بغداد/ CNN تزخر أرض العراق بالكثير من الآثار التي تعود إلى العصور القديمة، والتي ازدهرت فيها مملكة بلاد الرافدين، بقيادة ملوك مثل حمورابي، ونبوخذ نصر. وفي مدينة الحلة، بدأت مجموعة من علماء الآثار العراقيين في أوائل العام الجاري عمليات تنقيب عن بعض من هذه الآثار، كالفخاريات، والمدن القديمة المبنية من الطين. وتعود معظم هذه الآثار إلى القرن الثاني قبل الميلاد،
وستعرض لاحقا في متحف العراق الوطني. وحول ظروف عمليات التنقيب عن الآثار في العراق، يقول الدكتور رعد، عالم آثار عراقي: ان «التنقيب عن الآثار صعب جدا، ويحتاج إلى الكثير من الدقة، فأي غلطة صغيرة نرتكبها يمكن أن تؤثر على بقية العملية، لأنك إذا كسرت قطعة أو أضعتها فإنك تفقد جزءا من اللغز بأكمله.» والتنقيب في هذه الرمال لا ينبئ أبدا بما يمكن أن يجده هؤلاء العمال، فيوما يعثرون على قطع فخارية صغيرة، ويوما آخر يعثرون على هياكل عظمية. وقد يكون العمل بالنسبة للبعض مكررا، ولكنه ليس مملا أبدا، حيث يقول الدكتور رعد «عندما نعثر على قطع ثمينة، نشعر بسعادة كبيرة، وتزيد ثقتنا بأنفسنا وعملنا.» ويشار الى ان المتحف الوطني في العراق قد اعيد فتح أبوابه بعد ست سنوات انقضت على إغلاقه إثر تعرضه للنهب، خلال الحرب في العام 2003. وكان المتحف قد أعاد نحو 6 آلاف قطعة أثرية من مجموع 15 ألف قطعة أثرية سرقت منه، كما نجح في استرجاع 10 آلاف قطعة أثرية من مسروقات المواقع الأثرية بمساعدة المواطنين العراقيين ومؤسسات الدولة. ويعتبر المتحف الوطني العراقي واحدا من بين أشهر المتاحف العالمية، إذ تعود أهميته إلى امتلاكه معروضات يعود تاريخها إلى أكثر من 500 ألف عام قبل الميلاد. وتسلم المتحف عددا من التحف الأثرية المفقودة من قبل الدول المجاورة، حيث ساهمت كل من سوريا والأردن في إعادة بعض القطع، بالإضافة إلى مساهمة كل من الولايات المتحدة والسويد وإيطاليا وبيرو ومصر في مصادرة المسروقات وإعادتها إلى المتحف. ونشطت تجارة تهريب الاثار العراقية عقب الحرب الاخيرة، وقد عثرت عناصر الجيش العراقي على 228 قطعة أثرية في كانون الثاني الماضي في إحدى المحافظات العراقية، وألقت القبض على سبعة أشخاص، يعتقد أنهم جزء من عصابة متورطة في عمليات النهب خلال الحرب. وقال مسؤول عسكري في محافظة البصرة: إن عناصر الجيش وقوات الأمن صادرت 168 قطعة أخرى في جنوب المحافظة، وألقت القبض على خمسة أشخاص آخرين. وعثرت القوات على منحوتات ومجوهرات ذهبية، بالإضافة إلى أوان فضية وأوعية مصنوعة من السيراميك، مدفونة تحت الأرض، وتحت ألواح حجرية في المنازل. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، FBI، أصدر لائحة بالقطع الأثرية المفقودة عام 2005، للمساهمة في تجميعها وإعادتها إلى المتحف. وقال رئيس المتحف، دوني جورج عام 2003، «لقد توافد العراقيون إلى المتحف لإرجاع القطع الأثرية، وذلك لأنهم يعون أنها جزء من تراثهم وحضارتهم الغنية.»
آثـار يــون يــعــودون الــى الــتــنــقــيــب
نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 06:00 م