اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأطفال يصافحون العيد بعيون مشوهة بسبب ألعابهم النارية

الأطفال يصافحون العيد بعيون مشوهة بسبب ألعابهم النارية

نشر في: 16 أغسطس, 2013: 10:01 م

ارحمونا وارحموا أطفالنا ،فوالله عندما تأتي أيام العيد أضع يدي على قلبي وأتمنى ان تنتهي سريعا وبسلام، فكلما خرج ابني أتوقع عودته وإحدى عينيه قد أصيبت وقد يفقدها مدى الحياة ،وبالفعل كان قلقي في مكانه  فقد فقدها لكن بمسدس أخيه ،واليكم الحكاية التي

ارحمونا وارحموا أطفالنا ،فوالله عندما تأتي أيام العيد أضع يدي على قلبي وأتمنى ان تنتهي سريعا وبسلام، فكلما خرج ابني أتوقع عودته وإحدى عينيه قد أصيبت وقد يفقدها مدى الحياة ،وبالفعل كان قلقي في مكانه  فقد فقدها لكن بمسدس أخيه ،واليكم الحكاية التي تسردها والدة الطفل احمد الذي فقد عينه يوم العيد ، كان سجاد يحمل مسدسا اسود اللون يشبه بشكله المسدس  الحقيقي وراح يطارد اخاه الصغير مهددا إياه بالرمي حال امتنع عن الوقوف، ومن دون قصد انطلقت رصاصة (صجم )لتصيب عينة اليمنى ،احمد البالغ من العمر تسع سنوات ضحية أخيه الأكبر سجاد الذي كان مصمما على اقتناء مسدس صجم أثناء أيام العيد ،العائلة تهرع على صراخ احمد الذي لم يكن يعلم انه فقد عينه بسبب مزاح أخيه وما ان نقل الى مستشفى اليرموك ،كانت الشبكية قد تمزقت جراء هذا الصجم وأثناء المعالجة حول الى مستشفى ابن الهيثم للعيون لإجراء عملية  تخيط الشبكية ،كان احمد يعلم انه فقد البصر باحدى عينيه واصبح بعين واحدة ، والدته كانت متألمة جدا وقالت هل سيكمل دراسته، وكيف سوف يواجه مستقبله بعين واحدة ، الآن يمضي احمد حياته بعين مشوهة مما سببت له آلاماً حادة أمام أقرانه كان الله في عونه .

الأمانة تمنع والتجار يبيعون

قصة احمد وسجاد من عشرات قصص الأطفال الذين أصيبوا بالصجم البلاستيك الذي يشكل إطلاقه لمسدسات ورشاشات تمثل لعب اطفال يستوردها تجار مجهولو الهوية حيث لا يطبق عليهم اي قانون او قرار منع استيراد يضاف الى ان مظهر العيد كان واضحا لدى اغلب الاطفال ممن ابتكروا أسلوباً لا نحبذه في الإعلان عن فرحتهم بالعيد عبر اطلاق العيارات النارية الكاذبة التي تشبه العيارات الحقيقية والتي قد تسبب حروقا لا تقل ضررا عن العيارات البلاستيكية (الصجم ).
برغم ان الحكومة منعت استيرادها حيث وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمنع تداول العاب الأطفال المحرضة على العنف. وذكر بيان صحفي ان" الأمانة العامة لمجلس الوزراء وجهت وعبر دائرة المتابعة والتنسيق الحكومي من خلال كتاب الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بمنع تداول العاب الأطفال المحرضة على العنف بالنظر لحلول عيد الفطر المبارك". 
أرباح كبيرة من بيعها
وشهدت الأسواق العراقية رواجا كبيرا للألعاب المحرضة على العنف، مثل رشاشات ومسدسات(الصجم ) حيث لم يتم منعها وانما زاد انتشار بيعها بكثرة في الأسواق الصغيرة والكبيرة حيث لايخلو محل منها يقول البائع ابو هند في منطقة حي الجهاد اشتريت بمبلغ خمسمائة الف دينار العاب أطفال نوع مسدسات ورشاشات من سوق الشورجة العاب اطفال حيث هناك تجار جملة وسعر اللعبة الواحدة 1000 دينار تباع 1500 دينار وربحها كبير حيث نقوم بفصل الصجم عن المسدس ونبيع كل على حده والأطفال ترغب بشرائه اثناء العيد حيث لايوجد منفذ ترفيهي او مكان يذهبون اليه غير الشارع وامام منازلهم ليكون امناً، بينما قال ابو مصطفى ان اصابة طفله نتيجة عبثه بالألعاب النارية أول أيام العيد قد تسببت له اصابة بالغة في مقدمة العين اليمنى أجريت له عملية خياطة التمزق الذي أحدثته الألعاب النارية في العين ،اشترها ابنه البالغ من العمر 11 عاما بعد ان رفض شراء مسدس له صجم خوفا من إصابة احد الاطفال لكن الالعاب النارية الصينية التي انتشرت هي ايضا بالاسواق سببت إصابة ابنه وتمنى ان تمنع الحكومة بصورة جدية استيراد هذه الألعاب وليس فقط إصدار البيانات عبر وسائل الإعلام وكأنها تقول بذلك (سويت الي عليه ).
قرارات حكومية لا تنفذ
بينما علقت والدة الطفل علي قائلة :ان انتشار بيع الالعاب النارية والاسلحة البلاستك بكل سهولة ويسر حيث انها في متناول الأطفال ،الذين لايعون خطورتها مطالبة الجهات المسؤولة بتنفيذ قرار منع استيرادها حيث سمعنا ان مجلس محافظة بغداد السابق اصدر قرارا يحجب منعها ولم يطبق وهذه السنة ايضا مجلس الوزراء ايضا يحذر لكن على قول المثل العراقي (اذن من طين وأخرى من عجين ) للمسؤولين والضحية أطفالنا .
أطفال يقلدون الجيش والإرهاب 
يقول الطفل عبد الله البالغ من العمر 10 سنوات : هذه اللعبة مسلية جداً وانا احب ان اقلد رجال الأمن وهم يشهرون أسلحتهم بوجه الناس، في الشوارع وعند تفتيش المنازل انها القوة وطلبت من والدتي ان تشتري لي بندقية كبيرة تماما ً مثل صديقي الذي شهرها في الشارع قرب بيتنا في صبيحة أول أيام العيد وراح يتباهى بها وهي من النوع المؤذي وهي مليئة بالصجم الذي يمكن ان يصل الى أماكن بعيدة، لهذا اشتريت وبقية اطفال المحلة رشاشات ومسدسات ، وبدأنا نلعب(امن وإرهاب ) حيث يمثل مجموعة من الأطفال الارهابيين والباقين رجال امن يقومون بإطلاق النار بعضهم على الآخر ونستخدم إطلاقات نارية ايضا نمثلها (الرمانات والقذائف ) زهير البالغ من العمر 11 عاما قال : وهو يحاول إصلاح عطل اصاب رشاشته بماذا نلهو ليس هناك نواد ترفيهية لنا او مسابح او صالات العاب مفيدة، وكلما نطلب من عائلتنا ان تأخذنا الى المتنزه تقوم انفجارات تقتل الناس ، هذه اللعبة مسلية جداً وانا احب ان اقلد رجال المارينز وهم يشهرون أسلحتهم بوجه الناس ويثيرون الرعب وانا احب ان أقلدهم كلما شاهدت أفلام العنف في التلفاز .
الخوف من الفصل العشائري 
بينما علق سنان محمد يعمل موظفا : الأجواء غير مناسبة والصغار تواقون للعب بالالعاب في المتنزهات اثناء العطل والعيد ،لكن اي متنزه نقصد والوضع الأمني غير مستتب حتى انني وقفت حائرا امام طلبات أولاي وهم يقولون ماذا نلعب واين نذهب (اذا كلها انفجارات) ،حقيقة كلامهم هذا جعلني في حيرة لهذا سمحت لهم بشراء المسدسات لكني حذرتهم من اطلاق الصجم على عين اصدقائهم وكنت اراقب لعبهم بين فترة وأخرى في الشارع خوفا من إصابة عين طفل اخر وهنا تكمن المصيبة الكبرى حيث يبدأ الفصل العشائري والمشاكل التي لا تنتهي .
50 نائبا يصدر قرار منع 
يقول المحامي سرمد حسن في اتصال هاتفي مع المدى :ما دامت تلك الألعاب قد استوردت بشكل قانوني وبشهادات استيراد رسمية مطابقة للقوانين العامة والنافذة فان منع استيرادها لا يتم الا عن طريق قانون رسمي ونافذ واذا كان هناك حرص على حياة ومستقبل الاطفال في العراق فيمكن جمع 50 توقيعا في مجلس النواب لغرض اصدار قانون ينظم استيرادها ، لكن مجلس النواب لا يأبه لحياة العراقيين وقد نجد أكثرهم تجارا ويستوردون تلك الالعاب انتقاما من الشعب وليس اكراما له لانه انتخبهم وجعلهم مسوؤلين على حياتهم ومستقبل اطفالهم ، فهذا الأمر يجعلنا نشكك بأمر خطير ألا وهو ربما هناك جهات معينة تقف وراء ترويج ألعاب العنف لنوايا خبيثة ليست بالحسبان ."
صعوبة السيطرة على بيعها 
وفي ظل التطورات الأمنية وما تشهدها العاصمة والمحافظات من سوء وضع امني وجب على الحكومة إيقاف استيراد وبيع الأسلحة النارية ،ويكون ذلك ملزماً بقوانين تبدأ بالإنذار وبعدها العقوبات لان الأمر صعب والسيطرة على التجار واستيرادهم اصعب فالحدود مفتوحة ولا يوجد مانع قانوني حيث تباع هذه الألعاب أمام أنظار وزارة الدفاع والداخلية اذا كانت الحكومة مشغولة بأمور اخرى تخص مصالحها فقط وليس مصالح الشعب .يذكر ان العديد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة سبق ان تنبهت الى مخاطر التركيز على استخدام العاب العنف لدى الصغار واصدر مجلس النواب قراراً يقضي بمنع استيرادها، وفعلا خلت او قلت منها الأسواق في العيد الماضي لكن يبدو ان متابعة القرار كانت ضعيفة او معدومة مما شجع عودتها مجددا وامتلأت بها واجهات الكثير من محال العاب الأطفال
وزارة الصحة إحصائية 
وأعلنت دائرة صحة بغداد الرصافة عن إصابة أكثر من 56 حالة إصابة بمنطقة العين بسبب ألعاب أسلحة (الصجم) ، وإن قانون منع استيراد ألعاب الأطفال المحرضة للعنف قد شرع من قبل مجلس النواب وحددت فترة ( 90) يوما لتنفيذ هذا القانون إلا إن وزارة الداخلية لم تطبق هذا القانون تطبيقا صحيحا للحافظ على سلامة الأطفال.
وتحدث الدكتور حارث محمد أستاذ في جامعة بغداد علم اجتماع عبر اتصال هاتفي مع لـ(المدى): تنامي ثقافة العنف جراء انتشار الألعاب النارية سيسبب ضررا على المجتمع جراء الاقبال عليها من قبل الاطفال واستخدامها بشكل سيئ مما يسبب زرع العنف والانتقام داخل عقليتهم الصغيرة التي تتأثر بما يحدث ويحيط حولهم من أحداث والسائد الان ان الأطفال يسمعون ويشاهدون الموت والقتل والدمار فالانفجارات هي حديث كل بيت عراقي وبدأت رغبة الاطفال بالانتقام والتسلح خوفا منهم من ان يصبحوا ضحايا العنف وعندما تسأل الأطفال لماذا يرغبون بهذه الأسلحة يقولون نريد ان ندافع عن انفسنا ولا نريد ان يقتلنا الإرهاب مع الأسف شرعنة الموت والعنف هي السائدة على تفكير الاطفال العراقيين وهذا الوضع يجعلهم في وضع نفسي سيئ ومخيف لان العنف هو بداية لطريق الجريمة لكن الحكومة لن تعالج الامر بوقف استيراد هذه الالعاب انما نشر ثقافة السلام ونبذ العنف بين الأطفال في المدارس الابتدائية والمتوسطة لكن متى يتم تطبيق ذلك العلم عند الله.
المحافظات تمنع بيعها 
وفي تصريح لقائمقام الحلة صباح هادي الفتلاوي لـ(المدى)، " انه تطبيقا لقرار مجلس محافظة بابل ولغرض الحد من هذه الظاهرة شكلت قائممقامية قضاء الحلة بالتعاون مع الشرطة الاقتصادية لجنة لتطبيق قانون منع بيع الألعاب النارية والمسدسات والبنادق الخاصة بالأطفال من المحال التجارية في مدينة الحلة اذ تم مصادرة الاف الألعاب وإتلافها "
اما في محافظة البصرة دعا مجلس محافظة البصرة الأجهزة الأمنية إلى ردع أصحاب المحال التجارية من ترويج لعب الأطفال التي "تحرّض على النعف"، وفيما شكا المجلس عدم قيام السلطات المحلية بمنع دخول الألعاب النارية والصوتية فضلا عن أسلحة البلاستك، اتهم تجار شرطة المحافظة بحماية مستوردي مثل هذه السلع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram