TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مـا يطلعلـك

مـا يطلعلـك

نشر في: 4 أغسطس, 2013: 10:01 م

عندما قلت عن المالكي في عمود الأمس "أنه مرسي بلباس آخر" ما كنت قد قرأت بعد دعوته الى تحويل العراقيين مشاريع للموت من أجل ان يبقى بكرسيه. ولو كنت قد قرأته لما ترددت في إضافة و "أنه صدام بثوب جديد". الرجل قال وبصريح العبارة "سنبقى نحن مشروع استشهاد، كل منا ينبغي أن يكون مشروع استشهاد". قرأت تصريحه فكدت انهار مثل ذلك المحلل السياسي المصري، الذي انهارت أعصابه وهو على الهواء، حين سمع خطاب مرسي الأخير.
أردت واحدا من "اللوامة"، خاصة ممن يدعون الثقافة والشجاعة معا، ان يقول له أحرجتنا أو "خزيتنا" نحن المدافعين عنك فلم اجد. استثني منهم واحدا من المقربين "لدولته" واحيي به شجاعته ونكرانه لذاته اذ كتب له على الفور في صفحته على الفيسبوك: " دولة الرئيس كنا نعتقد ان هذه العبارة سوف تسقط من حياتنا بسقوط صدام أو بعد سقوطه بسنوات ، لكن يبدو أنها الثابت الوحيد في حياتنا".
لم يكف "دولته" ما خسرناه من ارواح كانت في شهر أيار الماضي، لوحده، تفوق ما خسره السوريون. ولم يأبه بهروب المئات من عتاة القتلة من السجون ليزيدوا البلد، الغارق بالدم، غطّة. نسي هذا كله ليعلن، دون ادنى خجل من ضحايانا ودمائنا وليضحك على عقولنا، ان الأمن لم ينهر بعد. يريد القول ما دمت في الكرسي وما دامت الخضراء سالمة غانمة فلا انهيار. مثل صدام بالضبط. كان يقول انه انتصر في ام المعارك لانه بقي على كرسيه ولان القصر الجمهوري عامر.
نعم، يا دولة الدولات" هناك من يليق به" ويطلعله، ان يدعو الناس لتكون مشاريع للشهادة لانه هو كذلك بالفعل. هذه لا يحق لأحد قولها الا من كان من وزن الامام الحسين. عندما قال الحسين لصحبه "قوموا الى الموت يرحمكم الله" كان هو اول القائمين، وكان اول الشهداء ابنه علي الأكبر. فلو كان الحسين مثلك، وحاشى أن يكون، قد قالها وظل مختبئا بقلعة محصنة يحمي بها نفسه وعياله وترك اصحابه يجابهون الموت لوحدهم، لن نجد اليوم من يذرف عليه دمعة واحدة.
ما يطلعلك ان تتغزل بالشهادة وتدعو الناس للموت وانت تخاف ان تتمشى بشارع من شوارع بغداد. وحتى يطلعلك، أخرج من الخضراء وحولها الى مساكن لذوي ضحايا الارهاب وعش بين الناس وامشي معهم حاملا بندقيتك كما كان يفعل هوشي منه في فيتنام.
لقد قال مرسي في خطابه الاخير بعضا مما قلت فخرج عليه المصريون كالطوفان البشري ليزيحوه من كرسيه. عتبي على شعب تدعوه للموت وقد ضحى بما لم يضح به شعب من خلال ولايتيك، ويسمع منك هذا ويسكت.
حبّاب، عد الى كرسيك، الذي صار دينك ودنياك، واترك الناس للموت. أحضنه .. قبّله .. غنّه:
ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
أما أنا فسأبحث عن سلمان المنكوب كما العراق ليغنيني:
منين أجيب الجابته أمي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ahmed ahmed

    احسنت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram