لم تكُن المرّة الأولى، التي يُؤكّد فيها الشيخ حسن نصر الله، أولوية انتمائه المذهبي على الديني، رغم أنّه اعتاد التهجّم على الطائفية، باعتبارها داءً يُهدّد المنطقة، فقد أفصح سابقاً أنه جندي في جيش الثورة الإيرانيّة، وأنّ حزبه يسعى لتحويل لبنان إلى جرم صغير يدور في فلكها، لكنها الأولى التي يُزاوج فيها بين انتمائه المذهبي، وتحرير فلسطين كُلّها، ورغم أنّه دفع بآلاف من مقاتلي حزبه "للجهاد" في سوريا، فإنّه تجنب في خطابة الأخير، أي همسة حول أزمتها، لمعرفته المُؤكدة أنّ هذا التدخل، ينسف عملياً كل ما كان يزعم عن وظيفة سلاح المقاومة، الذي تحوّل إلى بندقية إيرانية مذهبية، إضافةً إلى تجاوزه كل الأنظمة والقوانين في الدولة اللبنانية.
حاول نصرالله في خطابه يوم الجمعة، وهو يعزّز مواقفه بظهوره العلني بدل الشاشة العملاقة، الدفاع عن ارتهان حزبه لسياسات الولي الفقيه، بربط الشّيعة العرب كلهم بتلك السياسات، بهدف تحرير فلسطين، وكأنّ أبناء هذه الطائفة انسلخوا عن انتمائهم القومي، وباتوا خارج معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وكل الطموحات القومية، وأن عليهم نسيان الدور الإيراني في عراق ما بعد صدام، وقد عمّقوا فيه المشاعر الطائفيّة، القادرة وحدها على حجب أيّ مستقبل مشرق للعراقيين، ونسيان ذلك الدور في الوقوف ضدّ طموحات السوريين في الحريّة والديمقراطيّة، والتدخل السافر في شؤون اليمن، واحتلالها أراض عربية، وهكذا يفصح الشيخ عن طائفيته، ليس باعتبارها ظاهرةً إنسانيةً، تُعبّر عن التعدّدية في المجتمع، وإنّما بكونها مصدراً للمصلحة السياسية.
لبنانياً، وحيث يعتبر الجميع، باستثناء محازبي نصر الله، إعلان الرئيس ميشيل سليمان، بأنّ سلاح حزب الله غير شرعي، وينال من شرعيّة الدولة، وأنه يُوظف في مشاريع لا تخدم لبنان، بقدر ما تخدم طموحات إقليميّة، هذا الخطاب الوطني استفزّ الشيخ، وكان الرد رسالةً صاروخيّة للرئيس ولمن يعنيه الأمر، لكن ذلك لم يمنع سليمان من التمسك بموقفه، بسبب تمادى الحزب في العمل خارج الحدود، مع ما يعنيه ذلك من توريط للدولة اللبنانية مع محيطها العربي والمجتمع الدولي، الرافض لتوجهات الحزب الطائفيّة السياسيّة، والنتيجة أنّ هناك توجهاً جدياً للاستغناء عنه في تشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن عرض تيار المستقبل، عدم الاشتراك في التشكيلة الوزارية، من أجل مساعدة تمام سلام في تشكيلها، بعد أن ظلّ لبنان شهوراّ في حال فراغ سياسي في هذا الإطار.
ليس سراً أن الحزب بات مُشكلة كلّ اللبنانيين، بعد أن تأكّدت مخططاته، في فرض حكومة من اختياره بالتخويف والتخوين، ورفعه سلاحه في وجه بقية اللبنانيين، بحجة المقاومة، مع أنّ آخر عملياته ضدّ إسرائيل كانت قبل سنوات، وأدّت إلى دمار هائل للبنان، ومنحت "العدو" وصاية على السماء والبحر، وبسبب سياساته المستفزة للسياح والمستثمرين، تعطّلت مصالح البلاد، وتوقّفت الخدمات، وضُربت مصادر رزق المواطن العادي، شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو درزياً، فاستقطب عداءً عاماً، ليس من السياسيين وحدهم، وإنّما من كل الذين يدفعون ثمن خطاياه، التي ضيقت عليهم حياتهم، وأضرّت بمصالحهم، عدا توتيرها وتسميمها أجواء وطن الأرز.
خطاب نصر الله الأخير، وهو يتمسك بطائفيته، دفاعي رغم محاولته إظهاره هجومياً، فليس هناك عاقل يُدافع عن الطائفية، حتّى وإن غلّفها بهدف تحرير كل فلسطين.
جميع التعليقات 3
ابو هبة
ان هذا الشيطان الذي يتغنى بالمذهب والطائفية ما إلا امتداد للمشروع الأمريكي الصهيوني لطمس الهوية العربية و القومية على يد حزب الشيطان ، وهو يزج عملاءه ومليشياته لقتل الشعب العربي السوري ، لا سامحك الله إيه الشيطان حسن وحزبك الشيطان !!! ابو هبة
سامي
نعم انه طائفي بامتياز ويحمل كل احقاداسياده الفرس المجوس عبدة النار على الاسلام الحقيقي كون اجدادهم دخلو الاسلام بالسيف وعلى يد اسيادهم العرب فمنذ ذلك الوقت وهم يناصبون العرب العداء....وعن طريق هذا الحسن وامثاله الكثر في العراق وبقية الدول العربيه جلبو الم
سامي
حسن نصراله مراوغ من الطراز الاول وثعلب ماكر فهو يتكلم باسم العروبه والاسلام ولكن يذبح ابناء سوريا ونسائها بالسكاكين كما تذبح الخرفان ويناصب السعوديه وقطر العداء بل كل العرب ويتكلم عن تحرير فلسطين انه يراوغ كما تروغ الثعالب ولم تعد اكاذيبه تنطلي على احد وا