يمكن عـدّ العقد الاحترافي الذي أمضاه مدافع منتخبنا الوطني لكرة القدم علي عدنان بداية تاريخ جديد للاعبينا في تجارب الاحتراف وربما تسجل نقلة نوعية للاعبينا من طراز المغوار عدنان الذي شكل حضوره مع المنتخبين الأول والشباب على وجه الخصوص مكسباً كبيراً للكرة العراقية الولادة بالمواهب والمتعافية في سلامة النهج القائم لرعاية الموهوبين ممن لديهم إمكانيات خاصة تتيح لهم الذهاب بعيداً في الاحتراف صوب الأندية العملاقة في أوروبا.
إن عقد نادي ريزا سبور التركي هو ثمرة عطاء علي عدنان في رحلته القصيرة مع الكرة بعدما قدَّم خلاصة جهده في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً ونال إشارات الإعجاب من نقاد كبار مواكبين لنجوم المونديال ، وبالرغم من ذلك حافظ اللاعب على استقراره الذهني ولم يفقد تركيزه خلال البطولة ، وتمتع بأقصى درجات الحذر أزاء رياح العقود الوهمية التي عصفت بوفدنا أثناء فترة إقامته في اسطنبول بهدف التشويش على أفكار اللاعبين وصرف أنظارهم عن التنافس وتحقيق النجاحات المتوالية التي أغاضت المتربصين بهم فكان لهم أعضاء اتحاد الكرة والمدرب حكيم شاكر بالمرصاد ليفشلوا نواياهم المغرضة ويحافظوا على المنتخب من أية مؤثرات خارجية.
يُحسب لوكيل المدافع الغيور علي عدنان وأسرته الرياضية اختيارهم الدقيق لتمثيل ريزا سبور الصاعد تواً لدوري الدرجة الممتازة حيث الاندية الكبيرة لاسيما تلك التي احتلت المراكز الخمسة الأولى في الموسم 2012 – 2013 ( غالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش وبورصا سبور وقيصري سبور) على التوالي ما يُضيف خبرة كبيرة لعدنان الطامح لتأكيد قوة اللاعب العراقي وأهليته في خوض أصعب التجارب على صعيد الدوريات العالمية وأنه لن يشكل رقماً عادياً بالرغم من صغر سنه ، بل العكس أتوقع له البروز بشكل لافت وسيكون ورقة مهمة ومغرية لأندية المقدمة الباحثة عن التجديد ، ولا استعجل في القول إن مشوار ريزا سبور لن يدوم أكثر من موسم واحد وستدفع الأندية الكبيرة الشرط الجزائي بكل امتنان .
وإذا ما أراد أسـد الرافدين النجاح المستمر في الدوري التركي الذي أصبح احد ابرز الدوريات المهمة في أوروبا عليه ان يحافظ على مكانته بحرص شديد ويبتعد عن أي منزلق في الطريق يضعف ثقة الملاك التدريبي به لاسيما ان أخلاقه العالية وحصانته البيتية وذكاءه في الملعب وخارجه يرسم معالم شخصية متزنة تعرف مسالك الصعود إلى القمة.
إن احتراف علي عدنان ينبغي ان يكون موضع اهتمام ناديه ( بغداد ) أيضاً لتسهيل مهمته من دون أية منغصات قد تسبب في إلغاء العقد ، فالتفاهم والتحاور يحتمان على إدارة نادي بغداد اتخاذ سياسة المرونة في استحصال حقوقها التي ضمنتها قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم من اجل إنهاء أزمة الشرط الجزائي بالحكمة بعيداً عن المساومة أو المطامع أو الضغوط في ظل الدعم المالي الجيد التي يتمتع بها النادي ، فمن حق علي عدنان أن يتشرَّف بتمثيل وطنه في تجربة استثنائية لم يسبقه إليها أحـد التي ستعود بالفائدة على اللعبة محلياً ودولياً عبر تحفيز اللاعبين الشباب ليحذوا بتجربة زميلهم ولن يسقطوا في فخاخ سماسرة الاحتراف التي تؤدي بهم الى التهلكة مع أندية وضيعة ، تستنزف جهودهم وترميهم عجزة فاقدي شهية اللعب بالحماسة نفسها مع المنتخب الوطني قبل ولوجهم محطات احترافية سيئة.
أتمنى ان تكون مصلحة الاحتراف تصب في خدمة المنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة ، ومن دون شك تستلزم تلك الأمنية عملاً جباراً من اتحاد الكرة المعني الأول بسياسة التخطيط على مدى السنوات المقبلة حتى كأس العالم 2018 لبناء جيل جديد بعقلية حذِقة تأخذ بنظر الحسبان تطهير الثقافة الكروية العراقية من عقود الخليج وبعض الدول العربية التي أثرت كثيراً في تدهور النتائج على الصعيد الدولي منذ إحرازنا كأس أمم آسيا 2007 وحرمت الأسود من التواجد ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم 2006و2010 و2014 بسبب تخبط أغلب لاعبي المنتخب الذين تواجدوا في تصفيات تلك البطولات في دوريات كسبت أكثر مما أعطت ، وبالتالي لابد من وضع ضوابط صارمة تحول دون ارتكاب جيل علي عدنان أخطاء لاعبين سابقين أضاعوا فرص العمر من اجل ملذات شخصية وبالمقابل خسروا شرف تمثيل الوطن في المحافل العالمية.
حصانة علي عدنان
[post-views]
نشر في: 3 أغسطس, 2013: 10:01 م