اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ليلة مع جويس وبروست فـي فـندق الـمـاجستيك

ليلة مع جويس وبروست فـي فـندق الـمـاجستيك

نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 04:55 م

علي الشوك في 18 آيار 1922 دعا الثري البريطاني سدني سشف وزوجته فيوليت: جيمس جويس، ومارسيل بروست، وبابلو بيكاسو، وايغورسترافنسكي، وسيرغي دياغيليف، على عشاء في اوتيل ماجستيك بباريس، بعد عرض باليه (رينارد) لسترافنسكي، وكانت الدعوة على شرف دياغيليف مدير فرقة باليه روسي، وتكريما لفناني الطليعة اولاء.
 وصل جويس متأخرا لانه لم يكن يملك ملابس سهرة، كان قد شرب قبل ذهابه الى مكان الدعوة لكي يتغلب على مزاجه العصبي، مع ان هذا لم يكن اول لقاء مع الضيفين، فعندما زار العائلة في لندن (في مناسبة سابقة)، ورأى البيانو في غرفة الاستقبال، سأل السيدة فيوليت ان كان في وسعه ان يغني. فسرها ذلك، وغنى عدة اغنيات لشوبرت بمصاحبة عزفها على البيانو، واعجبت بغنائه كثيرا. وقد تحدث مريدو كل من جويس وبروست عن هذا اللقاء من زوايا مختلفة. فقد قيل ان النعاس او الخدر اثقل جفنيّ جويس، واخذ يشخر. ثم بعد ان توقف عن الشخير بدأ بالتحدث مع بروست. وفي احدى الروايات ان بروست سأل جويس ان كان يحب الكمأة، فأجاب الكاتب الايرلندي "نعم احبها"، وقيل ان بروست قال ايضا: "انا لم اقرأ أيا من مؤلفاتك، سيد جويس". واجاب جويس: "وانا لم اقرأ اياً من كتبك، سيد بروست". لكن بعض المعجبين بجويس يشككون في صدق هذا الحوار، فلا يمكن ان يكون جويس فظاً الى هذه الدرجة، كما يزعمون، حتى عندما يشرب. لعل جويس أهان فقط عائلة بروست. وبرر آخرون – من اصدقاء جويس – عدم قراءته مئات الصفحات من رواية (الزمن المفقود) المطبوعة بحروف ناعمة، بسبب ضعف بصره. لكن اعتراف جويس لبروست بانه لم يقرأ له شيئا غير صحيح. فقد ذكر لصديقه فرانك بجن في عام 1920: "قرأت بعض الصفحات، ولا ادري انها تتسم بشيء ما، بيد انني ناقد رديء". لكن جويس علق قائلا انه في الوقت الذي كان هو يود الحديث عن خادمات غرف النوم، فان بروست كان يحب الكلام عن الدوقات فقط. وقال لصديقه بجن: "كان حديثنا يشتمل على كلمة (كلا) فقط. فقد سألني بروست فيما اذا كنت اعرف الدوق الفلاني، فقلت "كلا". وعندما سألتْه مضيفتنا فيما اذا كان قد قرأ هذا المقطع او ذاك من (عوليس)، اجاب بروست "كلا" وهكذا. لا شك في ان الوضع لم يكن مريحا.كان بروست في بداية عهده، اما انا ففي نهاية عهدي". واستنادا الى باتريك كولوم، ان صديقه جويس استاء من محاولة فيوليت شف "اهتبال فرصة تاريخية في الجمع بين الكاتبين الشهيرين"، لذلك أثر ان يكون صموتا تلك الامسية وينقل بادريك كولوم الحوار الآتي: بروست: مسيو جويس، لعلك تعرف الاميرة... جويس: كلا، مسيو. بروست: آ، لعلك تعرف الكونتسية... جويس: كلا، مسيو. بروست: اذن فانت تعرف المدام.... جويس: كلا، مسيو. ويقال ان الحوار مع جويس كان غير مريح في غالب الاحيان، فعندما قدم اصدقاء جويس ولوكوربوزييه احدهما الى الآخر، يأمل في ان يسمعوا حوارا مثيرا عن عمليهما، كان الموضوع الوحيد الذي دار بينهما عن ببغاوي جويس، بيير، وبيبي. كما ان ألدوس هكسلي لم يفلح في جر جويس الى حوار بعد ان دعاه الى عشاء في باريس. فقد عبس جويس عندما طلب هكسلي وزوجته نبيذا احمر، وهو نادرا ما كان يشربه، لانه كان يعتقد بأنه يؤذي بصره الضعيف واهمل محاولات الروائي بيير داريولاروشيل في تلطيف الجو. ثم علقت المضيفة ماريا هكسلي على زهور الزينة على المائدة، في محاولة منها لتلطيف الجو ايضا، الا ان جويس رد قائلا: "انا لا احب الزهور"، وواصل صمته. ولم يكن الجو خيرا من ذلك مع الناقد الامريكي دوايت مكدونالد حين زار جويس في 1932: "كانت العشرون الدقيقة التالية جحيما. شكرناه على اتاحته الفرصة لنا لزيارته، وقلنا اننا نرجو ان لا نكون اثقلنا عليه، وقلنا اننا معجبون جدا بكتاباته. لم يقل شيئا. وبين الحين والآخر كان يمرر يده المنهكة امام وجهه، وهي حركة اصبحت مثيرة للاعصاب وبدأنا بتوجيه اسئلة مباشرة، فكان يجيب بنعم او لا ثم يعود الى صمته. ثم أثير موضوع اللغة، او بالاحرى تعمدنا نحن اثارته، فلاحظت، لسوء الحظ، ان رد فعل السيد جويس الذي كان يفترض فيه ان يعرف الشيىء الكثير عن المفردات كان مرعبا. وعلت وجهه نظرة جزع، ثم رفع يديه ببطء وكأنه كان يدرأ شراً ثم تركنا الموضوع ". وكما جاء في راديو الاذاعة البريطانية في 1949: "بعد افتراق الضيوف من فندق ماجستيك، سار المضيفان سدني وفيوليت شف مع بروست الى التاكسي الذي كان ينتظر خارج الماجستيك ليقله الى شارع هاملان. لكن جويس حشر نفسه ايضا في السيارة، وبدأ بالتدخين، وفتح احدى نوافذ سيارة التاكسي ولان بروست كانت به حساسية من اية هبة ريح، ولان داء الربو الذي يعاني منه يجعله اكثر حساسية من الدخان، فقد اغلق سدني شف النافذة فورا بعد ان انطفأت السيكارة. وفي اثناء الرحلة التي لم تستغرق اكثر من دقيقة، كان بروست يتكلم دون ان يوجه كلامه الى جويس، كما قالت فيوليت شف: "وكان جويس يرقبه بصمت. وحين توقفت سيارة الاجرة عند شارع هاملان، بدا ان جويس كان يود الصعود الى الشقة، بيد ان بروست لم يكن لديه استعداد لاستقباله، فقال له باصرار: "لتقلك سيارة ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram