من المعروف ان رواية يوليسيس هي عمل أدبي لجيمس جويس، مهيأ باستمرار للتحول الى إبداع في مجال ثان، وخاصة السينما، اذ تتضمن الرواية خيارات عدة لكيفية تقديمها على شاشة السينما، وخاصة في الجزء السابع عشر منها، حيث يروي ليوبولد بلوم بعض ذكرياته، عن شوارع دب

من المعروف ان رواية يوليسيس هي عمل أدبي لجيمس جويس، مهيأ باستمرار للتحول الى إبداع في مجال ثان، وخاصة السينما، اذ تتضمن الرواية خيارات عدة لكيفية تقديمها على شاشة السينما، وخاصة في الجزء السابع عشر منها، حيث يروي ليوبولد بلوم بعض ذكرياته، عن شوارع دبلن بتاريخ 16/حزيران/1904، مستعيداً افعال زوجته موللي التي خانته مع حبيبها بليزيس بويلان.
ويعزي بعض النقاد أسلوب جويس في الكتابة وكأنه يكتب نصاً للسينما، الى عمله فترة قصيرة في مجال السينما، وقد أسس أول صالة تعرض الأفلام، خاصة وانه دهش لمقدرة الفيلم السينمائي في تقديم القصة، عبر عمليات المونتاج.
والمحاولة التي جرت لتحويل رواية (يوليسيس) الى فيلم سينمائي فشلت- ونسخة جوزيف سترايك عنها في عام 1967، وتمثيل كل من ميلو او شي بدور بلوم وبابرة جيفورد بدور موللي، كان خالياً من الحياة والحيوية.
اما النسخة الاذاعية عن الرواية (16 ساعة) في منتصف عام 2004، فكانت اكثر نجاحاً لان الاصوات كانت ايرلندية وبلهجة دبلن.
وقد حاول العديد من الفنانين تقمص جوهر الموضوع، وروحية جوسيس، وهو يجوب شوارع المدينة وكان مايتس ناجحاً بعض الشيء في توضيح (يوليسيس) كما فعل ميمو بلادينو، وسيدني نولان، الذي رسم سلسلة من اللوحات لجويس، اطلق عليها اسم (الوزة البرية)، ومعظم هذه الاعمال نقلت الى المتحف الايرلندي للفنون الحديثة والتي خصصت عام 2004 للاحتفال بجيمس جويس ويوليسيس وذلك بعرض تلك الاعمال معاً.
وكانت افضل الاعمال المعروضة تعود للفنان البريطاني ريتشاد هاميلتون، الذي تميزت اعماله باسلوبها السوريالي، وكان هذا الرسام، يرسم (يوليسيس) منذ خمسين عاماً، وأولى أعماله تلك كانت في عام 1947، وهو في سن الخامسة والعشرين.
واليوم اقام مجموعة من الفنانين معرضاً عن جيمس جويس وعمله في غاليري فرانسيس كايل في لندن، وكان (كايل) صاحب القاعة قد اقام سابقاً معرضاً عن لوحات استوحت أفكارها عن قصائد ييتس، وت.س.إليوت (الأرض اليباب) وبروست، (الزمن المعقود) وغوته (رحلة ايطالية).
ان تنوع اللوحات والمقدرة في الوصول الى افكار جويس تبدو مدهشة بمختلف الطرق: الرسم الزيتي، الالوان المائية، الحفر على الخشب، بل وحتى على الاطباق والصينية، وكل ذلك لبث الحياة في عالم جيمس جويس.
ولم تقتصر اللوحات على الاستلهام من رواية (يوليسيس) فقط، بل عرضت لوحات مستوحاة من قصص جويس القصيرة أو روايته: (يقظة فنيغان)، كما ضم المعرض لوحات تشير الى المقهى الذي كان يجلس فيه جويس في باريس، ويكتب فيه احيانا.
ويعتقد احد النقاد ان جويس لو كان قد رأى هذه الاعمال الفنية لاحمر وجهه بهجة من الشروحات المتعددة لأفكاره.
اذ قال يوماً لزوجته (نورا) ان: الناس ستحاول معرفة مغزى ما كتبت، والاسوأ ان ينظروا اليه بجدية تامة واقسم بشرف (الجنتلمان) ان الرواية ليس فيها سطر جاد.

 عن: الاندبندنت