عندما سافر "دولة جارنا" إلى الهند تذكرت نكتة من أيام الطفولة وفي زمن حكم عبد السلام عارف بالتحديد. وان كانت النكتة ضعيفة بمقياس نكاتنا العراقية "الحوك"، إلا أنها في ذلك الزمن كانت كافية لأن تضحكنا. ربما هي براءة الأطفال التي فينا تدفعنا للضحك على أبسط نكتة، أو ان هموم الناس لم تكن سوداء فاحمة مثلما هي عليه اليوم.
تقول النكتة: إن عبد السلام عارف زار الهند يوما فأحسن رئيسها استقباله. وفي جلسة منفردة عاتب الرئيس الهندي "نظيره" العراقي: ما يصير يا سيادة الرئيس، ان العراقي إذا شعر بأن احدهم "يستزوجه" يرد عليه: "لك قابل أنا هندي حتى تضحك عليه؟". تأسف عارف جدا ووعد ضيفه بانه حالما يعود للعراق سيصدر قرارا يمنع ويحرّم الاستهزاء بالهنود. انتهت الزيارة وذهب الرئيس العراقي للمطار يرافقه الهندي. عند سلم الطائرة قال الرئيس الهندي لعارف: أرجوك لا تنسَ الذي اتفقنا عليه. رد عارف: شلون أنسه .. قابل آني هندي؟!
عندما سمعت امس بان جارنا زار قبر غاندي حسبتها نكتة أيضا، لكنها لم تضحكني، هذه المرة، بل كادت تجعلني ألطم على رأسي. قلت لنفسي: اشجاب هذا على ذاك؟واضح ان صاحبنا يريد ان يوحي للهنود انه يقدر العظماء أو ربما يريد القول انه يقتدي بهم.فلو كان الجار كذلك فعلا لذهب إلى قبر العظيمة أم كلثوم يوم زار مصر. من يزر قبرا لا بد ان تكون له علاقة من نوع ما بصاحب القبر. أنا، مثلا، أعرف سبب عدم زيارته لقبر سيدة الغناء، لأنه يسفّه الغناء ويعتبره منكرا وفجورا فيأنف سماعه مثلما يستنكف من سماعنا نحن جيرانه الغلابة. لكني لا اعرف سبب زيارته لغاندي سوى، اني أراه من باب الفخفخة أو أنه يريد القول إني "عظيم" فلا أزور غير العظماء.
أيعرف الزائر ان صاحب القبر عاش على حصيرة ولا يملك غير "صخلة"؟ وهل يعرف الزائر ان هذا الذي في القبر أجاب يوم اتهمه النائب العام بإثارة الناس على العنف: إن النائب العام العلاَّمة على حق لا شبهة فيه حين يقول إنني باعتباري رجلاً مسؤولاً، وباعتباري كذلك رجلاً قد ظفر بقسط من التعليم لا بأس به، كان ينبغي علي أن أعرف النتائج التي تترتب على كل فعل من أفعالي. لقد كنت أعلم أنني ألعب بالنار، وأقدمت على المغامرة .. إني أحسست هذا الصباح أنني أفشل في أداء واجبي إذا لم أقل ما أقوله هنا الآن".
أنا أشك بأن ان جارنا قرأ سطرا واحدا مما كتبه غاندي أو مما كتب حوله، فلو كان فعل لما زاره.
حجي خلي ببالك دائما .. تره إحنا ، جبرانك الفقراء لله، مو "هنود"!
إحنا مو "هنود"؟
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 5
المدقق
يبدوانك ايها الكويتب الانكريزي لا تعرف الجغرافيا جيدا وبحاجة ان تاخذ درسا فيها لكي تعرف ان العراق هو في قارة اسيا بينما الانكريز هم في قارة اوربا فمن اين جئت بعبارة ان العراق هو جاركم ؟؟؟ lt لو تريد تحشك روحك كوة بيناتنا ؟؟ gt gt ها ياهو اللي طلع هندي
نبيل
والله كلنا العرب صرنا حمير مش بس هنود. حمير وراء ايران وتركيا
ameen
سؤلي الملح لماذا لا تنشروا تعليقاتي على هذا الشخص يا ادارة الجريده وهي صريحه واعود لاقول للعقابي لا تكن حسودا لان الحسد سياكل قلبك المريض واقول للحجي ٠٠ اصبر على حسد الحسود فان صبرك قاتله كلنار تاكل بعضها ان لم تجد ما تاكله
وجيه الفريجي
, كون اليحجي على ناس لو ايكون ابمستواهم لو احسن منهم انت تحجي على الهنود ,العراقين ايدفعون الالف الدولارات في سبيل يتعالجون بالهند .عمي شوفلك مواضيع بيها حظ , اني اتعجب على المدى اشلون تنشرلك
نوري حمدان
هذا المقال استذكرني لصديق لي من سوريا قال لي هل انت هندي فاجبته , ياريت انا هندي , هل تعرف ن اول المراوح السقفيه ومكائن الخياطه التي دخلت العراق وسوليا هي من الهند وهل تعلم ان برطانيا عندما كانت محتله للهند كانت تستخدم سفن هنديه في غزواتها للبلدان الاخ