ذكرت قبل أربعة أسابيع موتسارت السويدي يوسف مارتين كراوس، وأقول اليوم أنه لم يكن الوحيد الذي شُبّه بموتسارت. موتسارت الإسباني هو اللقب الذي اطلق على الموسيقي خوان كريسوتومو انتونيو دي آرياغا (1806-1826)، لوجود تشابه في تفاصيل حياته مع تفاصيل حياة موتس
ذكرت قبل أربعة أسابيع موتسارت السويدي يوسف مارتين كراوس، وأقول اليوم أنه لم يكن الوحيد الذي شُبّه بموتسارت. موتسارت الإسباني هو اللقب الذي اطلق على الموسيقي خوان كريسوتومو انتونيو دي آرياغا (1806-1826)، لوجود تشابه في تفاصيل حياته مع تفاصيل حياة موتسارت. فقد كان طفلاً معجزة هو الآخر، وولد في نفس اليوم 27 كانون الثاني، في بلباو بإقليم الباسك، وعاش حياة قصيرة، لا بل فاق موتسارت في قصر حياته إذ توفي قبل بلوغه عامه العشرين بعشرة أيام فحسب بسبب التهاب في الرئتين والإرهاق.
درس الموسيقى مبكراً، ثم انتقل إلى فرنسا للدراسة مونسرفاتوار باريس وهو بعمر خمس عشرة سنة، وكان بين مدرسيه الموسيقي الإيطالي البارع لويجي كيروبيني. نشر في 1824 ثلاث رباعيات وترية (رقم 1 في ري الصغير ورقم 2 في لا الكبير ورقم 3 في مي بيمول الكبير)، بعدها ركز جهده على التأليف الغنائي والكورالي، فألف عملا ضخماً هو ستابات ماتر وقداساً ضاع، وعدداً من الأعمال الغنائية القصيرة الأخرى، كما أتم سيمفونيته في ري الكبير.
تتميز أعماله بالتآلف الموسيقي (الهارموني) الجميل وباستعماله إيقاعات وموتيفات إسبانية، مثلما فعل سابقوه من المؤلفين الإسبان مثل الأب أنتونيو سولير والإيطاليان دومنيكو سكارلاتي ولويجي بوكريني اللذان عملا في إسبانيا. تأثير بالمدرسة الفييناوية الكلاسيكية، وانعكس هذا على رباعياته الوترية وسيمفونيته في ري الكبير مثلاً.
دخلت سيرة هذا المؤلف الذي رحل قبل أوانه في تشكيل الوعي القومي للشعب الباسكي شمال إسبانيا (ومنطقة جبال البيرانيه في جنوب فرنسا)، فهو من الشخصيات الباسكية الوطنية، وهناك مسرح موسيقي في بلباو يحمل اسمه.
إلى جواهر موسيقية نادرة في الأسبوع المقبل أيضاً.