اسلام اباد/ أ. ف. بأصبح برويز مشرف اول قائد سابق لباكستان يواجه تهمًا جنائية بعد أن كان في الامس الجنرال الذي لا يشق له غبار، والذي سيطر على السلطة في 1999.وكان مشرف الاسلامي المعتدل الذي يدخن السيجار ويشرب الويسكي، الحليف الرئيسي لواشنطن في "الحرب
اسلام اباد/ أ. ف. ب
أصبح برويز مشرف اول قائد سابق لباكستان يواجه تهمًا جنائية بعد أن كان في الامس الجنرال الذي لا يشق له غبار، والذي سيطر على السلطة في 1999.
وكان مشرف الاسلامي المعتدل الذي يدخن السيجار ويشرب الويسكي، الحليف الرئيسي لواشنطن في "الحرب على الارهاب" ونجا من ثلاث محاولات اغتيال على الاقل قام بها تنظيم القاعدة خلال حكمه الذي استمر تسع سنوات.
الا أن حياته اصبحت سلسلة من الازمات منذ عودته الكارثية الى باكستان في اذار ليشارك في الانتخابات و"ينقذ" البلاد من الجيش والخراب الاقتصادي، بحسب ما قال.
فبعد اربع سنوات من المنفى الاختياري في دبي ولندن، عاد الى بلاده لا لكي يستقبل استقبال الابطال، بل ليستقبل بالسخرية وبوابل من القضايا الجنائية.
وهددت حركة طالبان بقتله، وسخر الاعلام المحلي من تطلعاته وتبددت خطته بالعودة الى الحكم عندما تقرر استبعاده من الترشح لانتخابات ايار التي فاز بها نواز شريف، الرجل الذي اطاح به مشرف في 1999.
وجرحت كرامته عندما فرضت عليه الاقامة الجبرية في فيلته الواقعة على مشارف اسلام اباد، ليقبع وحيدًا دون حول أو قوة مع تحرك القضايا ضده في المحاكم
وقالت حكومة شريف إن مشرف البالغ من العمر سبعين عامًا يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة لاستيلائه على السلطة وتخريب الدستور.
وهو مطلوب في قضية مقتل زعيم المتمردين البلوش خلال عملية عسكرية في 2006 واتهم الثلاثاء بقتل زعيمة المعارضة بنزير بوتو في هجوم بالبنادق والقنابل في 2007 بعد عودتها من المنفى.
وفي مذكراته "على خط النار"، اقتبس مشرف من أقوال نابليون بونابرت وريتشارد نيكسون على اعتبار أنهما مثله الاعلى في القيادة، وهما الرجلان المعروفان بعنادهما والغطرسة التي أسهمت في سقوطهما.
ولد مشرف في نيودلهي في الهند في الحادي عشر من اب عام 1943 وهاجر مع عائلته الى دولة باكستان الجديدة في منتصف آب 1947 التي أعلنت انفصالها عن الهند اثر صدامات دامية.
ودخل الكلية العسكرية، وهو في الـ18 من العمر، ولم تفارقه البزة العسكرية طيلة اكثر من 45 عاماً. حصل على وسام شرف لشجاعته خلال الحرب ضد الهند عام 1965 وفي عام 1966 انضم الى فرقة نخبة داخل الجيش الباكستاني.
واشرف اثناء قيادته الجيش على "نزاع كارغيل" القصير في كشمير الذي كاد أن يدخل باكستان في حرب مع جارتها النووية الهند.
وعندما اطاح بشريف في 1999 في انقلاب ابيض، احتفل العديد من الباكستانيين بنهاية الفساد والإدارة التي دمرت الاقتصاد.
وفاز مشرف بالرئاسة لمدة خمس سنوات في استفتاء في 2002، الا أنه حنث بوعده بالاستقالة من قيادة الجيش حتى أواخر 2007.
وبعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول 2001 اصبح مشرف الحليف الاساسي للولايات المتحدة في "حربها ضد الارهاب"، واكتسب إشادة دولية لمحاولته القتال ضد طالبان والقاعدة وتحقيق الازدهار الاقتصادي خلال رئاسته.
ولم يواجه مشرف أية تحديات خطيرة إلا عندما حاول اقالة رئيس القضاة في اذار 2007، ما ادى الى احتجاجات في انحاء البلاد قادت الى أشهر من الاضطرابات التي أسفرت عن فرض حالة الطوارئ.
وبعد اغتيال بوتو في كانون الاول 2007، تدهور الجو العام، واصبح مشرف معزولًا بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها حلفاؤه في انتخابات شباط/فبراير 2008.
وفي آب 2008 استقال بعد أن بدأت بحقه إجراءات اقالته من السلطة من قبل الائتلاف الجديد الحاكم، وعاش في المنفى حتى عودته غير الميمونة الى وطنه في اذار من هذا العام.