صرخة استغاثة صدرت من امرأة في السبعين من عمرها في حي العامل بجانب الكرخ من العاصمة بغداد ، عندما أخبرها الأبناء بأن الإرهابيين فجروا سيارات مفخخة مساء السبت الماضي فقالت " دخيلك يا إرهابي " ووجهتها إلى من يستهدف العراقيين ، بعد أن شعرت تلك المرأة بأن الأجهزة الأمنية عاجزة عن إيقاف الموت المجاني المنتشر في العراق في ظل اعتماد خطط عقيمة ، أسفرت عن قتل وإصابة المئات خلال شهر واحد .
ليس من المعقول إطلاقا طلب الرحمة من القتلة ، واستغاثة المرأة تعبر عن إحباط الملايين من الأمهات بإمكانية العيش في ظروف أمنية مستقرة ، تمنح للأبناء والأحفاد الشعور بالأمن والأمان في بلد مضطرب سياسيا ، ويشهد صراعات على الصعد كافة ، فيما بدت الطبقة الحاكمة عاجزة عن حماية مواطنيها ، واكتفت بتوجيه الاتهامات لدول الجوار بدعم وتمويل الجماعات المسلحة بتنفيذ عمليات إرهابية ، والتصريحات في هذا الشأن مستمرة ، وكان آخرها ما أعلنه القيادي في حزب الدعوة الإسلامية رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب النائب عن ائتلاف دولة القانون حسن السنيد ، عندما قال ان السعودية وقطر والأردن تتورط بدعم الإرهابيين والتكفيريين والصداميين.
علما ان الحكومة قد أبرمت مذكرة تعاون أمني مع السعودية ، وأكثر من مسؤول عراقي زار المملكة مؤخرا ، وتم الاتفاق على تبادل المعتقلين. أما الاتفاق مع الأردن فتمثل بمنحها النفط العراقي بأسعار أقل ، لغرض تحقيق المزيد من التعاون بين البلدين، على قاعدة "نفط العرب للعرب" لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي ، على حساب مصالح الشعب العراقي ، وعلى مدى عشرات السنين .
قبل حلول شهر رمضان أعلن قائد قوات الدفاع الجوي اعتماد الطائرات المروحية ، مراقبة حدود العراق الغربية ، لمنع حالات التسلل إلى الأراضي العراقية ، وبعد فرار السجناء من أبو غريب والتاجي شهدت المناطق القريبة من السجنين ، المعروفة باسم حزام بغداد ، عمليات تفتيش بحثا عن الإرهابيين ، وأعلن اعتقال المئات منهم ، فيما اكد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي استمرار عملية "ثار الشهداء" لحين القضاء على نشاط العناصر الإرهابية .
على الرغم من طابع التفاؤل والثقة في تصريحات المسؤولين والتحذير من التهويل الإعلامي في الإشارة إلى أعداد الضحايا ، تشهد بغداد حوادث عنف بشكل شبه يومي، وهذا ما دفع المرأة السبعينية في حي العامل إلى توجيه استغاثتها بالخطأ ، إلى الجهة المتورطة بالقتل في محاولة يائسة للمراهنة على ما تبقى من رحمة في قلوب أبناء الدين الواحد .
الحديث عن سوء إدارة الملف الأمني وتطهير الأجهزة الأمنية من المرتبطين بجماعات العنف ، وتفعيل الجهد الاستخباري، تتبناه عادة الأطراف المعترضة على الأداء الحكومي ، أما الطرف الآخر من أصحاب الاتهامات الجاهزة فيشخصون الخلل بالصراع السياسي وانعكاس تداعياته على حفظ الأمن ، وواقع الحال يشير إلى ان الطرفين يمارسان لعبة جر الحبل منذ تشكيل الحكومة الحالية وتقاسم المواقع والمناصب ، وليس فيهم من يستجيب لنداء العراقيين واستغاثتهم أو في الأقل يجيب على سؤال أين الخلل في تدهور الأوضاع الأمنية، ويا إرهابي دخيلك .
دخيلك يا إرهابي
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
المدقق
وانته شحامي حمامك على السعودية والاردن ؟؟ لو الحجاية مستكم بالصميييييييييييييييييييييييييم ؟؟؟ هزلت وتهزلت ؟؟؟