تجارب شركة امريكية (بايوتيك) لحماية براءة الاختراع التي حصلت عليها، اثر اختبار قدمته للتعرف على الجينة التي تسبب مرض السرطان.ويقول العلماء ان الشركة اذا حققت الانتصار فانها ستطرح نموذجاً للعمل على البحث عن الجينات التي تسبب امراضا اخرى.وقد توصلت تريس

تجارب شركة امريكية (بايوتيك) لحماية براءة الاختراع التي حصلت عليها، اثر اختبار قدمته للتعرف على الجينة التي تسبب مرض السرطان.
ويقول العلماء ان الشركة اذا حققت الانتصار فانها ستطرح نموذجاً للعمل على البحث عن الجينات التي تسبب امراضا اخرى.
وقد توصلت تريسي باراكلوف الى اكتشاف مهم في عام 1998، اذ تعرفت على (الجين) الذي سبّب لها السرطان، وتألمت تريسي ولكنها لم تتفاجأ بالأمر، فقد اجرت اختباراً عن الجين المسبب للمرض، لان والدتها وجدتها وجدة والدتها، فارقن الحياة بسبب مرض السرطان.
وبعد اربعة اشهر على ذلك، خضعت تريسي الى ازالة الرحم والمبيضين، من اجل التقليل من مخاطر الإصابة بالمرض، وفي العام التالي كان لديها.
وبدأت عند ذلك، رحلة جديدة في حياتها وكما قالت، (كان ابني جوش في الخامسة في عمره آنذاك، واردت العيش من اجله، كي لا يتقدم في السن بلا ام، وبعد 13 سنة تصف تريسي نفسها، (سعيدة 100%) بما فعلت وتقول معلقة، (أعتقد اني فعلت ما هو الأفضل بالنسبة، ووفاة والدتي وجدتي وجدة والدتي لم يكن عبثاً).
ان اكتشاف الجين (الموروثة) BRCA1 في عام 1994، والنسخة الثانية منه BRCA2 ، في العام التالي، سيبقى احد الانتصارات المهمة في علم الجينات الحديث، فهو يتيح للاطباء التعرف على المرأة التي ستتعرض لدرجة عالية من سرطان الثدي او المبيض، في فترة متأخرة من حياتها، وهناك عدد من نجمات السينما اللاتي خضعن لمثل هذه الفحوصات ومنهم انجيلا جولي مؤخراً، ان اختبار BRCAI قد انقذ العديد من النساء في الاعوام الاخيرة.
وهذا الاختيار قد ادى الى اثارة جدل جاد في الاوساط الطبية، انتهى مؤخراً في المحكمة العليا الامريكية، وكان ذلك الجدل والخلاف يدور حول سؤال اساسي، هل يجب ان يسمح القانون للشركات بالحصول على براءة اختراع الخاص بالجينات البشرية؟ انها معركة مهمة بالنسبة للابحاث الجينية وللعلماء على طرفي الاطلسي، حول نقاش له اهميته القصوى حول طبيعة التحقيقات العلمية.
والشركة الامريكية العملاقة (ميريد للجينات) تطالب ان تصدر المحكمة الكبرى امراً بدعم القرار الذي اتخذته حول جينات BRCA اذ ان الشركة تعتقد بأهمية ان تكون المنتجة الوحيدة للتجارب التي اشرفت عليها فيما يخص السرطان لاكثر من عشرة اعوام.
ومن جانب اخر، هناك مجموعة من الناشطين يمثلهم عدد من المحامين من اتحاد الحريات المدنية الامريكية تطرح اهمية ان يكون براءة ذلك الكشف العلمي ملكاً للانسانية جمعاً، فكيف يمكن ان تحتكر شركة واحدة تلك الحقيقة العلمية لوحدها، علماً انها انفقت 500 مليون دولار لتطوير وانتاج اختبار BRCA.
ومن الامور الواضحة، ان الناس على العموم لا تستثمر في مجال الدواء، مالم تحقق شيئاً من المردود، اذ ان احدى النساء خضعت لاختبار BRCA ودفعت مبلغ 4000 دولار، وتعتقد شركة (ميريد) ان من حقها ان تكون الوحيدة في انتاج (اختبارات (BRCA) وقد تولت ذلك الامر منذ عشرة اعوام في الولايات المتحدة الامريكية.
وباختصار، فان العلوم الطبية، خاصة تلك الفروع المهتمة بالجينات، تعتمد اليوم على شركات فردية، وهي تتطور بشكل جيد، فان كانت لشركة (ميريد) طريقتها الخاصة، فان الشركات الاخرى تطوّر اختباراتها، وهناك بروفسورة بالجينات البشرية، وهي نازنين رحمن، في معهد البحوث السرطانية، ولها تقنياتها المتطورة في التحاليل الجينية.
لقد طبع العلماء اول مسودة للجينات البشرية في عام 2003، ووجدوا انها تحتوي ما بين 20،000 الى 25،000 جين، ومن اجل اتمام الامر، فهناك حاجة الى عدة بلايين من الباوند.
 عن: الغارديان