TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مراجيح

مراجيح

نشر في: 14 أغسطس, 2013: 10:01 م

تتواتر الأخبار – شبه الرسمية _ كما الصعقة – عن النسبة الفاجعة في عدد الذين هم تحت خط الفقر بالعراق والذي قدرته الإحصائيات بنسبة 18 % من مجموع الكثافة السكانية، اولئك الذين لا مورد لهم على الإطلاق، ولا معيل، ولا فرص عمل.
ماذا عن نسبة الذين هم على تماس مع خط الفقر، اولئك محدودي الدخل، الذين يتوفر لهم الكفاف (قوت لا يموت) كالمتقاعدين، وعمال الأجرة اليومية، والكسبة، وذوي ضحايا التفجيرات الإرهابية، وهؤلاء يشكلون قوام الطبقة الوسطى؟
ولنفرض جدلا إن نسبتهم تشكل 25% من الكثافة السكانية، رغم إن هذه النسب افتراضية، حيث تغيب الدراسات الإحصائية الدقيقة وسط الفوضى السياسية العارمة، فالحصيلة: أكثر من ثلث الكثافة السكانية في العراق، هم فقراء ومعوزون ومحرومون، يستحقون العدل قبل الرحمة، ويتطلعون لمبدأ الإنصاف لا لتقبل الصدقات. ولا المكرمات في الأعياد والمناسبات.
أفترض (جامعاً) يجمع هؤلاء: فردا أو مجموعة أفراد، او منظمة مدنية، او جمعية خيرية تعاونية، تعمد لإصدار البيان الأول، تهز به عروش المتخمين، وتزلزل الأرض تحت أقدامهم:
 -- نحن الفقراء، المعوزين، ذوي الحاجة. نحن الرافعين أكفنا نحو السموات العلى، نسأل أن لا يلهمنا الرب الصبر على البلوى. ولا يعطينا نعمة القناعة والرضى، نحن جيل القتر والرهق، والحصار، والحروب، والخبز المنقوع بذلّ الحاجة، وعرق الذل، المغموس بالدم. نحن الذين تعايشنا مع الحرمان حتى ألفناه، نفاجأ كل يوم بصاعقة الأرقام والحقائق المعلنة، تنزل علينا كسفاً من لظى وحمم وتتركنا على شفا جرف من الجنون نحن الذين نحسب حساب الدرهم والدينار، يضيرنا ويسعر غيظنا، عمن يتعامل ويتحدث عن المليون والبليون، ويلهف البليار والترليون.،
من أين؟ من ثروات البلد، النفط في المقدمة، هذا النسغ الطالع من شعاب الأرض، ما هو إلا دم أسلافنا وعرقهم ودموعهم، هو إرث لنا ولأجيالنا، لنا نحن جيل المتاهة والضياع والهزائم.
نحن لن نقرع الأبواب نستجدي المتخمين: يا الله من مال الله. نحن نطالب بحق لنا، بإرثنا، لا نلتمس ولا نرجو.. نحن نلح ونلح، ونطعم اللجاجة باللجاجة، حتى تشق أصواتنا جدران السموات، ليمتثل لإرادتنا من هم في الأرض. هذا النداء إنذار(جيم)، والإستجابة له دريئة من خطر محدق بالبلاد وبالعباد، حينها، لن ينفع ندم، ولا يجدي عض الأصابع، على ما فرط به - الساسة - من حقوق، وما نهب وأهدر من ثروات كانت ستصير ضمادا لجراح العراق المتقيحة، ورغداً ورفاهية للمحرومين..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram