نادي الشرطة من دون شرطة ! عبارة قالها رئيس نادي الشرطة الرياضي إياد بنيان عندما اتصلت به لمعرفة شعوره وما سيتحدث به أزاء الفوضى التي رافقت مباراة فريقي الشرطة ودهوك الاخيرة التي جرت على ملعب نادي الشرطة في الجولة 14 من المرحلة الثانية لدوري النخبة وانتهت شرطاوية بنتيجة (4-3) , خصوصا بعد ان شاهدنا هناك هرجاً ومرجاً اجتاحا المستطيل الأخضر وهددا ديمومة تلك المباراة الكبيرة بكل شيء التي أفصحت عن قدرة لاعبي الفريقين على اثبات قدراتهم التهديفية لما آلت اليه نتيجتها التي سجلت خلالها سبعة اهداف جميلة جدا أثبتت علو كعب الكرة العراقية وعراقة انديتنا على مواصلة العطاء برغم حرارة الجو التي رافقها صيام الكثير من لاعبينا ومدربينا وحكامنا ومشرفي مباريات الدوري وجمهورنا العزيز .
بنيان تحدث كما عهدناه بدماثة أخلاقه العالية وابتسامته البريئة التي ترتسم على محياه والتي تعبر عن دبلوماسيته العالية التي قلـَّما نجدها في المسؤولين عن الرياضة العراقية لاسيما ان البعض منهم لم يتعب نفسه ويرفع سماعة الهاتف عند الاتصال به , لكن بنيان كعادته تجرأ بكل فصاحة وكل ثقة وكل شجاعة ليعترف بالخطأ الذي ارتكبته حماية الملعب عندما تصرف نفر ضال من جمهورنا العزيز ويؤسفنا ان نقول ضال كونه قام باعمال مرفوضة جدا عندما سمح لنفسه اختراق ملعب المباراة ونزل الى المستطيل الاخضر ليعبر عن فرحه بتسجيل فريقه اهداف تلك المباراة أمام دهشة كل من شاهد هذا المنظر غير الحضاري وغير الصحي الذي لا ينمّ عن ثقافة وحضارة جمهورنا الكريم وتحديدا هؤلاء الذين تصرفوا بتلك الاعمال التي لا تختلف عن اعمال الشغب سوى انها كانت سلمية تعبر عن الفرح .
العراق الان امام اختبار كبير وولادة عسيرة قد تسفر عن وليد مشوه يُلقي بظلاله على جمالية كرتنا ويحرمنا لردح آخر من الزمن كما حرمنا من قبل , واتوقع ان عدم سيطرة رجال الملاعب على حركة الجمهور وتصرفاته ستؤثر سلبيا على قرار (فيفا) في تأكيد قراره بالابقاء على الحظر المفروض على كرتنا في ان تتدحرج داخل ملاعبنا الخضراء لنبقى بعيدين عن العالم الكروي الذي كم تمنينا ان نصبح جزءاً منه .
بنيان قالها بالفم المليان نادي الشرطة من دون شرطة في تلك المباراة , وهذا اعتراف جميل يجعلنا نرفع القبعة لهذا الرجل المعروف بصراحته التي هي سر نجاحه ، فاحترافيته لمهنة رئاسة النادي ومن معه من اعضاء الهيئة الادارية للنادي هي من اوصلت فريق كرة القدم الى قمة الهرم النخبوي بجدارة , فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان نأخذ من تصرف بعض جماهير النادي مأخذا يُحسب على رئيس واعضاء ادارة النادي الذين دأبوا كثيرا لأجل الوصول برياضة النادي الى شاطئ الامان وها هي بوادر طموح اهل القيثارة الخضراء بدأت تتحقق الواحدة تلو الاخرى بعيدا عما تصرف به هذا النفر الضال من جمهور النادي ولو ان ما قام به البعض من المحسوبين على جمهور نادي الشرطة قد نراه لا يُسيء ولا يخدش الحياء بقدر ما انه كان تصرفاً غير محسوب جراء انفعال هذا الجمهور تعبيرا منه لحالة الفرح التي غمرته على اثر المستوى العالي الذي قدمه لاعبو الشرطة والاهداف الاربعة التي سجلوها في مرمى فريق دهوك لينعكس سلبيا على دهشة هؤلاء الناس ويجعلهم ينزلون ارض الملعب من دون اي رادع ويقبلون لاعبي فريقهم وسط دهشة الجميع خصوصا ان المباراة كانت منقولة مباشر عبر قناة الرياضية العراقية .
كلمة اخيرة نوجهها الى ادارة نادي الشرطة , مبارك عليكم هذا التألق وتحية لك يا بنيان ومن معك لتلك الاحترافية التي عجز كل من قاد كرة الشرطة ان يصل الى ما وصلتم اليه , لكن بالوقت نفسه نقول لكم لا تتركوا الحبل على الغارب لان المسيرة طويلة والطريق شائك والمهمة لم تنتهِ بعد.