من الغريب جدا ان يبدأ المرء في مناسبة احتفالية الحديث عن انقلاب سواء كان ابيض أو من النوع العسكري، الشهير والمجرب في المنطقة العربية ومنها العراق، صاحب الريادة في الخضوع لحكم العسكر لعشرات السنين، حتى كادت تكون الخوذة الفولاذية شعاره الوطني، وبعيدا عن الهم والغم ووجع القلب وارتفاع الضغط، واحتمال تعرض الزميل سرمد الطائي الى انتكاسة صحية نتيجة استمرار الدعاء من قادة احد الاحزاب الدينية في صلاة الليل خلال شهر رمضان للتخلص من شره، لكونه بات يهدد الامن القومي، بتناوله السلطان يوميا بالتجريح والترقيع، بعيدا عن كل ذلك ، يبقى الاحتفال بعيد تأسيس "المدى" فرصة للمزاح الثقيل ولاسيما ان هذا التقليد اعتمد منذ القدم واصبح مثل كذبة نيسان، مباحاً ليوم واحد فقط، وفي حال قرر احدهم تجاوز الحد سيتعرض لعقوبات الزميل عدنان حسين التعسفية.
قادة الانقلاب تعاملوا مع الاسماء المهمة في الجريدة بطريقتهم الخاصة، في ايجاد تعريف جديد لها، فخري كريم، "صخي وايده موش اله" وسوف يكلف الزميلة غادة العاملي بصرف مكافآت مالية للعاملين باستثناء كتاب الاعمدة، ومن المفيد والمناسب هنا الانتقال الى فقرة اخرى خشية حصول خطأ في تجاوز الخطوط ثم السقوط في حقل الالغام.
ومما تسرب من اصحاب الانقلاب بخصوص تعاملهم مع اسماء العاملين في الجريدة، عالية طالب مجتهد ومراقب الصف، يوسف المحمداوي طور غنائي جنوبي، وائل نعمة فضيلة، حامد السيد دام ظله الوارف، حازم مبيضين الوجه، عدنان حسين والعباس ابو فاضل شلع كلوبنا، في اشارة الى ان الزميل ابا فرح في بعض الاحيان يتقمص دور المستبد، وخير شاهد اثبات على ذلك رفضه نشر عمود بعنوان "السيد النائب" تناول فيه الكاتب منح الزميل علي حسين منصب نائب رئيس التحرير، واجبر الكاتب على تقديم عمود بديل مع جرة اذن وتوبيخ وقول "الجريدة ليست مساحة للمجاملات"، يا عمي بعد شلون تصير الديكتاتورية؟.
فشل الانقلاب وعادت الامور طبيعية، بحكمة القائد الميداني علي حسين وبجهود جاره الزميل علاء المفرجي ، ورفعة عبد الرزاق ، ومازن الزيدي وغيرهم ومن تطوع من الاقسام الاخرى فتم التعرف على موعد ساعة الصفر، واندحر الانقلابيون يجرون اذيال الخيبة ، وفشل مسعاهم في تنفيذ انقلاب في المدى القريب وحتى البعيد للاطاحة بنظام البصمة ، والسماح للمدخنين بتناول ما يعادل سيجارتين في الساعة الواحدة في قاعة التحرير.
من حق جميع العاملين في المؤسسة وبلا استثناء معرفة الشخصيات التي كانت تخطط لتنفيذ انقلاب في "المدى" القريب لكشف صفحة الغدر والخيانة ، ومن المتوقع ان المطالبات ستستمر ، وعندما يعلن القائد الميداني علي حسين زف بشرى اعتقال الراس المدبر للانقلاب و"شره على الحبل " سينتظرون قرارات التصحيح، وانزال اقسى العقوبات بصاحب فكرة منع منح العاملين مكافآت مالية في عيد "المدى".
انقلاب في "المدى" القريب
[post-views]
نشر في: 4 أغسطس, 2013: 10:01 م