تجد الادارة الاميركية نفسها في اقصى الاوضاع الحرجة مع تنامي العنف في مصر وهي في تعاملها مع الاحداث الدراماتيكية تبعث برسائل متناقضة ومرتبكة تعبر عن عدم فهم للحقائق على الارض وللمخطط الاخواني بجر البلاد إلى الحرب الأهلية وإظهار -في محاولة لئيمة ومتعمد
تجد الادارة الاميركية نفسها في اقصى الاوضاع الحرجة مع تنامي العنف في مصر وهي في تعاملها مع الاحداث الدراماتيكية تبعث برسائل متناقضة ومرتبكة تعبر عن عدم فهم للحقائق على الارض وللمخطط الاخواني بجر البلاد إلى الحرب الأهلية وإظهار -في محاولة لئيمة ومتعمدة في رسالة للغرب والعالم- ان الجيش هو المسؤول وليست الحركة التي تريد الانتقام من كل الشعب المصري لانه لا يريدها في الحكم.
واتى قرار الرئيس اوباما الغاء التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر التي من المقرر عقدها الشهر المقبل، وتوجيهه الانتقادات الحادة للجيش والسلطة المؤقتة ليرفع من منسوب العنفوان العدواني الاخواني ويؤجج حركة الجماعات الإسلامية المتحالفة معها لدفع البلاد الى الهاوية.
ان الولايات المتحدة تعي جيدا أن الغاءها المناورات العسكرية المشتركة لن يكون له اي تأثير سريع على الجيش المصري الذي تسلم المساعدات العسكرية لهذا العام، كما وتعرف جيدا ان اي تحرك لقطع المعونة العسكرية سيؤدي إلى تآكل النفوذ الاميركي في مصر الذي انحسر الى الحدود القصوى بسبب وقوف ادارة اوباما الى جانب الاخوان متجاهلة رغبة الملايين من المصريين الرافضة لبقائهم في الحكم، وهي أيضا تدرك ان أي رد فعل متشدد من قبلها تجاه مصر سيؤدي إلى دخول منافسيها الروس و الصينين لاسيما وان الاحتجاجات الشبابية شهدت رفع صور الرئيس الروسي بوتين".
خسارة أوراق النفوذ
وفي الوقت الذي اقرت واشنطن على لسان المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي بأن "الغاء تدريبات النجم الساطع لن يكون له تأثير على الأحداث على ارض الواقع"، اعتبر العديد من المحللين الاميركيين المعنيين بقضايا الشرق الأوسط "ان الادارة تفتقد لستراتيجية فعالة حيال ما يحدث في مصر وهي بذلك تغامر بفقدان اوراق التأثير التي تملكها"، وشددوا على "ان الادارة تبعث برسائل مرتبكة، وتمارس سياسة مشوشة تحد من قدرتها على التأثير في الاحداث وعلى قادة الجيش المصري الذين يعتبرون انفسهم في معركة حياة او موت مع الحركات الاسلامية المسلحة في البلاد".
ورأى بعض المحللين "ان ما تحتاجه واشنطن الآن هو وضع ستراتيجية جديدة في منطقة الشرق الاوسط برمته"، فيما اكد آخرون "أن على واشنطن ان تبقى محايدة في موقفها من الصراع في مصر واماكن اخرى حتى لا تغامر بإشعال جذور الكراهية والعداء للولايات المتحدة". وقال المدير السابق لإدارة الشرق الأدنى في مجلس الامن القومي مايكل دوران"، ان اعلان اوباما بالغاء المناورات العسكرية مع مصر يعطي إشارة الى ان امريكا تجلس وتراقب الاحداث بدلا من ان تتدخل وتتعامل مع القضايا الإقليمية التي تهدد مصالحها ومصالح الشركاء"، مشددا على "ضرورة ان تعمل مع حلفائها في أوروبا في الخليج مثل السعودية والإمارات لصياغة سياسة متماسكة للمنطقة"، وأضاف "ان واشنطن تفتقد لسياسة واضحة لمواجهة الصراع السني – الشيعي في سوريا و العراق ولبنان".
وقالت مساعدة وزير الخارجية السابقة لشؤون الشرق الاوسط تمارا ويتز "ان على الادارة الاميركية تشجيع الحكومة المصرية لاتخاذ خطوات ملموسة نحو نظام سياسي شامل"، فيما رأى العضو السابق في مجلس الامن القومي اليوت ابرامز "ان على الولايات المتحدة ان تقبل بأنها تملك نفوذا ضئيلا على مصر وان قطع المعونة لن يحقق اي تراجع في موقف الجيش المصري".
وقال نائب مدير استخبارات الشرق الأوسط بالخارجية الاميركية سابقا واين وايت "ان الادارة الاميركية يمكن ان تدين العنف لكنها لا تستطيع قطع المعونة و العلاقات مع الجيش المصري لان دول الخليج ستعوض المعونة لمصر"، ووجه انتقادات لاذعة للإدارة كونها لم تقم بتوجيه اي ملاحظات للرئيس المصري على سوء ادارته للبلاد خلال العام الماضي".