تمثل قصة مايتا توجهاً جديداً في أعمال بارغاس يوسا، فنحن نرى الروائي البيروي نفسه شخصية تشارك في كتابة الرواية التي نقرؤها وتطور مسارها، فشخصية الروائي التي تجمع شهادات تشكل بنية الرواية، يكشف لنا في النهاية ان الوقائع الحقيقية مختلفة تماماً، وأشد فقر
تمثل قصة مايتا توجهاً جديداً في أعمال بارغاس يوسا، فنحن نرى الروائي البيروي نفسه شخصية تشارك في كتابة الرواية التي نقرؤها وتطور مسارها، فشخصية الروائي التي تجمع شهادات تشكل بنية الرواية، يكشف لنا في النهاية ان الوقائع الحقيقية مختلفة تماماً، وأشد فقراً بكثير من التخييل الروائي، مؤكداً بذلك مقولة انه يمكن للرواية ان تكون اكثر غنى وإقناعا من التاريخ.
ففي بلاد منكوبة تتعرض لغزو خارجي، وتتردى في أوضاع اجتماعية واقتصادية بائسة، وتغطى عليها ظلمة المجهول، يسعى الروائي- من خلال شهادات متعددة- الى إعادة بناء قصة مناضل ثوري يدعى إليخاندرو مايتا، بطل محاولة ثورية محبطة في العالم 1985، وسجن بعد ذلك عدة مرات في ظروف ملتبسة، وفي نهاية ذلك التقصي الطويل، تأتي المواجهة مع الواقع لتضع هذه القصة الكيخوتية في مكانها الدقيق، إنها رؤية مريرة وتراجيكوميدية لحالات التطرف الثوري والحنين إلى الملاحم.