برغم إن مدرب فريق القوة الجوية السوري حسام السيد حقق الفوز على فريق الطلبة بالجولة 30 من دوري النخبة لكرة القدم، إلا إن هذا المدرب أكد على إن النجاحات التي حققها مع كرة الجوية في المرحلة الثانية قد جاءت من واقعيته وتعامله الدقيق مع مستوى لاعبيه وفريقه.
إذ نعرف ويعرف الجميع إن الفوز في أية مباراة يغطي العيوب ويخفيها مهما عظمت وتكاثرت، فكيف إذا كان الفوز الذي حققه فريق القوة الجوية على فريق كبير له تاريخه وجمهوره الكبيرين مثل الطلبة برغم أنه الآن يقف في مركز لا يتناسب مطلقاً مع تاريخه وانجازاته الكبيرة، لكن السيد اعترف أمام وسائل الإعلام إن فريقه برغم فوزه الثمين لكنه وقع في أخطاء عديدة كان يمكن أن تفقده الفوز في تلك المباراة ؟
إذ أن هذا الاعتراف دليل أكيد على واقعية ومهنية واحترافية وتواضع هذا المدرب الكبير الذي حقق قفزة كبيرة للغاية مع فريق القوة الجوية حتى بات هدفاً لكل الفرق المتمكنة مادياً للظفر بتوقيعه لكي يقود فرقها الكروية في الموسم المقبل وبمبلغ مالي ضخم جداً، حيث إن التعامل مع الأخطاء التي ترافق الفوز من قبل مدرب الفريق الفائز يمثل ركيزة أساسية في نجاح الفريق الذي يقوده، لأن تشخيصه للأخطاء يجعله يجتهد حتى يتجنب لاعبوه الوقوع فيها في المباريات المقبلة، وهذا التجنب سيقود فريقه إلى تحقيق الفوز ويحفز اللاعبين على عدم تكرار الأخطاء السابقة، لأنهم عرفوا جيداً إن مدربهم فطن لتلك الأخطاء ولا يرغب بتكرارها مطلقاً وسيقوم بمحاسبة كل لاعب يكرر الخطأ، وبكل تأكيد إن لاعبنا المحلي يحتاج إلى توجيه ورقابة مستمرتين من قبل مدربه لكونه ينسى في بعض الأحيان الواجبات المناطة به من قبل المدرب سواء كانت هجومية أم دفاعية.
لذلك فإن الصورة الرائعة التي قدمها المدرب حسام السيد هي صورة مثالية للمدرب الحريص على نفسه وعلى فريقه وهذه الصورة يجب أن تتحول إلى ثقافة عامة لدى مدربينا سواء الذين يقودون المنتخبات الوطنية المختلفة أو من الذين يقودون فرق الأندية المحلية المختلفة، لأن اعتراف المدربين بالأخطاء التي وقعت فيها فرقهم برغم تحقيقها الفوز يمثل البوابة الأولى لتحقيق الفوز والسير في طريق النجاحات. أما التعالي والتفاخر بفوز جاء بضربة حظ أو عبر ظهور الفريق المنافس بصورة غير الصورة المعروفة عنه فهذا يعني إن مدرب الفريق الفائز قد شجع لاعبيه على الوقوع في الأخطاء وتكرارها في المباريات المقبلة شاء أم أبى، وهنا أتذكر أني سألت شيخ المدربين الراحل عمو بابا عن سر عصبيته وغضبه الدائمين برغم إن منتخبنا كان يفوز بفارق جيد من الأهداف على المنتخبات المنافسة له في مختلف البطولات فأجابني بالقول: إن الكثير من لاعبينا وبمجرد شعورهم بأن مدربهم راضٍ عنهم ويبتسم بوجههم سيقل عطاؤهم وسيصابون بالغرور والتعالي وإذا أُصيب اللاعبون بهذين المرضين الخطيرين فإن عطاءهم الفني والبدني وكذلك التزامهم بالواجبات المكلفين بها داخل الميدان سيقل وقلة هذا العطاء ستنعكس سلباً على نتائج المنتخب، لذلك أنا لا أبدي رضاي عن اللاعبين إلا بعد أن نظفر بلقب البطولة، حيث يتحول غضبي اتجاههم إلى فرح وسرور ومزاح واعتقد إن هذا الأسلوب ضروري جداً للتطبيق مع الكثير من اللاعبين.
إن اعتراف حسام السيد بوقوع أخطاء من قبل لاعبيه برغم الفوز على الطلبة وفلسفة الراحل عمو بابا في التعامل مع اللاعبين تمثلان منهاجاً تدريبياً جيداً يجب أن يستفيد منه كل مدربينا الآن وحتى في المستقبل على اعتبار أن سجل بابا التدريبي ملء بالانجازات الكبيرة، بينما السيد أكد أنه مدرب كفء برغم شبابيته، لذلك لا بد من التعلم من فلسفتهما التدريبية في التعامل مع اللاعب العراقي.
مهنية حسام وفلسفة بـابـا
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2013: 10:01 م