تتواتر الأخبار – شبه الرسمية _ كما الصعقة – عن النسبة الفاجعة في عدد الذين هم تحت خط الفقر بالعراق والذي قدرته الإحصائيات بنسبة 18 % من مجموع الكثافة السكانية، اولئك الذين لا مورد لهم على الإطلاق، ولا معيل، ولا فرص عمل.
ماذا عن نسبة الذين هم على تماس مع خط الفقر، اولئك محدودي الدخل، الذين يتوفر لهم الكفاف (قوت لا يموت) كالمتقاعدين، وعمال الأجرة اليومية، والكسبة، وذوي ضحايا التفجيرات الإرهابية، وهؤلاء يشكلون قوام الطبقة الوسطى؟
ولنفرض جدلا إن نسبتهم تشكل 25% من الكثافة السكانية، رغم إن هذه النسب افتراضية، حيث تغيب الدراسات الإحصائية الدقيقة وسط الفوضى السياسية العارمة، فالحصيلة: أكثر من ثلث الكثافة السكانية في العراق، هم فقراء ومعوزون ومحرومون، يستحقون العدل قبل الرحمة، ويتطلعون لمبدأ الإنصاف لا لتقبل الصدقات. ولا المكرمات في الأعياد والمناسبات.
أفترض (جامعاً) يجمع هؤلاء: فردا أو مجموعة أفراد، او منظمة مدنية، او جمعية خيرية تعاونية، تعمد لإصدار البيان الأول، تهز به عروش المتخمين، وتزلزل الأرض تحت أقدامهم:
-- نحن الفقراء، المعوزين، ذوي الحاجة. نحن الرافعين أكفنا نحو السموات العلى، نسأل أن لا يلهمنا الرب الصبر على البلوى. ولا يعطينا نعمة القناعة والرضى، نحن جيل القتر والرهق، والحصار، والحروب، والخبز المنقوع بذلّ الحاجة، وعرق الذل، المغموس بالدم. نحن الذين تعايشنا مع الحرمان حتى ألفناه، نفاجأ كل يوم بصاعقة الأرقام والحقائق المعلنة، تنزل علينا كسفاً من لظى وحمم وتتركنا على شفا جرف من الجنون نحن الذين نحسب حساب الدرهم والدينار، يضيرنا ويسعر غيظنا، عمن يتعامل ويتحدث عن المليون والبليون، ويلهف البليار والترليون.،
من أين؟ من ثروات البلد، النفط في المقدمة، هذا النسغ الطالع من شعاب الأرض، ما هو إلا دم أسلافنا وعرقهم ودموعهم، هو إرث لنا ولأجيالنا، لنا نحن جيل المتاهة والضياع والهزائم.
نحن لن نقرع الأبواب نستجدي المتخمين: يا الله من مال الله. نحن نطالب بحق لنا، بإرثنا، لا نلتمس ولا نرجو.. نحن نلح ونلح، ونطعم اللجاجة باللجاجة، حتى تشق أصواتنا جدران السموات، ليمتثل لإرادتنا من هم في الأرض. هذا النداء إنذار(جيم)، والإستجابة له دريئة من خطر محدق بالبلاد وبالعباد، حينها، لن ينفع ندم، ولا يجدي عض الأصابع، على ما فرط به - الساسة - من حقوق، وما نهب وأهدر من ثروات كانت ستصير ضمادا لجراح العراق المتقيحة، ورغداً ورفاهية للمحرومين..
مراجيح
[post-views]
نشر في: 14 أغسطس, 2013: 10:01 م