TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > بريطانيا لا تستطيع التصرف تجاه سوريا حتى تغطي شبح العراق

بريطانيا لا تستطيع التصرف تجاه سوريا حتى تغطي شبح العراق

نشر في: 26 أغسطس, 2013: 10:01 م

ما لم تظهر حقيقة الأخطاء الماضية، فان المملكة المتحدة لا تستطيع اعطاء رسالة واضحة عن حقوق الأنسان والتدخل . لقد ذهبنا الى العراق برغم ان الأدلة كانت  تشير الى عدم امتلاك  صدام  لأسلحة دمار شامل، و لن نذهب مع تيقن الجميع بان بشار يملكها

ما لم تظهر حقيقة الأخطاء الماضية، فان المملكة المتحدة لا تستطيع اعطاء رسالة واضحة عن حقوق الأنسان والتدخل . لقد ذهبنا الى العراق برغم ان الأدلة كانت  تشير الى عدم امتلاك  صدام  لأسلحة دمار شامل، و لن نذهب مع تيقن الجميع بان بشار يملكها . العلاقة بين التدخل العسكري البريطاني و الدكتاتوريين و اسلحتهم الكيمياوية مثقلة بالسخرية ، ان شبح العراق و عجز البيت الأبيض عن فصل الحقيقة عن التمني يخيمان على المأساة المعاصرة في سوريا .
من المرجح ان الرئيس بشار الأسد قد حسب ان بامكانه الأفلات من تسميم شعبه بالغاز بسبب ما حدث قبل عقد من الزمن مع صدام حسين و اسلحته المتملصة الخاصة بالدمار الشامل . من المؤكد ان كل من شاهد لقطات عن ضاحية الغوطة في دمشق – صفوف متراصة من الجثث و اطفال رضّع يتلوون و هم في النزع الأخير – قد اصيب بالذعر و الروع . بعد ان احيط بالثوار قبل ما يقارب العام ، يبدو ان الأسد قد وضع كل الأسلحة تحت تصرفه من أجل القضاء على هذا التهديد ، و قد كان قادرا على القيام بذلك لأن المجتمع الدولي كان يكثر من الخطابة و يقلل من الاجراءات . العجز الحالي يذكّرنا بغض الطرف من قبل الأمم المتحدة عن رواندا و البوسنة في سنوات التسعينات من القرن الماضي ؛ و هذا بدوره أثار حماسة تدخل بلير و بوش . فهل دار العالم دورة كاملة ؟ الجواب هو كلا مهما كان الاجراء المتخذ ضد سوريا .
العراق يعــد جزءا من السبب، لكنه جزء واحد فقط . كان من المفيد ان نسمع النغمات الرسمية لمفتش الأمم المتحدة السابق هانز بليكس و هو يتحدث في الاسبوع الماضي عن عمليات التفتيش و التأخير و الأخفاء . ان رفض الأميركان و البريطانيين السماح لبليكس بانهاء عمله في 2002 – 2003 لا يزال يقوض اية اتهامات مبنية على الزعم لوحده مهما كانت مصداقية تلك المزاعم اليوم . الآن يبدو ان الأسد قد وافق على دخول مفتشي الأمم المتحدة الى موقع الهجمات ، سيكون تدقيق الأدلة سباقا مع الزمن .
مع ذلك، و برغم ان من الغامض إثارة القضية  مع آلاف الضحايا نتيجة احتمال استخدام الأسد لغاز الأعصاب ، فلازال الاعتقاد ضعيفا في ان تعطي المؤسسة البريطانية انطباعا برغبتها في اخفاء الأخطاء و الأكاذيب بشأن العراق حيث يمكن ان يتساءل المرء هل هذا تقرير تشيلكوت المراوغ ؟  ان رفض نشره – الى حين يتناسى الناس اولئك المشاركين فيه – يعزز الرأي القائل بأن الأشباح و السياسيين لا يريدون ظهور الحقيقة كاملة . هذا الأمر مهم من حيث همجية ما حدث في الغوطة، لأنه  بعد الإستناد الكامل على العراق، فان بريطانيا يمكنها التمسك بمسألة انتهاكات حقوق الأنسان  و التدخل العسكري .
بغض النظر عن الضغوط الداخلية، فان ميزان القوى قد تحول خلال سنوات التدخل العشر . الولايات المتحدة لها رئيس جمهورية، و هيئة سياسية، و رأي عام عانى من العراق و افغانستان و ينفر من استخدام القوة العسكرية . الضربات الجوية الفرنسية – البريطانية على ليبيا أيدت الوسائل القديمة و الحقائق الجديدة. بتحفيز من الاستعداد لمجزرة في بنغازي ، فان ديفيد كاميرون و ساركوزي كانا مستعدين لعواقب عدم اتخاذ اي اجراء ، الا ان المهمة نجحت ( في غاياتها الأولية ) فقط بسبب الدعم اللوجستي الأميركي و اذعان روسيا في الأمم المتحدة .
فيما بعد عــدَّ الروس تلك مخالفة بحجة ان تفويض الأمم المتحدة لم يسمح للغرب بإسقاط القذافي . تعنتهم تجاه سوريا يعكس جزئيا تحالفهم الستراتيجي مع الأسد ، لكنه يعكس ايضا غضبهم ( سواء أكان صوابا أم خطأ ) على ليبيا . انهم  يوزعون الانتقام اكثر من أي وقت مضى ، و سوريا هي المحفل المثالي بالنسبة لهم. بدعم من الصين، فان روسيا قد ضمنت الاسبوع الماضي انه حتى قرار تفويض تفتيش كامل عن هجوم كيمياوي في دمشق قد تم تخفيفه الى حـد التفاهة .
كان من السهل نسبيا في سنوات التسعينات بالنسبة للبريطانيين و الأميركان ان يتصرفوا من دون موافقة الأمم المتحدة ، مع بداية ظهور الصين كقوة عظمى محتملة و مع قيادة روسيا من قبل بوريس يالتسن المنغمس بالكحول . اليوم يعــد  تجاهل الأمم المتحدة  اكثر خطورة ، برغم كونها مجازفة تستعد الولايات المتحدة و المملكة المتحدة لخوضها .
 أضفى كاميرون الطابع الرسمي على عملية الحرب ، و هذا يحسب لصالحه . لقد ولت آراؤك بلير و الدبلوماسيون مع العسكريين  الذين نسجوا عملياتهم ، الا ان المعضلات لازالت بلا حلول  من دون دعم رسمي من الأمم المتحدة، فما هو الأساس القانوني للاجراءات ؟ ما  الأهداف و هل هي ممكنة التحقيق  لتخويف الأسد ؟ انه لن يخاف  لمعاقبته او خلعه ؟ الروس سيضمنون بقاءه في السلطة .
ما يمكن قبوله بشكل اكثر صدقا هو ان الاجراء العسكري يعــد استجابة لغريزة وجوب القيام بشيء ما ، و ان الطاغية لا يمكن ان يفلت من العقاب ، قد يكون هذا رد فعل أخلاقي معروف لكنه لا ينفع لسياسة طويلة الأجل .
يتمثل الخوف في ان العالم  يبتعد عن النهج المبني على الحقوق .
 عن : الغارديان البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

برلماني: لا نعلم شيئاً عن موازنة 2025 حتى الآن

وزارة الكهرباء: ايران مددت فترة الصيانة اسبوعين وهذا أفقدنا اكثر من 8 آلاف ميغا وات

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

تقرير "إسرائيلي" يصوب نحو الخريطة الجديدة: جاء دور العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

صحيفة أمريكية: العراق مصدر خطر على المسيحيين

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

صحيفة عبرية:

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

متابعة/ المدى كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الخميس، أن "الإسرائيليين" والأميركيين غير قادريين على ردع حركة انصار الله الحوثي في اليمن. وذكرت الصحيفة في تقرير، أن "هناك تفاهماً بين الإسرائيليين والأميركيين بأن اليمنيين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram