TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كفاك صُراخاً يا ثائر!

كفاك صُراخاً يا ثائر!

نشر في: 5 أغسطس, 2013: 10:01 م
تعودنا منذ زمن طويل ان يكون مدرب اي فريق سواء كان منتخبا او فريقا محليا وعلى مر الازمنة متحليا بأخلاق عالية وفراسة وفطنة وثقافة وادراك ووعي وصبر وغيرها من الصفات التي من شأنها أن تجعله قدوة لجميع اللاعبين الذين يسيرون خلفه ويحذون حذوه , فبالتأكيد انه الاكبر والارجح عقلا من جميع من يسير خلفه بحكم عمره وسعة صدره وخبرته الطويلة في الملاعب سواء المحلية او الدولية .
لكننا عندما نفاجأ بأن يتعرض مدرب الفريق الى حالة طرد من قبل حكم المباراة بسبب تصرف مرفوض قام به ازاء الحكم أو مدرب الفريق الخصم او الجمهور او غيرهم من المتواجدين داخل ملعب المباراة , فتلك حالة محيرة تماما ، بل انها تشكل حالة غير حضارية وغير صحية من الممكن ان تقلل من قيمة هذا المدرب او حتى تؤثر سلبيا على اداء ونتائج فريقه الكروي الذي ينافس في بطولة الدوري .
ما بالنا عندما نرى المدرب ثائر أحمد الذي يقود كرة فريق بغداد خلال منافسات الموسم الحالي من دوري النخبة قد تعرض الى حالات طرد عدة من قبل عدد من الحكام بسبب صراخه المستمر تجاههم , فمن غير المنصف ان نقول ان جميع الحكام الذين اشهروا البطاقة الحمراء بوجه هذا المدرب هم مخطئون , وقد يكون احدهم مخطئا بحقه سواء بقصد أو بغير قصد , لكن ان يشهر تلك البطاقة عدد من الحكام هذا أمر غير طبيعي ويجب الوقوف عنده , فكيف لهذا المدرب ان يقود فريقا بحجم وسمعة واسم فريق بغداد ان تهتز صورته في كل مباراة يخوضها فريقه والطامة الكبرى نشاهده يُطرد من المباراة سواء كان فريقه فائزا او خاسرا للمباراة , وصار أمرا طبيعيا ان نشاهده يصرخ من على مدرجات الملعب , لا أعرف كيف يتعامل لاعبو الفريق الذي يقوده أحمد مع تنفيذهم للواجبات والخطط التكتيكية التي يرسمها لهم وهم يشاهدونه في كل مباراة يُطرد أمام مرأى الجميع !
كنا في زمن مضى نرى اللاعب الذي يتعرض للطرد لا يستطيع مواجهة الجمهور وحتى لاعبي فريقه بعد حالة الطرد كونه يشعر بالندم أزاء الخطأ الذي ارتكبه أو الاساءة التي صدرت منه لتكون تلك الحالة بمثابة الدرس القاسي الذي يحاول من خلاله تصحيح مسار حياته , لكننا اليوم أمام حالة فريدة من نوعها عندما نرى مدربا يقود فريقا دخل بقوة هذا الموسم وقد شاهدنا بأم عيوننا كيف بذخت ادارة ناديه اموالا طائلة لأجل ضم هذه النخبة من اللاعبين الذين مثلوا فريق بغداد هذا الموسم وتوقع الجميع ان يكون الحصان الاسود في بطولة الدوري وانه سينافس عاجلا أم آجلا على زعامة فرق النخبة وخطف اللقب لكن سرعان ما شاهدنا الفريق يمر باسوأ حالاته وهو يستقر في مركز لا يتلاءم مع ما صُرفت له من اموال طائلة وفي كل مباراة نشاهد مدربه متشنجا مرهقا يصرخ خلال 90 دقيقة ولا يعجبه العجب ولا الصيام بشهر رجب معللا اخفاقه في بلوغ مركز جيد بلائحة ترتيب فرق الدوري بان الحكام ظلموه وظلموا فريقه لذلك عادة ما نشاهده يطرد من المباريات وكان آخر طرد تعرض له خلال مباراة فريقه امام فريق اربيل في الجولة الماضية وانتهت لصالح فريقه بهدف نظيف .
كلمة اخيرة نقولها للمدرب ثائر احمد كفاك صراخاً ودع النتائج تتحدث عن مهارة وابداع المدربين , وتطلع الى راضي شنيشل وثائر جسام والسوريين حسام السيد ومحمد قويض كيف تمكنوا من قيادة فرقهم الى بر الامان من دون صراخ وبطاقات حُمر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram