اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > مواجهة حوادث اطلاق النار والتدريب الجماعي

مواجهة حوادث اطلاق النار والتدريب الجماعي

نشر في: 12 أغسطس, 2013: 10:01 م

يمثل التدريب المتواصل لضباط الشرطة عنصرا رئيسيا ومهما في تمتعهم بالكفاءة في القيام بمختلف المهام الموكولة اليهم، خاصة المهام المشتركة مع زملائهم، والتي تتم في ظروف صعبة قد يكونون خلالها مصابين بالإجهاد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة والفعالة

يمثل التدريب المتواصل لضباط الشرطة عنصرا رئيسيا ومهما في تمتعهم بالكفاءة في القيام بمختلف المهام الموكولة اليهم، خاصة المهام المشتركة مع زملائهم، والتي تتم في ظروف صعبة قد يكونون خلالها مصابين بالإجهاد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة والفعالة.
ومنذ الحدث المأساوي الذي شهدته احدى المدارس في مدينة كولومباين بولاية كولارادو الامريكية في نيسان1999 عندما تم اطلاق النار على التلاميذ، ما ادى الى مقتل اثني عشر تلميذا وإصابة عشرين اخرين، ظهر العديد من النظريات والأساليب المتعلقة بكيفية تطبيق القانون واستخدام الرد المناسب في حال التصدي لحوادث مماثلة.

في البداية، يمكن الوقوف امام التكتيكات العسكرية التي عادة ما يمارسها ضباط الشرطة، حيث يتم التركيز على مركز التشكيل العسكري، وجوهره، حيث كان يتم اللجوء الى هذا التشكيل عندما تكون قوة وموقع العدو غير معروفين.
كما يتصف هذا التشكيل بقدرته على توفير قوة ميدانية ضخمة وتوجيهها الى الجهة المعادية، بينما يتحرك التشكيل الشرطي عبر منطقة حافلة بالخطر.
هذا التشكيل يمكن اعتباره بمثابة رد أولي لإنفاذ القانون، حيث يتم تحريك مجموعة من الضباط بشكل سريع وفعال الى موقع المواجهة. وفي الوقت نفسه التأكيد على ان العديد من الاجهزة المختلفة لا تزال تتبع هذا النموذج.
الرد المتعدد لضباط الشرطة
مع مرور الوقت بدأ العديد من الأجهزة في اجراء تعديلات على التشكيل المستخدم وتطويره الى تشكيل اخر اخذ حرف (T)، والذي يحقق الأهداف ذاتها التي يقوم بها مركز وجوهر التشكيل، الا انه بدلا من ان تكون الأجنحة الداعمة تقف خلف الضابط الذي في المقدمة، فانها تتجه الى الامام بهدف توفير الحماية له خلال عبورهم مناطق الخطر مثل الأبواب المفتوحة او الممرات.
كما ان هنالك وسائل مختلفة يتم اتباعها في المناطق الخاضعة لمسؤولية أعضاء الفريق، إلا ان معظمهم يتفقون على قيام ضابط المقدمة بحماية موقعه، بينما يقوم الضباط الموجودون في المؤخرة بتوفير الحماية للمنطقة الواقعة بين المقدمة والمؤخرة.
وفي حال حدوث انحراف في حركة ضباط الأجنحة خاصة الذين يشاركون في تغطية عبور الضباط الذين يضمهم جناحا التشكيل، فان الجناح الايمن يعمل على تغطية الفتحات المؤدية الى اليسار، ومن ثم يقوم الجناح الايسر بتغطية المناطق المفتوحة المؤدية الى المنطقة اليمنى.
وفي الوقت الذي يؤدي هذا الموقف الى اعطاء ضباط الأجنحة مجالا اوسع من الرؤية والرأي عند الاقتراب من الفتحات، مما يترك ضابط المقدمة في وضع غير مستقر وحافل بالخطر، خاصة اذا قام ضابط او اكثر بالاشتباك الذي قد يتسبب في حدوث تهديد مميت، وهناك خيار اخر، وهو يمثل وسيلة مفضلة، ويتضمن قيام الأجنحة بتوفير الأمن لعناصرها والتخلص من أية إمكانية لوقوع نيران صديقة.

مزايا وفوائد التدريب الجماعي
يرى الكثير من ضباط الشرطة انهم لم يتعودوا على ممارسة عملهم بشكل جماعي او ضمن فريق باستثناء المشاركة أحياناً في وحدة خاصة، ولهذا يجب الاتفاق على ان اول ضابط يصل الى مسرح اطلاق النار يجب ان يكون ضابط دورية او مرور، واحيانا قد يكون مرتديا ملابسه المدنية.
ومن المؤكد، ان هؤلاء الضباط لم يتلقوا تدريبا على استخدام التكتيكات الجماعية وهو امر يدعو الى اخضاعهم الى هذا النوع من التكتيك وعدم الاكتفاء بذلك بل وممارسته أيضاً.
ويمكن تطبيق الاسلوب التكتيكي الذي تم التدريب عليه بشكل جماعي من جانب ضابط او اثنين او اكثر، حيث يختلف الأمر عندما يخضع ضابط بمفرده للتدريب، واحيانا تتشابه هذه الاساليب التي يتدرب عليها الضباط بشكل جماعي او منفرد مع ملاحظة ان الضابط خلال قيامه بالرد بشكل منفرد لا يكون قلقا تجاه أي اتصال او تنسيق مع باقي الضباط، ولكن يكون عليه اللجوء الى الحذر والحيطة من بيئة قد تشكل خطرا حقيقيا عليه. هذا الضابط، اذا لم يكن قد تدرب على العمل الجماعي خلال وقوع الأزمات، فانه سيجد نفسه عرضة لارتكاب الأخطاء، ويجب ان يدرك ضابط الشرطة انه اقسم اليمين على حماية أرواح الأبرياء والدفاع عنهم، ولكن في الوقت نفسه عليه ان يحافظ على حياته، والا يعرضها للخطر، طالما انه قادر على تجنبه. وعليه أيضاً ان يجري تقييما جيدا للموقف وان يجمع المعلومات، وان يقوم بالهجوم وفقا لاستراتيجية واضحة وحافلة بالمزايا، وان يكون قادرا على حماية ارواح الاخرين من دون تعريض حياته للخطر.
ان ضابط الشرطة عليه ان يدرك أهمية الخضوع لتدريبات جماعية على وسائل التصدي للحوادث خاصة ما يتعلق باطلاق النار، وان يدرك جيدا ان الهدف النهائي لتلك التدريبات هو تمكينه من اداء عمله بفاعلية وقوة، بحيث يحمي الأبرياء ويتصدى للمجرمين ومن ثم يعود الى أسرته سالما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram