اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جرائم الاسفلت..قتل حلمها قبل ساعات من زواجها

جرائم الاسفلت..قتل حلمها قبل ساعات من زواجها

نشر في: 18 أغسطس, 2013: 10:01 م

 بغداد / المدىملابسات الحادث المثيرة تدعونا الى ان نقف الى جوار الاسرة الحزينة ... فالعروس الشابة كانت تستعد لزفافها قبل الحادث بثلاثة شهور ... واحتفلت قبله بثلاثة ايام بعيد ميلادها ... وسائق السيارة اتاها من الطريق المعاكس ( رون سايد) فضربها وفر ها

 بغداد / المدى

ملابسات الحادث المثيرة تدعونا الى ان نقف الى جوار الاسرة الحزينة ... فالعروس الشابة كانت تستعد لزفافها قبل الحادث بثلاثة شهور ... واحتفلت قبله بثلاثة ايام بعيد ميلادها ... وسائق السيارة اتاها من الطريق المعاكس ( رون سايد) فضربها وفر هاربا بعد ان طرحها ارضا ... وتركها تنزف الدماء وفي نفس اللحظات اقترب من جثة الفتاة شخص وسرق حقيبتها وهاتفها المحمول لاخفاء شخصيتها حتى تفارقها الروح ! واليكم تفاصيل الحادث المشؤوم ... (ن) زهرة متفتحة ذات العشرين ربيعا ... جميلة رقيقة بداخلها ضحكات طفلة بريئة ... (ن) هي الابنة البكر الوحيدة لاسرة صغيرة ميسوره الحال ... الاب والام والشقيقان الصغيران يحيطونها بحب كبير ... لما تتمتع به من نفس صافيه وطبائع هادئة ... صوتها همس وكلماتها منتقاة منمقة  (ن) الجميلة  صدمتها سيارة طائشة مجنونة  اودت بحياتها سائقها هرب من الشارع لتلقى حتفها وتصعد روحها لبارئها ... تشكو الاستهتار والاهمال في المواقف الانسانية وفي التعامل مع النفس البشرية التي احاطها الله بقدسية كبيرة  لتموت قبل ثلاثة اشهر من زفافها لعريسها ... الجميع احبوا (ن) وتعاطفوا معها  وكانت فجيعتهم وصدمتهم كبيرة لفقدان (ن) الجميلة ... المئات تدافعوا ليحملوها على اعناقهم ويسيروا خلف نعشها  اصطف الناس بالمئات انتظارا للوصول الى جادر العزاء وتأدية الواجب ... تحول المشهد الجنائزي والعزائي الى ما يشبه حفل عرس كبير نزف فيه العروس الى مثواها الاخير لتواري الثرى... وتنعم برحمه الله الواسعة – رحلة حياة (ن) الجميلة رحلة قصيرة لكنها غنية بالمواقف الانسانية الفريدة ... خاصة في ليلتها الاخيرة ... حيث توجهت بصحبة والدتها وخطيبها الى سوق المنصور لشراء ما تبقى من تجهيزات عش الزوجية ... كم كانت سعيدة من الانتهاء من هذه المهمة بنجاح كبير ووقت قصير لم تكن تتوقعه نظرا لدقتها الفائقة وذوقها الرقيق في اختيار الملابس والاشياء الاخرى ... استيقظت صباحا وودعت والدها ووالدتها وتوجهت الى كليتها ... وهي لا تعلم ان النهاية يفصلها عنها ساعة من الزمن ... وبمجرد وصولها الى كليتها وبينما هي تعبر الطريق لتصل الى بوابة الكلية جاءت سيارة مسرعة تسير في الاتجاه المعاكس لتصدمها بقوة وتلقي بها على مسافة كبيرة ويرتطم رأسها بالرصيف  ويهرع الطلاب والناس تجاهها !.. ومن خلال هذا الموقف الانساني والمأساوي القاسي تتولد المواقف المتباينة ، حيث هرع الناس تجاهها  وكان من بينهم شابان يتسمان بالشهامة والمروءة رغم عدم معرفتهما بشخصية المصابة ... الا انهما اقدما على بذل كل المحاولات وقفا الى جانبها وبذلا كل المحاولات لانقاذها ... خلع احدهما قمصلته ليستر جسدها وتوجه بطلب الاسعاف بينما وقف الاخر بجوارها ولم يفارقها بعد ان تشبثت به وقالت له لا تتركني ثم راحت في غيبوبة طويلة ... حاول افاقتها بكل السبل والطرق ليتعرف على اسمها لكنه فشل ... ظل يقلب في كتبها وحقيبتها عن أي شيء يدل على شخصيتها لم يجد شيئا ... وبينما هو يحاول جاءت فتاة وسحبت منه الحقيبة بحجة انها تبحث عن جهاز المحمول لتتصل بأهلها ... لكنها للاسف الشديد لم تفعل واستولت على الحقيبة والجهاز المحمول .. وامام تأخر وصول الاسعاف ... تم التوجه لايقاف سيارة اجرة لنقلها الى المستشفى ... وعندما وصلت مدينة الطب فارقت الحياة وهي راقدة في صالة الطوارئ .. في المساء علمت الاسرة من احدى زميلاتها بان (ن) فارقت الحياة وهي راقدة في ثلاجة المستشفى ... وكم كانت الصدمة كبيرة للجميع وهكذا يكون الاستهتار واللامبالاة والاهمال ... لقد اودوا بحياة (ن) الجميلة واغتال السائق المتهور حلمها بالسعادة وبالحصول على شهادة البكالوريوس وحفلة زفافها ممن تستحقه ! انهار كل شيء في لحظة طائشة من شاب متهور لا يزال هاربا من وجه العدالة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram