة جديدة لدى الشعب الإيراني. دون أمل يصبح الإنسان عبارة عن جثة تمشي. وهو تطلع مخيف، كلا؟ إن المجتمع الخالي من الأمل يصيبه الاضمحلال.. يجب أن نؤمن كلنا دائماً ونرحب بالتغيير".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram