يقول السائق غازي عبود البغدادي : في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تفاقم حالات الوضع الأمني بسبب التفجيرات التي حصلت صرت أجد صعوبة بالغة في استحصال الرزق .

ويضيف ، في حديثه لـ "المدى "، خرجت اليوم من البيت الساعة الخامسة صباحاً حيث ملأت سيارتي وقوداً بكلفة 25 الف دينار من الباب المعظم وبعدها توجهت الى الكاظمية ، واستغرقت الرحلة اكثر من ساعتين بسبب السيطرات وقطع الطرق وكثرة الزحامات. مشيراً الى نفاد نصف كمية الوقود .

فيما يشكو صاحب محل بيع الكماليات وائل صبيح من تأخر تصريف بضائعه خلال هذه الفترة ويقول صبيح : جراء قطع الطرق والاجراءات الأمنية لم استطع تصريف بضاعتي لعدم خروج الناس للتبضع فهم في حالة رعب وخوف من مغادرة منازلهم.

ويوضح لـ " المدى " : الحالة كما ترى هدر في الطاقة والوقت من دون استثمار وهذا بسبب أزمة قطع الطرق الازدحامات وترهل الوضع الأمني .

في أثناء ذلك كانت تستمع الينا المواطنة أم فاتن فشاركتنا الحديث وقد خنقتها عبرات البكاء، 

بالقول: بالأمس كادت ابنتي تموت بين يدي وانا أحاول إيصالها الى المستشفى وسط زحام السيطرات وقطع الطرق. 

ومن جانبه يقول المواطن علي البياتي صاحب محل مخللات: ان "الضرر الذي يلحق بي خلال خلال قطع الطرق يتمثل في صعوبة نقل البضاعة من المخزن الى المحل, ومن ثم الى الوكلاء الذين يتعاملون معي. 

ويضيف لـ (لمدى) ، هناك تأخير وضياع كبير للوقت مصحوباً بعناء الانتظار ومضاعفة أجور النقل.فقد خسرت زبائني بسبب هذه الاجراءات الأمنية الفاشلة التي ليس لها أي تأثير على الإرهاب .

ويبين: تعود زبائني على التسوق مني في وقت مبكر من الصباح لا يتجاوز الساعة الثامنة, وبسبب هذه الأزمة صرت اصل محلي بعد التاسعة فلم اعد اجد منهم واحداً يقف على بابي.

وتصف الأرملة أم احمد حالتها بمرارة بالقول : منذ عامين وانا اعمل منظفة في مكتب تجاري وكنت ملتزمة في الحضور قبل الساعة الثامنة صباحاً.. 

وتضيف ، لكن خلال هذه الفترة وبسبب الازدحام وقطع الطرق صرت أتأخر عن الحضور في الوقت المقرر, وتكرر تأخري لأكثر من ثلاث مرات, بالامس فوجئت بانهاء خدماتي, وتم طردي من العمل 

وتبدي المواطنة ماجدة اسماعيل تذمرها من الإجراءات الحالية التي حصلت بعد الأوضاع الأمنية الأخيرة وهي تقول في حديث للمدى: لدي خمسة أطفال أكبرهم يبلغ تسع سنوات وزوجي يعمل حمالاً في الشورجة, 

وتضيف :خلال هذه الأيام شهدت اسعار الخضروات ارتفاعاً بسبب قطع الطرق وتأخير وصول البضاعة كما يقولون بأنها تصل السوق بصعوبة بالغة وبأسعار مضاعفة.

يذكر أن الوضع العراقي بات اليوم، على مفترق طرق، من جراء تواصل الأزمات السياسية من دون حلول مناسبة، وتفاقم الأوضاع الأمنية لاسيما خلال الأيام القلية الماضية، بنحو ينذر بعودة "العنف الطائفي" الذي ضرب البلاد خلال سنوات 2006-2008، إذ شهدت معدلات العنف لاسيما في بغداد، منذ مطلع شباط 2013، تصاعداً مطرداً.

وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق، ذكرت في (الثاني من أيار 2013 الحالي)، أن نيسان الماضي، كان "الأكثر دموية" منذ حزيران 2008، وأكدت أن ما لا يقل عن 2345 عراقياً سقطواً بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد، لافتة إلى أن محافظة بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررا إذ بلغ مجموع الضحايا من المدنيين 697 شخصا (211 قتيلا و486 جريحا)، تلتها محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى والأنبار"، مشيرة إلى أنها اعتمدت على التحريات المباشرة بالإضافة إلى مصادر ثانوية موثوقة في تحديد الخسائر بين صفوف المدنيين".

واستمر ارتفاع الخط البياني لنزيف الدم العراقي منذ مطلع أيار الحالي، على وقع التصعيد السياسي الخطير، في العديد من المحافظات، لاسيما الست التي يتواصل فيها الحراك الجماهيري المناوئ للحكومة منذ (الـ21 من كانون الأول من العام 2012 المنصرم).