تلاقف العراقيون قصة الحسن بن علي الشلاه ذي الفاتورة المليونية، دون أن اجد فيهم من وضع بباله احتمال أن يكون هذا الطفل مكذوباً عليه. لا أدري لماذا انكسر قلبي عليه وأنا أرى حظه أوقعه بين مذيعة لا تعرف كيف تسأل وأب يعبر برأسه رسائل للناس.
المذيعة تتصوره غبياً لأنه طفل فصارت تخاطبه على أساس انها ذكية. أليس في الفضائية التي تعمل بها من يقول لها: يمعوده تره الاطفال في هذا الزمان أذكى من الكبار أحيانا؟ تصوروا انها تسأله: حسن .. انت شسمك؟ وتكررها والطفل لا يجيب. والأب يعينها فيقول له: حسن أحجي ويا خالة. زين يا بنت الحلال ما تشوفينه، مع احترامي، يضحك عليج بكلبه وما جاوبج. يعني مو انتي دتعرفين اسمه حسن وتقليله شسمك. زين من تقليله حسن شسمك؟ قابل يقلج: عبوسي!
ليش وجازت؟ الطفل يلعب بالموبايل فتسأله أيضا: حسن أشو تلعب بالموبايل .. تعرف تلعب؟ زين مو انتي دتشوفيه يلعب بعد شنو تعرف تلعب؟ يعني تريديه يكذب ويقلج العب بغير شي؟ وانا اسمعها تذكرت حكاية تلك التي أعجبها شاب حلاّوي كان في موكب لعزاء جاء من الحلة الى كربلاء تتقدمه لافتة كتب عليها "موكب عزاء الحلة" سألته: المن هذا العزه؟ أجابها، ظانا انها لا تعرف القراءة والكتابة: عزه الحلة. وره شويه هم سألته فاجاب: قلتلج عزه الحلة. راحت ثم عادت لتسأله السؤال ذاته مرة أخرى. لطم الشاب على وجهه واجابها بذلك الجواب الشهير الذي سار مثلا. بالمناسبة ان الطفل قيد اللقاء "حلاّوي" أيضا.
نأتي على حسبة فاتورة الـ 4 ملايين، التي في اللحظة التي أشار اليها الوالد لمحت فيلاً قد طار. ذهبت لموقع مختص لأعرف ما تعادله العملة العراقية بالدولار فوجدته بالتمام والكمال يساوي: 3,438.16 دولار,. معقولة؟ قسمته على 30 يوماً فوجدت ان الطفل متهم بتكليف تلفون امه يوميا، ولو ان الأب قال انه تلفونه الشخصي ثم تراجع وذبه براس الأم، 114 دولارا. هنا رنّت بالرأس قاعدة "حدث العاقل بما يليق". هكذا مبلغ يحتاج ممن يريد ان ينفقه أن "يلعب" بالهاتف 24 ساعة ينزّل ويحمّل وقد ينفقه او لا. ثم هل من المعقول ان طفلاً بعمر اربع سنوات يجيد البحث والتحميل والتنزيل على النت بهذه الطريقة ولا ينام طوال الليل والنهار؟ هذا، اذن، هو الطفل المعجزة الذي جعلني ارى الفيل يطير؟ تولّد لدي إحساس بان الأب لو أتى بطفله الثاني لقال أنه أصدر مجموعة شعرية ترجمت لعدة لغات ولديه دراسة نقدية تحت الطبع! ليت الاب يتكرم علينا ويرينا الفاتورة مصدقة من الشبكة المربوط عليها الموبايل ليجبّ الغيبة عن نفسه وليكشف "الغمّة" عن هذه الأمة.
المسألة الأخرى، التي حيرتني اني لا أعرف ما هي المناسبة التي دفعت الأب للحديث عن الفاتورة المليونية. قلبت كل الاحتمالات فلم يرجح ببالي غير احتمال واحد: أراد الأب ان يعبر لنا رسالة ونحن في هذا الوضع المزري أمنياً وخدمياً ملخصها: ها نحن في "دولة القانون" نحمي الفاسدين والمفسدين ولا نحارب القتلة والإرهابيين ولا نشغّل العاطلين، لا بل وحتى اصغر أطفالنا فاتورة تلفونه 4 ملايين دينار.
جميع التعليقات 5
سلام الحلي
رحم الله ايام الزيتوني ,ومنتديات البعث والرفيق لؤي حقي.
خليلو....
دكتور هاشم،لعلي بطيء الفهم فلم استوعب القصة وتفصيلاتها بالشكل الصحيح .كان الافضل ان تقدم لها بتعريف الطفل المعجزة مااوليات حكايته فليس كل قرائك مدمني شاشات التهريج ورؤية المانيكانات..اعذرني على التعليق! فانا من قرائك وقراء زملائك كل يوم، واود ان اضيف
hassan
لقد فاتك سيدي عندما قال علي الشلاه مقدما نفسه ..انا علي واولادي الحسن والحسين .. بضم وجر الحروف كما يقولون على المنابر اي شبه نفسه بالامام علي
احمد حسون
السلام عليكم دكتور الله يوكعهم بشر اعمالهم هسه هوه مجبور على هذي القنبله لكن حوبة المكاريد
ج د
لا تتكلمو ارجوكم عن هذه الفضيحة ﻷنكم سوف تسيئون للمذهب خلو الشغله مغطايه .شيكولون الوهابيه اذا الحسن ابن علي شلاه عليه السلام . صارف 4ملاين بعد ليش نحجي على يزيد