لم نكن نتصور أن تأخذ قضية نادي الشرطة في خلافه مع اتحاد الكرة مديات أوسع عبر القنوات الفضائية لاسيما بعد ان طرح رئيس النادي إياد بنيان وجهة نظر محترمة وموقفاً رجولياً ومبدئياً مفرّغاً من المزاج عندما طالب باستحقاق فريقه اللعب مع ضيفه أربيل على أرضه حسب نظام الذهاب والإياب الذي أقرّه الاتحاد قبل ان يذعن لصوت العقل ويدرء عنه حماقة التعنت بإجراء المباراة على ملعبه ، وكانت غبطتنا كبيرة وهو يستجيب صباح يوم اللقاء المثير للجدل لندائنا هنا ونصحنا له برسم مصلحة النادي والكرة العراقية للمحافظة على ما انجزه من دون تورطه لا سمح الله في خطأ لا يُغتفر يمكن ان يبيّت له المناوئون عملاً مشيناً ربما يصل الى حجم كارثة لا تحمد عقباها.
فلا يوجد مبرر يدفع برئيس نادي الشرطة الى قبول الظهور عبر التلفاز أو أية وسيلة أخرى بعدما سجّل موقفاً لناديه هدّأ ثورة الغضب الجماهيرية وعزز ثقة لاعبيه أنهم قادرون على الدفاع عن الوان النادي أينما دعتهم المواجهة ليكونوا جاهزين لها نفسياً وفنياً ، لكن هناك من أراد أن يستثمر جرأة وصراحة بنيان لهزّ الأرض تحت اقدام رئيس وأعضاء اتحاد الكرة بصواريخ اتهامات خطيرة (تزوير اعمار الشباب وهدر المال في ايفادات سياحية ومنع رفع الحظر الدولي وسوء التخطيط وعدم شرعية مجلس الادارة) ما أثار حفيظة الاتحاد الذي لم يرتق في المواجهة الى مستوى الرد المناسب ، بل عمد الى شخصنته وراح ينعت الرجل بأوصاف مسؤولين في النظام السابق والتهديد بكشف التلاعب في عقود لاعبي الشرطة والتشكيك بوطنيته لحمله الجواز الأوروبي !
إن تهافت اعلامنا المرئي على تحويل القضايا الرياضية الى برامج (شـو) لن يُصلح مسارها المنحرف ، بل يسهم في تأليب الجمهور وزيادة حُنق المتابعين على من يقف وراء تلك البرامج بإستثناء تلك التي ينأى مقدموها عن الإثارة الفارغة ويختارون التوقيت المناسب للاستفادة من الضيوف لخدمة قضية معينة في وقت تستغيث الرياضة العراقية من آفة الكسل والفساد والعبث بمستقبلها من خلال قتل المواهب واستسهال تمثيل قليلي الخبرة في دورات عربية وقارية ودولية لمختلف الألعاب من دون أسف على سمعة البلد وهو يتذيل جدول الترتيب وراء بلدان تحلم بعشر ميزانيته الحكومية الرغيدة.
وبما ان هناك جولة تحدٍ جديدة لاتحاد الكرة عبر ممثله كامل زغير توعد بها رئيس نادي الشرطة في حوار تلفازي اليوم الأحد للرد على اتهاماته التي اطلقها أول من أمس الجمعة ، فأطالب زغير بالتزام الحكمة والإعتذار عن الحضور إكراماً لسمعة اللعبة في بلدنا التي اصبحت (مزقاً) لاسيما ما يتعلق بمشاركة منتخبنا الشاب في مونديال تركيا ، ولينصرف زغير وزميله جبار وبقية اعضاء الاتحاد الى شؤون "الدوري الماراثوني" ومحنة الأسود مع بترو بدلاً من الهاء الناس بقضية استهلكت ولا طائل منها سوى الظهور الاعلامي واستعراض العضلات وتبادل الاتهامات على الهواء مباشرة حتى سقط الاتحاد في ورطة كبيرة لم يحترس منها وهي اضعاف أمل تنظيمه ملف خليجي 22 بعد ان أعلن امام العالم عدم سلامة الاجواء في ملعب الشرطة واصراره على نقل مباريات الاندية الجماهيرية الى ملعب الشعب لإحكام السيطرة عليه ! فكيف به ينظم دورة خليجية في البصرة مطالب خلالها ببذل كل الجهود الامنية لحمايتها من الانفلات والخروقات وهو لم يستطع أن يتحمل مسؤولية حماية ملعب صغير تحيط به مجمعات حكومية أمنية وسط العاصمة بغداد؟!
ورسالتنا الى الأخ إياد بنيان ومعه جميع رؤساء الاندية الجماهيرية وغيرها : اذا كانت ثقتكم في الاتحاد قد اصابها الوهن وتأملون عودة الكفاءات واصحاب التاريخ الساطع بانجازات العقدين السبعيني والثمانيني – كما اشار بنيان الى ذلك - فلا يمكن ان يتم التغيير بالخطابات المنفعلة والتهديد بالوثائق وانتهاز الأخطاء وما اكثرها لتحشيد الرأي العام ضد الاتحاد ، بل جميعكم يؤمن بالنظام الديمقراطي ، فأصبروا حتى حزيران 2015 وبعدها أثبتوا لنا إن معارضتكم خالصة النية والهدف .. والنتيجة !
معارضون برداء الشرطة!
[post-views]
نشر في: 24 أغسطس, 2013: 10:01 م