اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > المرض الغريب.. أسقطها في الوحل

المرض الغريب.. أسقطها في الوحل

نشر في: 25 أغسطس, 2013: 10:01 م

هي لا تذكر كيف أصيبت بهذا المرض الغامض الذي حار فيه الأطباء .. انها متأكدة أنها لم تصب به بالوراثة، فوالداها من العقلاء وكذلك كل افراد أسرتها .. وهي نفسها لم تشك في لحظة في قواها العقلية برغم غرابة ما عانته .. كانت حياتها عاديه تماماً .. ولدت وعاشت و

هي لا تذكر كيف أصيبت بهذا المرض الغامض الذي حار فيه الأطباء .. انها متأكدة أنها لم تصب به بالوراثة، فوالداها من العقلاء وكذلك كل افراد أسرتها .. وهي نفسها لم تشك في لحظة في قواها العقلية برغم غرابة ما عانته .. كانت حياتها عاديه تماماً .. ولدت وعاشت وتربت في كنف أسره تقليدية محافظة على الاخلاق والتقاليد .. عاشت طفولتها مثل أي طفلة في عمرها .. لم يكن يميزها عن شقيقاتها سوى ميلها الى الهدوء والمسالمة .. وعندما التحقت بالجامعة وقبل ان تنهي عامها الدراسي الاول جاء ابن عمها الذي سافر الى الخارج منذ سنوات للحصول على شهادة الدكتوراه وعاد بعد ذلك ليتم تعيينه في مركز مرموق في احدى الوزارات .. ولم تجد مبرراً لان ترفض الزواج من ابن عمها .. الذي كان رفيق طفولتها .. لكنه أصبح الان رجلاً مرموقاً ذا شأن في المجتمع .. وافقت على الزواج من ابن عمها وتزوجت وعاشت سعيدة لانها وجدت فيه نعم الزوج المخلص والصديق الوفي .. نعم كان زوجها يحنو عليها ويرعاها وكأنها ابنته وليست زوجته .. وتجرعت كأس السعادة حتى الثمالة.. فما كان زوجها يرفض لها طلباً .. فبادلته حباً بحب وحناناً بحنان وأصبح عش الزوجية جنة صغيرة للزوجين الشابين .. خاصة بعد ان من الله عليهما بولد جميل يشبه اباه وبنتاً رائعة الحسن جاءت صورة مصغرة من امها .. كانت الحياة في نظرها سعادة دائمة والدنيا في عينيها سلام جميل لايكدر صفوه شيء .. حتى جاءت تلك الليلة المشؤومة التي استيقظت فيها من النوم على صوت غريب قال لها :

- استيقظي حالاً.. استيقظي !
وهبت مذعورة في الظلام .. التفتت الى زوجها معتقدة انه هو الذي يحدثها .. لكنها فوجئت بزوجها يغط في نوم عميق ! ولم تكد تفيق من دهشتها من هذا الصوت المجهول حتى بوغتت بنفس الصوت واضحاً في اذنيها ..
- الا تسمعينني .. أتظنين إنني زوجك .. انت واهمة !
ومنذ هذه الليلة الغريبة لم يفارقها – الصوت الملعون – الذي كانت تسمعه بوضوح .. كان يحدثها متى اراد وفي أي مكان .. والغريب ان احداً غيرها لم يكن يستطيع سماع هذا الصوت الذي كان أشبه بصوت –اسطوانة مشروخة -! .. وبدأت أعصابها تتوتر والزمام يفلت من يديها .. كانت تجلس تقرأ في مجلة فيقتحم الصوت المجهول هدوءها .
- لماذا تقرأين .. هل تعتقدين ان القراءة مفيدة .
تغمض عينيها حتى لاتسمع ..
- فيقول: غيرك كان يقرأ .. ! تضع يديها على اذنيها..
- فيصرخ – لن تتوفقي .. ولن تنجحي ابداً!..
فتهب صارخة في هستيريا كالمجنونة وينتفض زوجها فيحتضنها ويحاول ان يهدأها .. بعد ان استنفذ كل قواه في محاولة اقناعها بانه لايوجد صوت .. وانما هي مجرد أوهام ..
لكنها تصرخ باكية : بل اسمعه .. وهو موجود .. لكنكم لا تصدقونني !
وذات يوم اشارت عليها احدى صديقاتها بأن تذهب الى الشيخ صالح .. فربما يأتي الشفاء على يديه .
وعرف الشيخ صالح واشتهر بعلمه الواسع بعالم الجن الخفي .. واستجمعت شجاعتها وذهبت الى الشيخ صالح في منزله في احد أزقة مدينة الكاظمية الضيقة .. دار قديمة متهالكة .. دعاها صبي للدخول .. غرفة ضيقة مبنية من الطابوق الاسود .. ذات ضوء باهت يميل الى الاصفرار والشيخ جالس بجلبابه الابيض الناصع وغترته البيضاء والمسبحة لاتفارق يده وحوله كومة من الادعية واوراق مكتوبة بماء الزعفران .. ما ان رآها حتى اخذ يشعل مزيداً من البخور ويتمتم بكلمات غير مفهومة , ثم رمقها بنظرات حادة من عينيه الضيقتين اللتين احاطهما بالكحل الاسود فزادهما غرابة وغموضاً .
- بادرها الشيخ بصوت متشرج : حائرة أنت ومتعبة !
لم ترد .. وأومأت برأسها المرهق ..
- قال الشيخ: وحيرتك بسبب شخص .. اليس كذلك ..؟
- ردت بدهشة .. نعم .. كيف عرفت ؟
- صرخ الشيخ .. كيف تجرؤين .. ان طالعك صريح في عينيك .. ثم انني الشيخ صالح .. الا تعرفين اعمالي ومقدرتي على شفاء الناس!
- قالت له : يا شيخ .. خلصني من الشر المجهول الذي يطاردني والذي لا يسمعه احد.
اغمض الشيخ العجوز عينيه وتقلص وجهه بشدة وكأنه يعاني من مخاض ..
وقال :باسم الله ولا شيء غير اسمه القادر .. سوف اخلصك من هذا الصوت الملعون ..
انفرجت اسارير الزوجة .. لكن الشيخ صالح .. اوقد شمعة واشعل بخوراً وقدم لها مشرباً يشبه العسل ما ان تناولته حتى شعرت بقلبها ينبض بسرعة حتى غابت عن الوعي !
عندما افاقت شعرت بدوخة وغرقت في بحر عرقها وهي تحملق مذهولة فيما حولها .. كانت نصف عارية وملابسها مبتلة من الداخل .. صرخت .. ولكن الشيخ طمأنها وراح يبلل شفتيها بماء الورد ويلقمها في فمها حلقوماً ..حتى عادت الى وعيها .. بكت بحرقة واخفت وجهها بكفيها .. لكن الشيخ اقسم لها بأن أحدا لم يلمسها .. وان الجني ذبح فوق رأسها .. تلمست مره ثانية ملابسها الداخلية فوجدت سائلاً لزجاً في فرجها .. صرخت ودفعت الشيخ من أمامها واسرعت الى مركز شرطة الكاظمية لتروي بدموعها مأساتها ..
ان الشيخ صالح .. لم يذبح الجني .. وإنما ذبح شرفها !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram