فى محاولة يائسة لإنقاذ نظرائهم من الإخوان المسلمين في مصر، اقترح رشيد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم في تونس، الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي وعودته للرئاسة، بحيث يكون منصبه رمزياً، مع تعيين رئيس وزراء مستقل أو حكومة مؤقتة للإشراف على استعدادات الانتخابات، مع ضمان عدم محاكمة القيادات العسكرية المسئولة عن عزله.

وأعرب الغنوشي خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز عن استعداده للعمل كوسيط لاستئناف الحوار بين الإخوان المسلمين في مصر والقيادة الجديدة. وقال: "نحن بحاجة إلى تدابير تعمل على تهدئة الوضع تشمل: الإفراج عن السجناء السياسيين، والتوقف عن تعقب قيادات الإخوان ووقف الهجمات الإعلامية من الجانبين". ومن جانبها أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ما حدث في مصر يمثل انتكاسة للأحزاب الإسلامية في المنطقة. وتضيف، كما أنه ليس هناك شك في أن سقوط مرسى كان ضربة قوية للغنوشي، الذى حضر مؤتمرا في القاهرة بداية يونيو مع وفد من أعضاء حركة النهضة. وأشارت إلى أن الوقت الحالي هو أكثر وقت منذ بداية الربيع العربي تحتاج فيه الأحزاب الإسلامية أن تظهر أنها يمكنها خلق حكومات مستقرة وكفء. غير أن حزب النهضة يواجه معارضة واحتشاداً يومياً يطالب باستقالة الحكومة، بعد عام ونصف في السلطة، إذ يتهم من قبل معارضيه بأنه يمنح المتطرفين مدى واسعا للعمل، فيما تفقد الحكومة الليبية بصورة متزايدة سيطرتها وسط الفوضى والميليشيات المتطرفة.

ويرى الغنوشي، أن الوضع فى تونس يختلف عن مصر. قائلا أن بلاده يمكن أن يكون مثال للمنطقة. وأضاف: "إذا كان أي شخص يريد إسقاط الحكومة، فإنه لا يضطرون إلى الانتظار سنوات.. عليهم فقط الانتظار بضعة أشهر، وستكون لديهم فرصة لإسقاط هذه الحكومة ديمقراطيا من خلال صناديق الاقتراع".

وفى مواجهة الضغوط المتجددة منذ اغتيال المعارض الليبرالي براهيمي، أعرب الغنوشي عن استعداده تقديم المزيد من التنازلات. وأضاف: "إننا منفتحون على مناقشة كل الأفكار التي يتم تقديمها على الساحة السياسية. وأعلنت الحكومة التونسية عن جدول زمني لتمرير الدستور بحلول نهاية أغسطس الحالي وإجراء انتخابات في 17 ديسمبر. وقال الغنوشي إن حزب النهضة أسقط جميع الاعتراضات المتبقية على الدستور وينظر في جميع المقترحات لإجراء تغييرات في الإدارة، بما في ذلك الوزراء وحكام الأقاليم.

 

تحدثت كاثرين آشتون، ممثلة السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي، مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية عن لقائها مع الرئيس السابق محمد مرسى، الأسبوع الماضي، وقالت إنه كان مسرورا جدا لرؤيتها، وإنهما أجريا حديثا وديا ومفتوحا وصريحا للغاية، وقالت آشتون إن مرسي يجد معاملة حسنة على ما يبدو، وإن ثلاجته مليئة بالطعام، وأضافت: أعتقد أنه كان في حالة جيدة نظرا لكل الظروف. وردا على سؤال عن الأسباب التي جعلت الجيش يسمح لها بلقاء مرسي قالت: إن أول شيء هو العلاقات الراسخة مع كل القادة السياسيين في مصر، سواء الحكومة أو المعارضة، مشيرة إلى أن زيارتها الأخيرة كانت الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وأوضحت أن الموجودين بالسلطة في مصر لم يرفضوا لقاءها بمرسي.

وأضافت آشتون قائلة "إن هذا اللقاء كان مهما بالنسبة لجميع الدول الأوروبية التي أرادت أن تعرف أن مرسي بخير، وكان مهما لأننا قلنا دائما إنه يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين بمن فيهم مرسي".

وسألتها "الأوبزرفر": هل تعتقدين أن الجيش ربما سمح لك بلقاء مرسي بناء على اعتقاد خاطئ بأنك كامرأة لن يشكل وجودك مبعث قلق كبير؟.. فردت قائلة: "أنا بريطانية، وأنا امرأة، وهذا بالنسبة للعديدين يجلب معه رؤية لما يمكن أن يعجب البعض، وهذه رؤية إيجابية حقا".ورفضت آشتون مناقشة تفاصيل حديثها مع مرسي، لكنها اعترفت بأنها خرجت منه أكثر أملا بشأن مستقبل مصر كديمقراطية مستقرة، وقالت: أعتقد أن مصر مليئة بالأشخاص الذين يريدون إيجاد سبيل للمضي قدما، ومع ذلك فإن المهمة الحقيقة هي العمل على المعايير. فالديمقراطية ليست مجرد انتخابات، ولكنها ضمان بأن تأتى الانتخابات، وتتعلق بكل شيء نتعامل معه على أنه مضمون، كالمؤسسات التي تساعد في دعم ديمقراطيتنا.

ومضت آشتون قائلة: إن مصر في بداية رحلة مهمة لكنها وعرة، وعندما أكون ممثلة لـ 28 دولة الأعضاء فتى الاتحاد الأوروبي، فقد خاضت تلك الدول جميعا كل أنواع الاضطراب. ولدينا من يفهم التحول وتطوير الديمقراطية ومدى صعوبة هذا الأمر. ويدركون كيف تكون مراحل ما بعد الحروب ويفهمون كل شيء، وكل هذا النسيج الرائع من المعرفة متاح، وبعضه يمكن أن يكون مفيدا.وقالت الصحيفة ختاما، إن آشتون ستتنحى عن منصبها العام المقبل، لكن لو جلست الأطراف المختلفة في مصر حول طاولة التفاوض، فهناك احتمالات بأن تلعب الدبلوماسية البريطانية دورا رئيسيا في دفعهم لذلك.