اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المنتظرون في الطابور!

المنتظرون في الطابور!

نشر في: 18 أغسطس, 2013: 10:01 م

في الجرائم عموما -والكبرى منها على وجه الخصوص- يبحث المحقق، اول ما يبحث، عن المستفيد الرئيسي من  وقوع الجريمة، ثم يوالي البحث عن الدافع لارتكابها: هل هو الانتقام؟ هل هو الأخذ بالثأر؟  هل القصد الاستحواذ على مال او متاع؟ هل الفاعل  أصيل أم مستأجر؟ هل ثمة محرض مستور والفاعل أداة ليس غير؟ و.. و..
حين تتجمع في جعبة المحقق النبيه المحترف، دلائل معينة، تضيق أمامه حلقة المشتبه بهم، وعلى تلك الحيثيات، يبني قراره الأخير، قبيل الإحالة للمحكمة  المختصة.
استرجع ذاك الدرس البليغ الذي تلقيناه  يافعين على مدارج كلية الحقوق ببغداد، وأطبق نظرية الدافع والمستفيد على ما يجري في تخوم المنطقة، من داميات الأحداث،، كسبحة كرت فصوصها بالتتابع.
دعك من تونس، دعك من اليمن، دعك من العراق، الذي تحطمت بناه الفوقية والتحتية، وأولها الإنسان العراقي، وتهديم صروحه العاليات من المتحف الوطني إلى المكتبات العامة ـ  واستهداف العقول العراقية النيرة بالقتل والتنكيل او دفعها للهجرة.. دعك من سوريا وتهديم صروحها المعمارية، وانتهاك كنائسها العريقة، وجدع رؤوس منارات جوامعها الأثرية، دعك من الفتك بشعبها، من قتل منهم ومن هجر، دعك من التلويح لهذا البلد او ذاك بالويل والثبور وعظائم الأمور، لنجي إلى معقل آخر -تذكروا إنه لن يكون الأخير- (مصر، أم الدنيا).
بقلب دام أشهد في الأخبار دمار مكتبة الإسكندرية، ذاك الصرح المعماري الحضاري الذي تجاوز عدد الكتب فيه المئة ألف كتاب ( آخر إحصائية في زمن سوزان مبارك) خرابه لا يمكن تعويضه بمال الدنيا، ولا يمكن بعث معالمه من ركام رماد.
مصر الجامعات، الأهرامات، السينما الرائدة، المسارح الطافحة بالبشر، مصر طه حسين والطهطاوي وسعد زغلول، مصر دار الأوبرا ومسارب الصوت والضوء، مصر السنهوري وشوقي وسيد درويش،، مصر الرعيل الأول الذي تتلمذ على أيديهم كبار الكتاب في الوطن العربي، مصر، مصر، مصر.
حين يتوصل المحقق المستقل (افتراضاً) لاسم الفاعل ولقبه وهويته، ومحل سكناه، ويتبين دوافعه، يجفل، وترتعد فرائصه، إذ يشهد مدى الدقة والانضباط والتراتبية المتقنة التي صنعت بها الأحداث.. عندئذ سيصيبه العي إذ يهم بنطق الاسم الحقيقي للمستفيد الأخير من تلك الصعقات. ولسوف يذرف دمعا سخينا وهو يوقع على المحضر: نظرا لعدم توفر الأدلة، أو بالأحرى لعدم كفاية الأدلة: يغلق محضر التحقيق وتسجل كل تلك الجرائم ضد  مجهول.!!
اللعنة: أي خزي سيلحق بأمة المليار نسمة، إذ تصم سمعها عن قهقهة شامتة يطلقها الفاعل المجهول  كما البصقة: يا انتم... لستم أهل للحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram