موجع للغاية النداء الذي وجهته السيدة سناء وتوت، زوجة الملحن الكبير محمد جواد أموري، عبر "المدى" أمس بشأن حال واحد من أساطين الموسيقى والغناء في بلدنا.
موجع أن ينتهي مبدع كمحمد جواد أموري، أو يوشك على الانتهاء، الى مآل كهذا يواجهه الآن ومن قبل المئات من المبدعين المرموقين في مختلف المجالات .. بدلاً من أن يعيش محمد جواد أموري أخريات سنينه في بيت على سفح جبل في كردستان، أو في فيلا على واحدة من ضفاف عشرات الأنهر والبحيرات والأهوار، وبدلاً من أن يُقام له تمثال وتُشاد قاعة لحفلات الموسيقى والغناء تحمل اسمه، لا يجد محمد جواد أموري من يرعاه في مرضه وشيخوخته، لا من أبنائه المهاجرين الى خارج البلاد مثل ملايين عدة من العراقيين الفارين من الإرهاب ومن دولتهم الفاشلة، ولا من الدولة التي يكلفها الدستور بكفالة مواطنيها ورعايتهم من المهد الى اللحد ولا تلتزم بهذا التكليف .
نداء السيدة وتوت موجع لأنه يكشف على نحو محزن ومؤسٍ ومزعج ومقرف عن عورات نظامنا السياسي الذي يضع في قمة الهرم الحاكم ( برلماناً وحكومة) من لا يقدّر الكفاءات والخبرات الوطنية حق قدرها، ولا يتمتع بالحساسية تجاه الجمال الذي تشيعه الثقافة، والموسيقى والغناء جزء حيوي منها.
دولتنا الفاشلة تعجز عن توفير بضعة آلاف من الدولارات لعلاج ورعاية شيخ مريض بقامة محمد جواد أموري وبأهمية منجزه الإبداعي، فيما تترك الأبواب مشرعة على الآخر لمقاولين وتجار معلومين ووهميين لكي ينهبوا مليارات الدولارات جهاراً نهاراً بمساعدة ومشاركة مسؤولين كبار في هذه الدولة.
دولتنا الفاشلة يعزّ عليها أن ترصد مبلغاً متواضعاً لعلاج محمد جواد أموري ورعايته، لكنها تنفق بلا حساب على ولائم يُقيمها كبار مسؤولي الدولة ويُدعى اليها سماسرة وقوادون وسراق ومتزلفون وماسحو أكتاف وأحذية في عهد النظام السابق وفي هذا العهد أيضاً.
السيدة سناء وتوت: أسمعتِ لو ناديتِ حيّاَ، وأسمعتِ لو ناديتِ مهموماً بحال البلاد وأهل البلاد .. احفظي لنا كرامة محمد جواد أموري وكرامتنا معه .. لا تكرري النداء .. انسي ، سيدتي ، الحكومة ورئيسها والدولة ومسؤوليها الكبار .. لا وقت لديهم لمحمد جواد أموري ولأمثاله من مبدعي العراق .. انهم يصلون الليل بالنهار في تأمين مصالحهم وإدارة صراعاتهم على السلطة والنفوذ والمال.
الحل ليس في أيدي الحكومة وحدها.. يمكننا ان نتنادى الى صندوق يتبرع له محبو ألحان محمد جواد اموري، وهم بالملايين.. يمكننا ان نجمع مئات الاف الدولارات في الأقل، وهو ما يكفي لرعاية وعلاج محمد جواد أموري بكرامة لعشر سنوات وأكثر.
وثمة حل آخر. وانا اكتب هذا العمود اتصل بي رئيس المؤسسة الأستاذ فخري كريم، ليبلغني قراره بتحمل المؤسسة تكاليف رعاية محمد جواد أموري وعلاجه .. هذا أكرم لمحمد جواد أموري ولنا جميعاً من طلب الحاجات عند غير أهلها.
محنة جواد أموري .. محنة الدولة الفاشلة
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 4
الشمري فاروق
شكرا لك ايها العزيز والف شكر للاستاذ فخري كريم على التفاتته الكريمه... وصدق من قال....لا تطلب المعروف من غير اهله
خليلو...
محمد جواد اموري violinist الفرقةالسيمفونية الوطنية قبل ان يكون قامة سامقة من خالقي الحان الشجن العراقي. لايشرف بلدا ولا دولة ولا ولاولا ان تؤل حاله الى هذه الحال ولا يلتفت اليه الا من يعرف قيمته ودوره في تجميل يوم الناس؛صاحب المدى الاوسع بقدر مدى بلادنا
ابو علي
حكومتنا العتيدة ليس فقط تهمل هؤلاء القامات العراقية الكبيرة التي حفرت في الذاكرة العراقية، فهناك الفيلسوف الدكتور حسام محي الدين الآلوسي، الذي ما زال طريح فراش الموت منذ مدة تزيد على النصف سنة ولا احد يسأل عنه، وهو الذي خرج مئات الطلبة وطلبة الدراسات العل
آريين آمد
تعيش مؤسسة المدى ... ويعيش فخري كريم