TOP

جريدة المدى > كردستان > مراسم وداع مهيبة لجثمان شاعر الحرية شيركو بيكه س

مراسم وداع مهيبة لجثمان شاعر الحرية شيركو بيكه س

نشر في: 12 أغسطس, 2013: 10:01 م

حزنٌ شعبي ورسمي ودموع تنهمر بعفوية وشهقات تنطلق بعد فشل محاولات كتمها في جنازة ليست اعتيادية فالراحل هو رمز معروف ترك بصمات وكلمات ساحرة يرددها الذين يعرفون لغته والذين لا يعرفونها في أنحاء العالم والذين يرفضون تصديق ان صاحب (مضيق الفراشات) و(إناء ال

حزنٌ شعبي ورسمي ودموع تنهمر بعفوية وشهقات تنطلق بعد فشل محاولات كتمها في جنازة ليست اعتيادية فالراحل هو رمز معروف ترك بصمات وكلمات ساحرة يرددها الذين يعرفون لغته والذين لا يعرفونها في أنحاء العالم والذين يرفضون تصديق ان صاحب (مضيق الفراشات) و(إناء الألوان) و (ساعات من قصب) وغيرها من عشرات الروائع قد رحل ولن يسطر كلمة اخرى يصف بها معاناة شعبه والظلم الذي تعرض له.

وتميزت جنازة سلطان الشعر الكردي شيركو بيكه س بالحضور الرسمي اللافت ومن اعلى المستويات منذ لحظة وصولة الى مطار أربيل الدولي اول من امس الاحد حيث كان في استقباله الدكتور فؤاد حسين ممثل رئيس إقليم كوردستان وعماد أحمد نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان وحتى مواراته الثرى في متنزة الحرية بالسليمانية ،امس الاثنين، وبحضور الشخصيات السابقة بالاضافة الى السيد كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كوردستان، والدكتور برهم أحمد صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني اضافة الى عدد كبير جداً من المسؤولين والنواب والشخصيات الرسمية في حين رافق وزير الثقافة والشباب كاوه محمود جثمان الشاعر الراحل والذي خصصت له طائرة خاصة لنقله من السويد حيث فارق الحياة والى إقليم كردستان.
وطاف موكب رسمي وشعبي بجثمان الشاعر الراحل في مدينتي أربيل والسليمانية في مراسيم وداعية للأرض التي احبها وذكرها في معظم قصائدة في حين كانت الشوارع تزدحم بالمودعين الذين يرفعون أيديهم وتنهمر دموعهم في وداع شاعر الحرية الذي قال عنه رئيس الجمهورية جلال الطالباني في تعزيته ( نفخر بدوره النضالي و ثقافتنا ستظل تفخر كثيراً بعطائه الإبداعي الذي تجاوز الحدود القومية والوطنية ليكون معروفاً على المستوى العالمي ويحظى باهتمام الأوساط الأدبية والنقدية والأكاديمية في كثير من دول العالم المعاصر).
وبيكه س المولود سنة 1940 في مدينة السليمانية هو نجل شاعر كردي كبير هو فائق بيكه س الذي اشتهر بقصائدة الجميلة الى جانب عملة الوطني منذ فترة مبكره والتحق شيركو بالحركة الكردية التحررية في أواسط ستينات القرن الماضي حيث عمل في اذاعة صوت كردستان وشارك في ثورة سنة 1974 وقبض عليه وابعد إلى منطقة نائية من محافظة الأنبار قضى فيها 3 سنوات وبعد تزايد الضغوط عليه اضطر الى مغادرة العراق في الثمانينات واستقر في السويد التي عاش فيها 5 سنوات وعاد بعد انتفاضة آذار 1991 وانتخب نائباً في اول برلمان لاقليم كردستان وتسلم حقيبة الثقافة في اول تشكيلة حكومية .
وتميز اسلوب بيكه س الشعري بنهجه الخاص الذي مزج بين القصص التاريخية والموروث الشعبي بالاضافة الى الحوار الدرامي واخرج للعالم قصائد تحكي عن المعاناة التاريخية للكرد ووصف عمليات الأنفال وقصف حلبجة ونضال البيشمركه في حين كان للحب والحرية نصيب ايضاً من قصائدة التي تنوعت بين النصوص المقتضبة والطويلة وكتب ايضاً المسرحية الشعرية وغيرها من الفنون.
انطلقت اعمال بيكه س وبقوة نحو العالمية واختيرت احدى قصائدة مع نبذه من حياته ضمن المناهج الدراسية المقررة في الولايات المتحدة وكندا، ونجد ان دواوينه مترجمة الى اغلب اللغات الحية في العالم مثل الانكليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية والهولندية والسويدية والدنماركية بالاضافة الى العربية التي يقول عنها الراحل (مرجعيتي الاولي، بعد اللغة الكردية هي اللغة العربية ومن خلال هذه اللغة تعرفتُ الي الآداب والثقافه العالميه.اي من خلال مكتبتها التي فتحت امامي كثيراً من النوافذ الشعرية والأدبية عربياً وعالمياً.دخلتُ الي هذا العالم من خلال ممرات مضيئه للابداع و اتذكر ان اول ما قراته وبصعوبه في الشعر العربي مستعيناً بالأصدقاء والقواميس كان نتاج شعراء المهجر واولهم جبران خليل جبران وبعد سنوات كان للسيّاب حضوره الدائم في حياتي الشعرية.
وحصد الراحل العديد من الجوائز وتم تكريمه في كبار ملتقيات الشعر والثقافة في العالم وحصل في سنة 1987 على جائزة توشولسكي من نادي القلم في ستوكهولم وبعدها بأشهر حصل على جائزة الحرية من مدينة فلورنسا الإيطالية .
ومع ان نتاجاته الشعرية بدأت في فترة مبكرة من حياته ولكن ديوانه الاول صدر في نهاية الستينات بعنوان (هودج البكاء) ثم تلاه بعد خمس سنوات ديوان (شعاع الشعر) وبعده ديوان (قصائد بوستر) ولتتوالى بعدها دواوين مثل (مرايا صغيرة) و(نغمة حجرية) و(مضيف الفراشات) و (سفر الروائح) و(إناء الألوان) بالإضافة الى نتاجات متعددة من المسرحيات والروايات الشعرية .
ويمكن القول بان الوصف الأدق لحياة شاعرنا الكبير هي في شعره الذي كان مرآة حقيقية لآهاته وهمومة وآلامه وهواجس نفسه كما ان الوصف الادق لشعره في حياته التي كرسها لكتابة الكلمة المعبرة والناطقة بحب أرضه التي قال عنها في احدى قصائدة ( روحي ومنذ أمد بعيد قد تقمصت جسد كردستان وتلبسته).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram