أعلن ستيفن سبيلبرغ في مقابلة معه لأحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، انه يخطط لإخراج مسلسل للتلفزيون عن النص الذي كتبه ستانلي كيوبريك عن (نابليون) وكان كيوبريك متحمساً للنص الذي كتبه، بل انه طبع ذلك السيناريو في كتاب، عام 2011، والامر غير المؤكد في هذا الموضوع هو الكيفية التي سيقدم بها سبيلبرغ شخصية نابليون، على شاشة صغيرة، وكم سيكون المسلسل متطابقاً مع رؤية كيوبريك.

بدأ كيوبريك التفكير بنابليون في عام 1961، بعد الانتهاء من فيلم سبارتكوس مع كيرك دوغلاس، وأخذ يستعد للعمل فقرأ اكثر من 500 كتاب القاهر الكورسيكي، ومنها سيرة حياة كتبها فيلكس ماركهام (مؤرخ أوكسفورد) واراد كيوبريك الانغماس في عالم نابليون، واستخدم ماركهام جيشاً من الباحثين لكتابة تفاصيل حياته، في مختلف الاتجاهات (حياته اليومية)؟ من كانوا حوله؟ أين كان ينام ويأكل؟ بماذا كان يتسلى؟ وعملية البحث التي قام بهال كانت مليئة بالتفاصيل الدقيقة، بحيث انه كان بامكانه الدخول في مناقشة مع مصممي الازياء، حول نوع الحزام الذي يرتديه بونابرت، او جنوده.

الجزء الثاني من بحوث كيوبريك كانت سينمائية، وقد شاهد كافة الافلام المتوفرة عن هذه الشخصية بدءاً من الفيلم الصامت عام 1927 اخراج آبل غانس، وكان غانس يريد في البداية تقديم ستة افلام متسلسلة عن بونابرت، وطموح غانس أوحى لكيوبريك فكرة تقديم نابليون عبر ممثلين مختلفين، كل واحد منهم يمثل مرحلة معينة من حياته متتبعاً اياه من مرحلة الطفولة في كورسيكا الى وفاته وهو في سن الـ52 في سانت هيلانه.

ولكن كيوبيرك، غير خطته في عام 2001 واختار العمل في فيلم (اوديسا الفضاء بالتعاون مع آرثر كلارك).

وكان كيوبيرك قد بدأ في التفكير باختيار الممثلين لدور نابليون، وأولهم ديفيد هيمينغز، ثم اوسكار فيرنز وروبرت شو، ومع حلول عام 1970، بدأ التفكير باسناد الدور الى جاك نيكلسون، الذي عمل بعدئذ مع كيوبريك في فيلم (بريق)-1981، اما اختياره الاول للبطلة فكانت اودري هيبورن. وفي عام (1971) انضم الروائي البريطاني انطوني بيرغيس الى المشروع، خاصة ان كيوبريك كان قد اخرج فيلما عن روايته (البرتقالة الالية) في لندن، وتذكر بيرغس، عزفه لبيتهوفن، واقترح كيوبريك اختيار موضوع السيمفونية الثالثة، (إيروكا) والذي كان بيتهوفن يبغي إهداءها لنابليون.

وكتب بيرغس، بعد ذلك، رواية عن نابليون، آملاً ان تتحول الى فيلم، ولكن كيوبريك، أبدى عدم اعجابه بها، وكانت تلك الرواية، (سيمفونية نابليون) متميزة لا يستطيع احد كتابتها غير انطوني بيرغس وقد طبعت 1974.

ولكن مشروع كيوبريك توقف بسبب فشل فيلم رود شتايغر، (واترلو) ولم يرغب اي منتج آخر في المقامرة لانتاج فيلم عن نابليون لعدة عقود من الزمن.

ونجد ان المشروع الجديد للمخرج سبيلبرغ للتعاون مع كيوبريك، قد يكون مؤهلاً للنجاح، حيث الاثنان يحبان الافلام الحربية، ولكيوبريك وجهة نظر جديدة في التعامل مع المشاهد الحربية ومن المعتقد ان سبيلبرغ سيواجه نقطة مهمة وهو ان يكون مخلصاً لقسوة وسادية نابليون، التي كتب عنها كيوبريك.

ففي حملته على مصر عام 1799، قيل ان جيش نابليون اعدم حوالي 3000 تركي من سجناء الحرب وقد اثار هذا السطر دهشة سبيلبرغ وتساءل، (وأين كانوا يحتفظون بهذا العدد من السجناء؟).

فكيف سيتعامل سبيلبرغ مع هذا المشهد، على الشاشة الصغيرة!