جاك ينكلسون في الـ 76 من عمره، وقد لا يضع خططا لمستقبله في السينما وهو في مقتبل هذه المرحلة من حياته. وقد يخطئ القارئ في هذا المجال ، خاصة بعد عرض فيلم (ملك حدائق مارفن ) فلا السن او الثـراء الواسع قد جعلا ينكلسون يهدأ او يرتخي.
الامور كافة كانت هادئة امام جاك ينكلسون في الاونة الاخيرة، فما هو الشيء الذي يبغيه ،هل انه انصرف عن الحياة العامة؟ ولكن احدى الصحفيات شاهدته مؤخرا وهو يشق طريقه بين الجمهور(اصلعا، ضخم الجثة) في حفل لفرقة الرولينغ ستونز.

اجل ان جاك ينكلسون ، ما زال يمارس دوره كرجل في المقدمة ، كما ظهر في حفل توزيع جوائز الأوسكار الاخيرة، او عند حضوره مباريات (الباسكت بول)

ومع ذلك فان وجوده في عالم السينما لم يعد كثيرا ، ما عدا دور صغير في فيلم( كيف تعلم؟)عام 2012 وهي قصة رومانسية فهو لم يظهر في دور كبير منذ فيلم(قائمة الجردل)2007 حيث تقاسم البطولة مع مورغان فريمان في دور مريضين بالسرطان، حيث وجدناه يتمنى تحقيق قائمة طويلة من الرغبات قبل الموت.

ومن افلامه الاخيرة ايضا، (الراحل) اخراج مارتن سكورسيزي 2006 حيث يؤدي دور رئيس عصابة نال عبره ثناء النقاد وترشيحا لجائزة الأوسكار.

ولد جاك ينكلسون عام 1937 وكان ذلك العام جيدا بالنسبة لنجوم هوليوود من الرجال، اذ ولد ايضا في نفس ذلك العام كل من وارن بيتي، داستن، هوفمان وروبرت ريد فورد. وقد ترك بيتي عالم التمثيل مع نهاية القرن العشرين ، وهوفمان يقسم اوقاته ما بين التمثيل والاخراج، فيما نجد ريدفورد يكافح مع مؤسسة(صن دانس) للافلام ويمثل في افلام جيدة، ولكنها لاتبقى في البال .

ومن بين تلك الاسماء، نجد ان ينكلسون وحده، يبدو مستقبله واضحا، فهو في 76 من عمره، ولا يحتاج لشيء كما يبدو.

وان عدنا الى افلامه التي لم تحقق نجاحا كبيرا نتوقف عند (ملك حدائق مارفن) 1971وهو واحد من الافلام التي عمل فيها مع صديقه المخرج بوب رافيلسون. انه ليس فيلما كبيرا، ولكنه ارتبط بينكلسون عبر مشهدين مؤثرين فيه.

وعندما اصبح ينكلسون نجما شهيرا، كان قد تعرف الى المهام المتعلقة بالفيلم، اذ كان قد كتب وانتج ومثل في العديد من الافلام التي تعتبر من الدرجة الثانية ، عبر اعوام الستينات وكان معروفا لدى عدد من المخرجين ومنهم رافيلسون، الذي كتب له سيناريو فيلم (القرود) .

واول نجاح لينكلسون بشكل واسع كان في فيلم(الراكب السهل) عام 1969 حيث يؤدي دور محام مدمن على الشراب يلتقي بالطريق براكب الدراجة بيتر فوندا يمثل الدور دنيس هوبر.

وقد رشح ينكلسون للاوسكار للمرة الاولى عن ذلك الدور. فيلمه الثاني قدم له الترشيح الثاني (خمس قطع مريحة) 1970 ويقوم فيه بدور شاب موهوب موسيقيا، وينفق ثروة عائلته ، وينتقل من عمل الى اخر.

وبدات انذاك ملامح فنان كبير تظهر في ادائه ، وتأكد ذلك الامر عبر فيلم (قال، قد السيارة) الذي كتبه وأخرجه ولم يحقق نجاحا كبيرا.

وجاك ينكلسون هو الممثل الذي حصل على اكبر عدد من الترشيحات لجائزة الاوسكار. وجاءت في تلك المرحلة ادواره الكبيرة والرائعة، ومنها ( المدينة الصينية) طيران فوق عش الوقواق. و(بريق) و(حمر). وكان تمثيله رائعا حتى في الافلام الاقل نجاحا، مثل (شروط المحبة)و(ذئب).

كما ان ينكلسون ، تواصل مع جيل جديد من المشاهدين عبر دوره ( الجوكر) في فيلم تيم بيرتون،(الخفاش) 1989.

فلا التقدم بالسن او الثراء الواسع جعلا ينكلسون يهدأ او يرتخي . وفيلميه مع شون بن الذي قام بمهمة الاخراج ،(الحرس العابر) 1995 و(عهد) 2000 من افلام الميزانيات الصغيرة، ولكنهما جيدان.

وجاك ينكلسون، قد اعطى قيمة جديدة لادوار الرجل المسن المتذمر، وقد منح جائزة الاوسكار لدوره في (جيد حسبما يقدر) 1997 الذي شاركته البطولة فيه هيلين هنت، وفيلمه الاخر (عن شميدت) 1992 .

وبالنسبة لمعاصريه من النجوم، كان ريد فورد يتمتع بالوسامة، وكان نجما كبيرا في مرحلة من الزمن، في حين كان هوفمان مقبولا وقادرا على تغيير شخصياته في الافلام. اما بالنسبة لجاك ينكلسون ، فكان الاكثر اثارة من الاخرين. ويوجد في الوقت الحالي العديد من الممثلين الجيدين في افلام هوليوود، ولكن لا احد منهم قادر على تمثيل دور والسيطرة على الجمهور مثل جاك ينكلسون.

ويبزغ سؤال امامنا: ما الذي سيفعله جاك وهو في الـ 76 من عمره ؟ هل يمضي حياته بهدوء، ام يشعر بالحنين الى السينما!