أكدت منظمة الأغذية والزراعة الفاو أن الأسماك العراقية "تعاني من فجوة طلب عالية جدا بسبب عدم إهتمام الجهات الحكومية بتنمية هذا القطاع"، وأوضحت أن "انتاج الدونم الواحد من المسطحات المائية لا يتجاوز 4 كيلوغرامات سنويا"، ولفتت الى أن "ظروف الإقليم السياس

أكدت منظمة الأغذية والزراعة الفاو أن الأسماك العراقية "تعاني من فجوة طلب عالية جدا بسبب عدم إهتمام الجهات الحكومية بتنمية هذا القطاع"، وأوضحت أن "انتاج الدونم الواحد من المسطحات المائية لا يتجاوز 4 كيلوغرامات سنويا"، ولفتت الى أن "ظروف الإقليم السياسية حرمت العراق من 90% من حقوق الصيد في مصائد الخليج وأعالي البحار".
وقال رئيس خبراء الثروة السمكية في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة الدكتور باسم جمعة حسين، في حديث لـ (المدى برس)، إن "العراق يعد من المصادر المهمة في إنتاج الأسماك والأحياء المائية الأخرى لإمتلاكه مسطحات مائية كبيرة متمثلة في نهري دجلة والفرات وروافدهما والخزانات المائية الطبيعية مثل الثرثار والحبانية  والرزازة".
وتابع حسين "كما يمتلك البحيرات الإصطناعية مثل سدود الموصل وحمرين وحديثة إضافة إلى الأهوار والمستنقعات في جنوب العراق وشط البصرة الممتد إلى شمال الخليج"، مبينا أن "موقع العراق الجغرافي على رأس الخليج يؤهله لأن يكون موردا سمكيا بحريا في منطقة الخليج".
وأضاف حسين أنه "برغم المسطحات المائية المتوافرة إلا أن فجوة الطلب على الأسماك عالية جدا بسبب عدم إهتمام الجهات المعنية الجدي بتنمية هذا القطاع والإستفادة من المسطحات المائية لإنتاج البروتين الحيواني"، لافتا  الى أن "إنتاجية الدونم الواحد من مجمل هذه المسطحات لا يتجاوز 4 كيلوغرامات سنويا وهو معدل منخفض مقارنة ببقية البلدان ذات البيئة المشابهة للعراق".
وذكر حسين أن "الظروف التي مرَّ بها العراق منذ ثمانينات القرن الفائت حتى اليوم، كانت سببا رئيسا في عدم الإهتمام بهذه المسطحات المائية وتركها خاضعة للظروف والعوامل الطبيعية والإستغلال الجائر من قبل بعض الصيادين والمستثمرين"، منوها الى أن "إنتاج العراق من الثروة السمكية كان يقدر سابقا بـ 35 -40 طنا سنويا".
وتابع الخبير الدولي العراقي قوله أن "الظروف السياسية التي يمر بها الإقليم حرمت العراق من 90% من حقوق الصيد في مصائد الخليج وأعالي البحار"، مشيرا إلى أن "الفاو بدأت بتنمية ثروة العراق السمكية في عام 2004 بعد تقديم الدول المانحة مساعدات للقطاع الزراعي ومن ضمنه الثروة السمكية".
وأوضح أن "الفاو قامت بوضع خطة ستراتيجية تهدف إلى تنمية المخزون الطبيعي للثروة السمكية في معظم المسطحات المائية، كذلك العمل على توجيه القطاع الخاص لتربية السماك على ضفاف الأنهر والبحيرات بهدف إستغلال المسطحات المائية عن طريق إنشاء مزارع لتربية السماك وإستخدام الأقفاص العائمة".
واشار الى أن "الفاو قامت بمساعدة الدولة العراقية في إنتاج تكنولوجيا لتنمية إصبعيات الأسماك (بذور الأسماك) لمساعدة القطاع الخاص على التوسع في هذا المجال والعمل على زيادة المخزون الطبيعي من الأسماك في المسطحات المائية وكذلك إرسال متخصصين عراقيين إلى الخارج لرفع قدرتهم العلمية والذاتية لمواجهة التطورات في هذا المجال"، ونبـَّه الى أن "هناك ورش عمل للصيادين ومربي الأسماك لتعريفهم بالتقنية الحديثة التي أثمرت عن توجه ملموس من قبل هؤلاء على إنشاء مثل هذه المشاريع وعلى حسابهم الخاص".
واستطرد بالقول إن "الفاو تقوم بمساعدة الدولة على المحافظة على الأسماك المحلية والمعروفة بالقيمة التجارية العالية في المنطقة من الإنقراض عن طريق إنشاء مركز للتحسين الوراثي لهذه الأصناف في جامعة تكريت وهو مجهز بأحدث التقنيات"، مبينا أنه "سيتم التعاون مع الجامعة لتشغيل هذا الصرح الكبير".
وتابع "في حال توفر الدعم المادي فإن الفاو ستقوم بإنشاء مشاريع وتنمية وتكثير الأسماك في المياه المالحة وشبه المالحة التي تنتشر بشكل سريع في العراق بسبب شح المياه والجفاف وإرتفاع درجات الحرارة"، موضحا أن "هذه المياه لا تزال تشكل مساحات مائية كبيرة متمثلة في بحيرة الرزازة وشط العرب وبعض الأهوار الجنوبية كما ان الفاو تبذل جهودا مع المحافظات المعنية لتنفيذ مشاريع لإستغلال المياه المالحة لتربية الأسماك عن طريق إدخال أسماك تتلاءم مع الظروف البيئية الجديدة".
وأردف خبير الأسماك الدولي العراقي أن "الفاو وقعت إتفاقيات مع المحافظات الشمالية وفي مقدمتها محافظة أربيل لإنشاء مفقس للأسماك في أربيل في نهر الزاب الكبير بكلفة 2.5 مليون دولار"، معربا عن أمله بـ "توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع محافظة نينوى لإنشاء مفقس آخر وتكثير الأسماك في سد الموصل بكلفة 7 ملايين دولار إضافة إلى مشاريع مشابهة في محافظة البصرة لإستثمار المياه المالحة في شط العرب بقيمة 9 ملايين دولار"، لافتا الى أن "الفاو نفذت مشاريع سمكية اخرى بقيمة 10 ملايين دولار".